حراس المجرة الجزء الثاني Guardians of the Galaxy Vol. 2: رحلة ملحمية في عمق الكون والعائلة

تُعد سلسلة “حراس المجرة” من أبرز إنتاجات عالم مارفل السينمائي (MCU)، حيث تجمع بين الإثارة الفضائية والفكاهة والشخصيات غير التقليدية التي استطاعت أن تترك بصمة قوية في ذاكرة الجماهير. يأتي فيلم Guardians of the Galaxy Vol. 2 الذي صدر في أبريل 2017 كتكملة للنجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول عام 2014، لكن هذه المرة، يذهب الفيلم إلى أبعاد أعمق وأكثر إنسانية، مستعرضًا قضايا الهوية والانتماء والعائلة، ومغلفًا كل ذلك بمغامرات كونية وصراع كوني مذهل.

الإنتاج والميزانية

تم إنتاج الفيلم من قِبل Marvel Studios، وتولى جيمس غان كتابة السيناريو والإخراج، كما هو الحال في الجزء الأول. بميزانية ضخمة بلغت 200 مليون دولار، تمكن الفيلم من تحقيق إيرادات عالمية تجاوزت 863 مليون دولار، ما يجعله واحدًا من أكثر أفلام مارفل نجاحًا على الصعيد التجاري في تلك الفترة.

طاقم التمثيل

ضم الفيلم مجموعة من النجوم الذين لعبوا دورًا محوريًا في تكوين شخصية السلسلة، وعلى رأسهم:

• كريس برات بدور “بيتر كويل/ستار لورد”

• زوي سالدانا بدور “غامورا”

• ديف باتيستا بدور “دراكس المدمر”

• فين ديزل (صوت “غروت”)

• برادلي كوبر (صوت “روكيت”)

• مايكل روكر بدور “يوندو”

• كارين غيلان بدور “نيبيولا”

• بوم كليمنتيف بدور “مانتيس”

• كيرت راسل بدور “إيغو الكوكب الحي”

كما يضم الفيلم ظهورًا مميزًا لنجوم آخرين مثل سيلفستر ستالون وإليزابيث ديبيكي وفينغ رامز وميشيل يوه، إضافة إلى مشاركة صوتية لـ روب زومبي ومايلي سايرس.

الحبكة الأساسية

ينطلق الفيلم من حيث انتهى الجزء الأول، حيث تواصل مجموعة الحراس مغامراتهم عبر المجرة، لكنهم يواجهون هذه المرة قضية شخصية ومعقدة: الهوية الحقيقية لبيتر كويل. يظهر والده الحقيقي “إيغو” الذي يتضح لاحقًا أنه ليس مجرد كائن فضائي عادي، بل كوكب حي يمتلك طاقة هائلة وطموحات تدميرية تمتد عبر المجرة.

في خضم هذه الصدمة، يتعين على بيتر أن يختار بين عائلة تربى معها وخاض معها معارك شرسة، وبين والده البيولوجي الذي يوفر له إجابات لطالما بحث عنها، لكنه في الوقت ذاته يهدد كل شيء حوله. ومن خلال هذه الصراعات، يُسلط الفيلم الضوء على مفاهيم العائلة الحقيقية، والتضحية، والانتماء.

الشخصيات وتطورها

بيتر كويل (ستار لورد)

يخوض صراعًا داخليًا مع ذاته، حيث يبدأ في اكتشاف المزيد عن ماضيه وعن علاقته بوالده. يعاني من انقسام بين رغبته في فهم من أين أتى، وولائه لمن كانوا بجانبه حين كان وحيدًا. تطور شخصيته في هذا الجزء يعد من أبرز التحولات الدرامية في السلسلة.

يوندو

يشكل محورًا عاطفيًا رئيسيًا في الفيلم. رغم مظهره القاسي وتاريخه كقرصان فضائي، يُظهر يوندو تعاطفًا عميقًا ومشاعر أبوية تجاه بيتر كويل. وينتهي الفيلم بتضحية يوندو بنفسه لإنقاذ بيتر، في مشهد مؤثر يعكس جوهر فكرة أن العائلة ليست دائمًا بيولوجية.

روكيت

يُظهر هذا الجزء جانبًا إنسانيًا عميقًا من شخصية “روكيت”، حيث نراه يواجه وحدته، وشعوره الدائم بعدم الانتماء، بالرغم من كونه محاطًا بأصدقاء. علاقته المتوترة مع يوندو تقدم مرآة لذاته، وتُظهر كم يتشابه الاثنان في بحثهما عن القبول.

غروت

غروت في هذا الجزء لا يزال في شكل “الطفل الصغير”، ما أضاف جانبًا فكاهيًا وعاطفيًا مميزًا. وجوده يُستخدم لتخفيف حدة المشاهد الدرامية العميقة، ويعكس رمزية النقاء والبراءة وسط عالم فوضوي.

نيبيولا وغامورا

الصراع المستمر بين الأختين يأخذ منحنى جديدًا، مع الكشف عن المعاناة التي عاشتها “نيبيولا” تحت سلطة والدها “ثانوس”. تتطور العلاقة بينهما تدريجيًا نحو المصالحة، وتصبح محورًا مهمًا في السرد.

الرسائل الرمزية في الفيلم

رغم أن الفيلم يُقدَّم في إطار من الخيال العلمي والمغامرة الفضائية، إلا أن مضمونه يعكس قضايا إنسانية وعاطفية عميقة، من أبرزها:

• العائلة لا تُعرّف بالدم فقط، بل بالحب والرعاية والتضحية.

• الهوية لا تأتي فقط من الأصل البيولوجي، بل من التجارب التي تُبنى عبر العلاقات والقرارات.

• السلطة المطلقة دون رادع أخلاقي تؤدي إلى الدمار، كما يتجلى في شخصية “إيغو” الذي يمثل تهديدًا للكون باسم الخلق والسيطرة.

المؤثرات البصرية والتقنية

تم استخدام تقنيات CGI متقدمة في تصوير الكواكب والمشاهد القتالية والمخلوقات الفضائية. وتميز الفيلم بجماليات لونية لافتة، مع الاعتماد على ألوان زاهية تعكس الطابع الكوميدي والمبهج للسلسلة، بعكس الطابع الداكن الذي كان يميز أفلام مارفل الأخرى في نفس الفترة.

كما تميز الفيلم بالمؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية، حيث اعتمد على مجموعة من الأغاني الكلاسيكية التي تعود لفترة السبعينيات والثمانينيات، والتي شكلت جزءًا أساسيًا من هوية الفيلم، ومن أبرزها:

البنية السردية المتقدمة

الفيلم يقدم أكثر من خط سردي في آنٍ واحد: خط مواجهة “إيغو”، خط تطور العلاقات بين أفراد الفريق، وخط المواجهة بين “نيبيولا” و”غامورا”، دون أن تتعارض هذه الخطوط أو تضعف. استطاع المخرج جيمس غان أن يوازن بين هذه المحاور بأسلوب سردي محكم.

العلاقة بالكون السينمائي لمارفل

“Guardians of the Galaxy Vol. 2” لا يعد فقط جزءًا مستقلًا يحكي قصة حراس المجرة، بل يمهد كذلك لأحداث أكبر في سلسلة مارفل، خاصة في ما يتعلق بشخصية “ثانوس” والعلاقة المتشابكة بين مختلف الكواكب والسلالات الفضائية.

يُضاف إلى ذلك تلميحات متعددة لشخصيات مستقبلية مثل “آدم وارلوك”، وظهور مفاجئ لشخصيات جديدة ستلعب دورًا في الأجزاء القادمة من السلسلة مثل ستالون وفينغ رامز وميشيل يوه، مما يوحي بتوسّع عالم حراس المجرة.

الخاتمة الدرامية

ينتهي الفيلم بمشهد وداع مؤثر ليوندو، وتشييع جثمانه من قبل قراصنة الفضاء، في لحظة تظهر فيها كل عناصر الفيلم في انسجام: الموسيقى، التأثيرات البصرية، والعواطف البشرية. هذا المشهد يكرس مكانة الفيلم كأحد أكثر أفلام مارفل تأثيرًا من الناحية العاطفية، دون أن يتخلى عن طابعه الفكاهي والمغامراتي.

التقييمات والنقد

نال الفيلم إشادة واسعة من النقاد، الذين أثنوا على:

• التوازن بين الكوميديا والدراما

• تطور الشخصيات بشكل عميق

• الإخراج البصري الفريد

• قوة الموسيقى التصويرية واختيار الأغاني

لكنه تعرض لبعض الانتقادات من حيث بعض المبالغات في المزاح أو بعض التكرار في النمط، إلا أن هذه الانتقادات لم تُؤثر على مكانته كأحد أبرز أفلام الأبطال الخارقين في العقد الأخير.

المصادر

• Marvel Studios Official Website: https://www.marvel.com/movies/guardians-of-the-galaxy-vol-2

• Box Office Mojo: https://www.boxofficemojo.com/title/tt3896198/