بيتي بلو: فيلم من روائع السينما الفرنسية

مقدمة

“بيتي بلو” (بالفرنسية: 37°2 le matin، وتعني “37.2 درجة مئوية في الصباح”) هو فيلم درامي نفسي فرنسي من إنتاج عام 1986، أخرجه جان جاك بينيكس استنادًا إلى رواية تحمل نفس العنوان للكاتب فيليب دجيان. يعتبر الفيلم من بين الأعمال السينمائية التي حققت شهرة واسعة ونالت إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء. سنتناول في هذا المقال تفاصيل الفيلم من حيث القصة، الشخصيات، الإنتاج، والإستقبال النقدي.

القصة

تدور أحداث الفيلم حول زورج، كاتب طموح في الثلاثينيات من عمره، يعمل كعامل صيانة في منتجع على ساحل البحر المتوسط الفرنسي. يلتقي ببيتي، فتاة شابة تبلغ من العمر تسعة عشر عامًا، تتسم بالعفوية والاندفاع. تبدأ بينهما علاقة عاطفية شغوفة تتخللها تقلبات وأحداث درامية.

البداية

يعيش زورج وبيتي في كوخ مستعار على الشاطئ. تبدأ التوترات بينهما عندما تكتشف بيتي مخطوط روايته الأولى، وتقرأه في جلسة واحدة، وتقرر أنه عبقري. بعد مشادة أخرى مع صاحب العمل، تقرر بيتي إفراغ الكوخ وحرقه. ينتقل الثنائي إلى ضواحي باريس، حيث يعملان في فندق صغير تملكه صديقة بيتي، ليزا.

الوسط

تبدأ بيتي في كتابة مخطوطة زورج وتقديمها للناشرين، بينما يعملا معًا في بيتزا تابعة لصديق ليزا الجديد، إيدي. تتصاعد التوترات بين بيتي وزورج، وتتصاعد حدة تصرفاتها العنيفة عندما تكتشف رفض مخطوطته. تقوم بيتي بجرح وجه أحد الناشرين، مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي تزيد من تعقيد حياتهما.

النهاية

تنتقل الأحداث إلى قرية صغيرة حيث يعيشان في منزل والدة إيدي الراحلة. رغم حياة القرية الهادئة، تتفاقم مشكلات بيتي النفسية. ينتهي الأمر ببيتي في المستشفى تحت تأثير المهدئات، ويُخبر زورج بأنها قد لا تتعافى أبدًا. في مشهد درامي، يقرر زورج إنهاء معاناتها بقتلها خنقًا، ثم يعود لإكمال روايته في هدوء، بينما يستمع لصوت بيتي في ذهنه.

الشخصيات

• ببّاتريس دالي في دور بيتي: تؤدي دور الفتاة الشابة المتقلبة التي تعاني من اضطرابات نفسية.
• جان هيوج أنجلاد في دور زورج: الكاتب الطموح الذي يحاول التكيف مع تقلبات حبيبته.
• جيرارد دارمون في دور إيدي: صديق ليزا وصاحب البيتزا.
• كونسويلو دي هافيلاند في دور ليزا: صديقة بيتي التي تدعمهما في أوقات الشدة.

الإنتاج

خلفية

وفقًا للمخرج جان جاك بينيكس، تجاوزت العلاقة بين الممثلين جان هيوج أنجلاد وبياتريس دالي حدود التعاون المهني، حيث كانوا يتصرفون كعاشقين طوال فترة التصوير، مما أضاف طبقة إضافية من الواقعية للعلاقة المعروضة على الشاشة.

النسخة الموسعة

تم إصدار نسخة موسعة من الفيلم مدتها 185 دقيقة في عام 2000، تضمنت المزيد من التفاصيل حول تدهور حالة بيتي النفسية وسعيها لتحقيق حلم الأمومة، بالإضافة إلى مشاهد منفصلة لشخصية زورج تُظهر تطوراته النفسية والجسدية.

الاستقبال النقدي

حظي فيلم “بيتي بلو” بإشادة واسعة من النقاد. حصل على تقييم 78% على موقع Rotten Tomatoes بناءً على 27 مراجعة، وتقييم متوسط 6.6/10. وعلى موقع Metacritic، حصل الفيلم على درجة 56 من 100، بناءً على 15 مراجعة، مما يشير إلى مراجعات مختلطة أو متوسطة.

الجوائز والترشيحات

تم ترشيح الفيلم لجائزة بافتا وجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية في عام 1986، مما يثبت جودته العالية وتأثيره العميق في عالم السينما.

التحليل النقدي

يمكن تحليل فيلم “بيتي بلو” من عدة جوانب. يمثل الفيلم دراسة عميقة للاضطرابات النفسية والعلاقة المعقدة بين الحب والفن. تجسد شخصية بيتي التناقض بين الجمال والجنون، بينما يعكس زورج الصراع بين الطموح الفني والواقع القاسي.

التأثير الثقافي

ساهم الفيلم في ترسيخ مكانة السينما الفرنسية كقوة ثقافية عالمية، وترك بصمة قوية في أذهان المشاهدين بفضل تصويره الجريء لمواضيع الحب، الجنون، والطموح.

تلخيص سريع

الخاتمة

“بيتي بلو” ليس مجرد فيلم درامي نفسي، بل هو عمل فني يعكس تعقيدات النفس البشرية والعلاقات العاطفية. من خلال تصويره للعلاقة المضطربة بين زورج وبيتي، يفتح الفيلم نافذة على عوالم الحب والجنون والطموح، مما يجعله عملًا لا يُنسى في تاريخ السينما.