6 نصائح تحمي نضارة بشرتك في شهر رمضان

يُعد شهر رمضان المبارك فترة روحانية عظيمة، إلا أن التغيرات في نمط الحياة خلال هذا الشهر – من حيث النظام الغذائي، مواعيد النوم، ونقص الترطيب – تُلقي بظلالها على صحة ونضارة البشرة. فالصيام لساعات طويلة مع قلة شرب الماء، والإجهاد الناتج عن قلة النوم أو تغيير مواعيده، قد يؤديان إلى بهتان البشرة، الجفاف، ظهور الهالات السوداء، وازدياد احتمالية ظهور حبّ الشباب أو التهيج الجلدي. لذلك، يصبح من الضروري تبنّي روتين يومي متوازن يهدف للحفاظ على صحة الجلد وتجديد نضارته. وفيما يلي ست نصائح جوهرية تساعد في حماية بشرتك والحفاظ على تألقها طوال الشهر الفضيل.

1. الترطيب الداخلي والخارجي: سر النضارة الدائمة

يُعدّ الترطيب العامل الأهم في الحفاظ على صحة الجلد. فمع ساعات الصيام الطويلة، يفقد الجسم جزءاً كبيراً من احتياطاته المائية، مما ينعكس بشكل مباشر على مرونة البشرة ولمعانها. لضمان تعويض هذا النقص، من الضروري الالتزام بشرب كميات كافية من المياه بين الإفطار والسحور. يُوصى بشرب ما لا يقل عن 2.5 إلى 3 لترات يومياً، وتوزيعها بشكل متوازن على مدار ساعات الإفطار.

إلى جانب الترطيب الداخلي، يجب العناية بالترطيب الخارجي للبشرة من خلال استخدام كريمات مرطبة تحتوي على مكونات طبيعية مثل حمض الهيالورونيك، الألوفيرا، الغليسرين، أو زيت الجوجوبا. هذه المواد تساهم في تعزيز الحاجز الجلدي، ومنع فقدان الرطوبة، وتحفيز مرونة الجلد.

جدول لمكونات ترطيب فعّالة في رمضان:

2. التغذية الذكية: التوازن بين الإفطار والسحور

تلعب التغذية دوراً رئيسياً في الحفاظ على نضارة البشرة. فالأطعمة التي يتم تناولها خلال الإفطار والسحور تنعكس بشكل مباشر على صحة الجلد. ويُوصى بتجنّب الأطعمة المالحة والمقليات والسكريات الزائدة، كونها تزيد من احتمالية الجفاف، الالتهاب، وظهور البثور. في المقابل، يُفضل التركيز على الخضراوات الورقية، الفواكه الغنية بالماء مثل البطيخ والبرتقال، والحبوب الكاملة التي تحافظ على توازن سكر الدم وتمنح طاقة مستدامة.

إضافة إلى ذلك، تُعتبر الدهون الصحية، مثل تلك الموجودة في المكسرات النيئة والأفوكادو وزيت الزيتون، عاملاً مساعدًا في تقوية أغشية الخلايا الجلدية، ما يمنحها نعومة ولمعانًا طبيعيًا. كما تُعد البروتينات الخالية من الدهون ضرورية لإنتاج الكولاجين، الذي يحافظ على شباب البشرة ويقلل من ظهور التجاعيد.

3. النوم المنتظم والتقليل من السهر

تتأثر البشرة مباشرة بجودة النوم، خاصة في رمضان حيث يميل الكثيرون إلى السهر حتى السحور والنوم ساعات قليلة فقط. يؤثر هذا التغيير سلبًا على وظائف الإصلاح الخلوي الطبيعي، الذي يحدث أساسًا أثناء النوم العميق. النوم غير الكافي يؤدي إلى ظهور الهالات السوداء، بهتان البشرة، وزيادة معدل شيخوخة الجلد.

من المهم تنظيم جدول النوم بحيث يتم الحصول على 6 إلى 8 ساعات من النوم المتواصل، حتى وإن كانت موزعة بين الليل وساعات القيلولة. كما يُفضل استخدام وسائد قطنية وتغيير أغطية الوسائد بانتظام، وذلك لتجنب تراكم البكتيريا والدهون التي قد تسبب انسداد المسام.

4. العناية بالبشرة الروتينية والمنتظمة

في شهر رمضان، يجب تبنّي روتين يومي بسيط وفعّال للعناية بالبشرة يتناسب مع التغيرات الفسيولوجية التي يمر بها الجسم. يتضمن هذا الروتين خطوات أساسية تشمل التنظيف، التونر، الترطيب، والحماية من الشمس.

• التنظيف: يُفضّل استخدام غسول لطيف خالٍ من الكبريتات والبارابين، مرتين يوميًا (صباحًا ومساءً).

• التونر: يساعد في موازنة درجة الحموضة للبشرة وإغلاق المسام المفتوحة، ويُنصح باختيار تونر يحتوي على ماء الورد أو الشاي الأخضر.

• الترطيب: يُعد خطوة لا يمكن تجاوزها، سواء للبشرة الجافة أو الدهنية.

• الواقي الشمسي: حتى في رمضان، فإن التعرض لأشعة الشمس قد يُسبب تصبغات جلدية وبقعًا داكنة، لذلك يجب وضع واقٍ شمسي بعامل حماية 30 أو أكثر قبل الخروج من المنزل.

استخدام ماسكات طبيعية أسبوعيًا يمكن أن يعزز من نتائج العناية، مثل ماسك الزبادي والعسل للبشرة الجافة، أو ماسك الطين الأخضر للبشرة الدهنية والمختلطة.

5. تجنب مسببات الإجهاد التأكسدي

الإجهاد التأكسدي هو أحد العوامل الخفية التي تؤثر على البشرة، ويزداد تأثيره في شهر رمضان مع قلة تناول مضادات الأكسدة، والتعرض لملوثات الهواء، والضغط النفسي الناتج عن تغير نمط الحياة. لمحاربة هذا النوع من الضرر، يُوصى بزيادة استهلاك مضادات الأكسدة عبر الأغذية الغنية بفيتامين C وE، مثل الكيوي، الفراولة، التوت الأزرق، اللوز، والسبانخ.

كما تُساعد مكملات الزنك والسيلينيوم، تحت إشراف طبي، في تقوية دفاعات الجسم الطبيعية ضد العوامل المؤكسدة التي تؤدي إلى تلف الخلايا الجلدية وتسريع شيخوخة الجلد.

6. الاعتناء بالشفاه والمنطقة حول العينين

من أكثر المناطق التي تظهر فيها علامات الجفاف والإرهاق خلال رمضان هي الشفاه والمنطقة حول العينين. تتعرض الشفاه للتشقق نتيجة قلة شرب الماء وتغير درجات الحرارة، بينما تصبح المنطقة المحيطة بالعينين أكثر عرضة للهالات السوداء وانتفاخات الصباح.

للعناية بالشفاه، يُنصح باستخدام بلسم غني بالفيتامينات والمكونات الطبيعية مثل زبدة الشيا أو زيت جوز الهند، مع تقشير لطيف للشفاه مرة أسبوعيًا باستخدام سكر طبيعي وعسل. أما للعناية بالعينين، فيُفضل استخدام كريم خاص لهذه المنطقة يحتوي على الكافيين أو الخيار أو فيتامين K، إذ تعمل هذه المكونات على تقليل الانتفاخ وتحسين الدورة الدموية تحت الجلد.

من المهم أيضًا ارتداء نظارات شمسية عند الخروج في النهار لحماية المنطقة الحساسة حول العينين من الأشعة فوق البنفسجية، وتجنّب فرك العينين لتفادي التهيج والتجاعيد المبكرة.

العناية بالبشرة خلال شهر رمضان تتطلب وعيًا صحيًا وتخطيطًا مسبقًا لتفادي آثار التغيرات التي تطرأ على الجسم خلال هذا الشهر الفضيل. لا يكفي استخدام المنتجات الموضعية فقط، بل لا بد من اتباع نمط حياة متكامل يوازن بين الغذاء، الترطيب، الراحة، والحماية الخارجية. بذلك تُصبح البشرة مرآة حقيقية لصحة الجسم الداخلية، وتبقى نضرة ومشرقة رغم ظروف الصيام وتغير الروتين اليومي.

المراجع:

1. American Academy of Dermatology Association – Skincare tips for dry skin.

2. National Institutes of Health (NIH) – Nutrition and hydration recommendations.