كل ما تحتاج معرفته عن النقرس

النقرس: الأسباب، الأعراض، والعلاج

النقرس هو نوع من أنواع التهاب المفاصل الذي يتسم بآلام شديدة ومفاجئة، ويحدث عندما تتراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل. يعاني الأشخاص المصابون بالنقرس من هجمات ألم حادة، وغالبًا ما تحدث في المفصل الكبير للقدم، وخاصة إصبع القدم الكبير. على الرغم من أن النقرس كان يُعتبر في الماضي مرضًا مرتبطًا بالنخبة الثرية بسبب ارتباطه بتناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالبيورينات، إلا أنه يمكن أن يؤثر على أي شخص بغض النظر عن حالته الاجتماعية أو الاقتصادية. في هذا المقال، سنتناول العديد من جوانب النقرس بما في ذلك أسباب الإصابة، أعراضه، تشخيصه، طرق العلاج والوقاية منه.

ما هو النقرس؟

النقرس هو نوع من التهاب المفاصل الذي ينتج عن تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل. حمض اليوريك هو ناتج عن تحلل البيورينات، وهي مواد موجودة في بعض الأطعمة والشراب. عندما لا يتمكن الجسم من التخلص من حمض اليوريك بشكل كافٍ، يمكن أن تتشكل بلورات صغيرة في المفاصل، مما يؤدي إلى التهابات وألم حاد.

أسباب النقرس

تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالنقرس. أحد الأسباب الرئيسة هو زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم، والتي قد تكون نتيجة لعدة عوامل مثل:

1. الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات: توجد البيورينات بكثرة في الأطعمة مثل اللحوم الحمراء، والكبد، والأسماك الزيتية، والمأكولات البحرية. عند تحلل البيورينات في الجسم، يتم إنتاج حمض اليوريك.

2. تناول المشروبات الكحولية: يؤثر تناول الكحول، خاصة البيرة، على قدرة الجسم في التخلص من حمض اليوريك. كما أن الكحول يساهم في زيادة إنتاج حمض اليوريك.

3. السمنة: يمكن أن تزيد السمنة من إنتاج حمض اليوريك في الجسم وتقلل من قدرة الكلى على التخلص منه.

4. الأدوية: بعض الأدوية، مثل مدرات البول المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن ترفع مستويات حمض اليوريك.

5. الوراثة: تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في احتمالية الإصابة بالنقرس. إذا كان هناك تاريخ عائلي لهذا المرض، قد يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة.

6. أمراض أخرى: بعض الحالات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري، أمراض الكلى، وارتفاع مستويات الكوليسترول قد تؤدي إلى تراكم حمض اليوريك في الجسم.

أعراض النقرس

تتمثل الأعراض الأكثر شيوعًا للنقرس في:

1. ألم شديد في المفاصل: غالبًا ما يبدأ الألم بشكل مفاجئ ويصل إلى ذروته في غضون ساعات. الألم يكون عادة في المفصل الكبير في إصبع القدم، ولكنه قد يؤثر على مفاصل أخرى مثل الركبتين والكاحلين والمرفقين.

2. التورم والاحمرار: يصاحب الألم عادة تورم في المفصل المصاب، بالإضافة إلى تغير في اللون ليصبح أحمر أو أرجواني.

3. الحرارة: قد يشعر المصاب بارتفاع في درجة حرارة المفصل المصاب، مما يجعل الجلد يشعر بالدفء عند لمسه.

4. صعوبة في الحركة: بسبب الألم والتورم، قد يواجه المصاب صعوبة في تحريك المفصل المصاب أو المشي بشكل طبيعي.

5. هجمات متكررة: في حالة عدم علاج النقرس، قد تتكرر الهجمات وتصبح أكثر حدة مع مرور الوقت.

تشخيص النقرس

تشخيص النقرس يعتمد على عدة اختبارات وفحوصات:

1. التاريخ الطبي والفحص البدني: يقوم الطبيب في البداية بسؤال المريض عن الأعراض والتاريخ الطبي، بالإضافة إلى فحص المفصل المتأثر للتأكد من وجود علامات التهاب.

2. اختبار مستويات حمض اليوريك في الدم: يمكن قياس مستويات حمض اليوريك في الدم لمعرفة ما إذا كانت مرتفعة، حيث تشير المستويات المرتفعة إلى احتمال الإصابة بالنقرس.

3. تحليل السائل المفصلي: يتم سحب عينة من السائل المفصلي من المفصل المصاب باستخدام إبرة رفيعة، ويتم فحصها تحت المجهر للكشف عن وجود بلورات حمض اليوريك.

4. الأشعة السينية: في بعض الحالات، قد يستخدم الطبيب الأشعة السينية لاستبعاد أمراض أخرى قد تؤدي إلى أعراض مشابهة.

علاج النقرس

علاج النقرس يعتمد على تخفيف الأعراض والحد من تكرار الهجمات المستقبلية. يشمل العلاج عادة:

1. الأدوية المضادة للالتهابات: الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والديكلوفيناك تساعد في تقليل الألم والتورم.

2. الكولشيسين: يستخدم الكولشيسين لتقليل الالتهاب والألم أثناء الهجمات الحادة للنقرس.

3. الأدوية المخفضة لحمض اليوريك: مثل الألوبيورينول والفبيوكسوستات، تساعد هذه الأدوية في تقليل إنتاج حمض اليوريك في الجسم.

4. الأدوية المدرة للبول: في بعض الحالات، يتم استخدام مدرات البول للمساعدة في التخلص من حمض اليوريك عبر الكلى.

5. العلاج بالأدوية المضادة للبكتيريا: في بعض الأحيان، قد يُستخدم مضاد للبكتيريا إذا كانت العدوى هي السبب في التورم.

6. العلاج الطبيعي: في حالات الإصابة الشديدة، قد يوصي الطبيب بالعلاج الطبيعي لتقوية العضلات حول المفصل المصاب ومنع الإصابة بأضرار إضافية.

الوقاية من النقرس

يعد النقرس مرضًا مزمنًا، مما يعني أن الوقاية منه تتطلب التزامًا دائمًا بنمط حياة صحي. تشمل الإجراءات الوقائية التي قد تساعد في تجنب الهجمات:

1. اتباع نظام غذائي متوازن: من الضروري تقليل تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والكبد.

2. الحد من تناول الكحول: يجب تقليل استهلاك المشروبات الكحولية، خاصة البيرة، التي قد تزيد من مستويات حمض اليوريك.

3. شرب كميات كبيرة من الماء: يساعد شرب كميات كبيرة من الماء في التخلص من حمض اليوريك من خلال البول.

4. الحفاظ على وزن صحي: إن الحفاظ على وزن صحي يساعد في تقليل خطر الإصابة بالنقرس، حيث أن السمنة يمكن أن تزيد من مستويات حمض اليوريك.

5. ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد التمارين الرياضية في تحسين الدورة الدموية والحفاظ على صحة المفاصل.

6. التحكم في الأمراض المزمنة: من المهم علاج حالات مثل السكري وارتفاع ضغط الدم بشكل فعال لتقليل خطر الإصابة بالنقرس.

العوامل النفسية والاجتماعية للنقرس

النقرس لا يؤثر فقط على صحة المفاصل، بل يمتد تأثيره ليشمل جوانب أخرى من حياة الشخص المصاب به. فالألم الحاد والمزمن الناتج عن النقرس قد يؤدي إلى تأثيرات نفسية سلبية مثل القلق والاكتئاب. كما أن القيود التي تفرضها الحالة على القدرة على الحركة قد تؤثر على الحياة الاجتماعية والعملية.

الخاتمة

النقرس هو مرض يمكن التحكم فيه والوقاية منه باتباع نمط حياة صحي وتناول الأدوية المناسبة. من المهم أن يتعرف المرضى على الأعراض المبكرة ويحصلوا على العلاج المناسب في الوقت المناسب لتقليل الأضرار الناجمة عن هذا المرض. يمكن أن يعيش الأشخاص المصابون بالنقرس حياة طبيعية إذا تم علاج المرض بشكل جيد واتباع النصائح الوقائية.