في عام 1876، خاضت الإمبراطورية العثمانية ومونتينيغرو معركة ذات أهمية استراتيجية كبيرة في موقع يُعرف باسم “فوكي دو”، والذي يقع في الجبال الجنوبية الغربية لمونتينيغرو، وتحديدًا في إحدى الوديان الوعرة بالقرب من مدينة سيتيني. كانت هذه المعركة جزءًا من الحروب الصربية التركية التي اندلعت في ذلك الوقت.
تعتبر معركة “فوكي دو” من بين المواجهات الرئيسية التي شهدتها المنطقة في إطار الصراع بين القوات العثمانية والقوى المحلية المناهضة لها. وقد تميزت هذه المعركة بأنها شهدت مشاركة عدة أطراف، حيث انضمت إلى قوات مونتينيغرو قوات محلية مسيحية وبوسنية وهرسكية متحالفة ضد القوات العثمانية والتي كانت تتمثل في قوات تركيا العثمانية.
يعود سبب اندلاع المعركة إلى تصاعد التوترات السياسية والعسكرية بين الطرفين، حيث كانت الإمبراطورية العثمانية تحاول فرض سيطرتها على المنطقة بينما كانت مونتينيغرو تسعى لتعزيز استقلالها وتوسيع نفوذها. وقد اندلعت المعركة بشكل مفاجئ في ظل تصاعد التوترات وتحركات القوات المتبادلة في المنطقة.
تميزت المعركة بشراسة القتال واستخدام تكتيكات عسكرية متنوعة من الجانبين، حيث شهدت مواجهات مباشرة بين الجنود واستخدام الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء. وقد ترافقت القتال مع عمليات استطلاع وتجسس من كلا الطرفين في محاولة للحصول على معلومات استراتيجية حاسمة.
بعد معركة طويلة ودامت لعدة أيام، تمكنت قوات مونتينيغرو بقيادة من ملكها من تحقيق النصر في معركة “فوكي دو”، حيث تمكنوا من صد هجوم القوات العثمانية وتحقيق انتصار استراتيجي هام، مما أعطى دفعة قوية لجهودهم الرامية لتحقيق الاستقلال وتوسيع نفوذهم في المنطقة.
وبهذا النصر، أصبحت مونتينيغرو الفائز الفاعل في هذه المعركة، بينما خسرت الإمبراطورية العثمانية بوصفها الخاسر في هذا الصراع الهام. تاريخيًا، كانت هذه المعركة لها أثر كبير في تشكيل مسار الأحداث السياسية والعسكرية في المنطقة، وساهمت في تعزيز موقف مونتينيغرو كقوة إقليمية قوية في البلقان.