أنواع الحمام في الأردن: تنوع غني وأهمية ثقافية وزراعية

الحمام من الطيور التي عرفها الإنسان منذ آلاف السنين، ولا تزال تحتفظ بمكانة مهمة في العديد من الثقافات حول العالم، ولا سيما في الأردن، حيث تعد تربية الحمام وعشقه جزءًا من التراث الشعبي والعادات الزراعية المتجذرة. يشكل الحمام في الأردن مجموعة متنوعة من الأنواع، تختلف في أشكالها وأحجامها وألوانها، وتتوزع بين الحمام المحلي التقليدي وأنواع مستوردة يتم تربيتها لأغراض مختلفة كالزينة، السباقات، أو حتى الاستهلاك الغذائي.

أهمية الحمام في الأردن

يعد الحمام في الأردن أكثر من مجرد طائر، فهو يرتبط بالثقافة والتقاليد، ويستخدم في المناسبات الاجتماعية كعروض السباقات أو الهدايا، كما له دور اقتصادي مهم خصوصًا في المناطق الريفية حيث يعتمد عليه المزارعون في استغلال روثه كأسمدة طبيعية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر تربية الحمام هواية تحظى بشعبية واسعة بين مختلف الفئات العمرية، فهي تجمع بين المتعة والعناية بالتربية والاهتمام بجمال الطيور.

تصنيف الحمام في الأردن

يمكن تقسيم أنواع الحمام الموجودة في الأردن إلى فئات رئيسية بناءً على استخداماتها وخصائصها، وهي:

• الحمام المحلي التقليدي

• حمام السباق

• الحمام الزيني

• الحمام المخصص للزراعة والإنتاج الغذائي

1. الحمام المحلي التقليدي

هو نوع الحمام الذي انتشر قديماً في القرى والمدن الأردنية، ويتميز بقدرته على التكيف مع الظروف المناخية المحلية الصعبة، مثل ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وبرودة الشتاء. هذا النوع من الحمام عادة ما يكون متوسط الحجم، بألوان متنوعة ولكن غالباً ما تكون درجات الأبيض والرمادي والبني.

يتميز الحمام المحلي بقدرته على الطيران لمسافات متوسطة، ويعتمد عليه سكان الريف في تربية الحمام كجزء من النشاط الزراعي، سواء لأجل اللحم أو البيض. وهو أيضاً محبوب في ثقافة الأردنيين لما يحمله من دلالة على الارتباط بالأرض والبساطة.

2. حمام السباق

حمام السباق من أشهر أنواع الحمام في الأردن، وتعتبر تربية هذا النوع فنًا وحرفة لها متابعوها ومحبوها. يتميز هذا الحمام بقدرته العالية على الطيران لمسافات طويلة بسرعة كبيرة، ويتميز ببنية جسمانية نحيفة ورياضية تعزز من أدائه خلال السباقات.

يستورد الأردنيون أنواعاً مميزة من حمام السباق من دول مثل تركيا وألمانيا وبلجيكا، حيث يهتم مربو هذا النوع بالتدريب المنتظم والتغذية الخاصة لتحقيق أفضل النتائج في السباقات. تحظى مسابقات الحمام في الأردن بشعبية كبيرة، ويشارك فيها مربون من مختلف أنحاء البلاد، مما يعكس التقدير الكبير لهذا النوع من الحمام.

3. الحمام الزيني

يتسم الحمام الزيني في الأردن بجمال مظهره وتنوع ألوانه وأشكاله. تختلف أنواع الحمام الزيني بشكل كبير من حيث الحجم والشكل، حيث يوجد حمام صغير الحجم يتم تربيته في الأقفاص داخل المنازل كحيوانات أليفة، وكذلك أنواع أكبر تستخدم في العروض والمناسبات.

من أشهر أنواع الحمام الزيني في الأردن:

• حمام النسر: وهو حمام كبير الحجم يتميز بريش كثيف حول الرقبة والوجه يشبه النسر.

• حمام البهلوان: يتميز بألوانه الزاهية وشكله المزركش، ويشتهر بحركاته الخاصة أثناء الطيران.

• الحمام البخاري: نوع له تاريخ طويل، أصله من وسط آسيا، ويتميز بحجمه الكبير وريشه الأبيض أو الملون.

تعد تربية الحمام الزيني نشاطًا شائعًا بين الأسر الأردنية، حيث يحرص هواة هذا النوع على تطوير أجمل الأنواع وإظهارها في المعارض والمسابقات المحلية.

4. الحمام المخصص للإنتاج الغذائي والزراعة

في بعض المناطق الريفية في الأردن، يتم تربية أنواع معينة من الحمام بهدف استغلال لحومها كغذاء، وكذلك لاستخدام روثها في الزراعة كأسمدة طبيعية. يفضل في هذا المجال الحمام الذي يتمتع بمعدل تكاثر سريع، وقدرة على التكيف مع البيئة المحيطة.

يتم تربية هذا النوع في أماكن مخصصة خارج المنازل، ويعتمد المزارعون على استخدام أنواع محلية أو هجينة تجمع بين سرعة النمو وقوة التحمل.

الجدول التالي يوضح أهم أنواع الحمام المنتشرة في الأردن مع خصائصها الأساسية:

البيئة المناسبة لتربية الحمام في الأردن

تتأثر تربية الحمام في الأردن بشكل كبير بالعوامل البيئية المناخية، حيث تتسم البلاد بمناخ متوسطي إلى شبه جاف، مما يستدعي توفير بيئة ملائمة للحمام سواء في القرى أو المدن. توفر البيوت التقليدية وأقفاص الحمام المظللة والحماية من الطيور الجارحة ضرورية للحفاظ على صحة الطيور.

تحتاج أنواع الحمام، خاصة الحمام الرياضي والزيني، إلى عناية يومية من حيث التنظيف، التغذية المتوازنة، والاهتمام بالصحة والوقاية من الأمراض التي قد تنتشر بين الطيور.

التغذية والعناية الصحية

يعتبر الغذاء من أهم العوامل التي تؤثر على نمو وصحة الحمام، ويتنوع بين الحبوب المختلفة مثل القمح، الذرة، الشعير، بالإضافة إلى المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية. يجب توفير ماء نظيف بشكل دائم للطيور.

أما بالنسبة للرعاية الصحية، فتشمل الوقاية من الأمراض الشائعة مثل الكوكسيديا، الطاعون، ونزلات الجهاز التنفسي، إضافة إلى عمليات التطعيم الدوري، حيث يقوم مربو الحمام بإجراء فحوصات منتظمة لضمان خلو الطيور من الأمراض.

الختام

يمثل الحمام في الأردن جزءًا حيويًا من التراث الزراعي والثقافي، ويعكس تنوع الأنواع وجودة التربية التي امتدت عبر الأجيال. من الحمام المحلي المتكيف مع الظروف الصحراوية، إلى حمام السباقات الرياضي، والحمام الزيني الذي يزين الساحات، وصولاً إلى الحمام المخصص للإنتاج الغذائي، يشكل الحمام طيفاً واسعاً يلبي مختلف الأغراض والاهتمامات.

يظل الاهتمام بالحمام في الأردن مرتبطًا بحب الطبيعة والاحتفاظ بالتقاليد، مع استمرارية تطوير طرق التربية والاهتمام بأحدث الطرق العلمية التي تضمن صحة الطيور وجودة الإنتاج، مما يجعل تربية الحمام نشاطًا مستدامًا له بعد اقتصادي واجتماعي مهم في البلاد.

المصادر والمراجع

• كتاب “الطيور والبيئة في الأردن”، وزارة البيئة الأردنية، 2018.

• تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حول تربية الحمام في الشرق الأوسط، 2020.