“والعدالة للجميع” هو فيلم درامي أمريكي صدر في عام 1979، من إخراج نورمان جيوسون وبطولة الممثل الكبير آل باتشينو. يتناول الفيلم قضايا العدالة والفساد في النظام القانوني الأمريكي.
تدور أحداث الفيلم حول المحامي “آرثر كيركلاند” الذي يجسد دوره آل باتشينو. يتم تكليفه بالدفاع عن قاضٍ مشهور يُتهم باغتصاب وقتل امرأة شابة. يكتشف “كيركلاند” أن النظام القانوني مليء بالفساد والتحامل السياسي، حيث يجد نفسه متورطًا في لعبة من الخيبة والخيانة.
تتصاعد التوترات في القاعة المحكمة، ويصارع “كيركلاند” من أجل تحقيق العدالة رغم العقبات الكبيرة التي تقف أمامه. يواجه المحامي الأخلاقي والملتزم صراعًا داخليًا حين يدرك أن النظام الذي يعتمد على العدالة يمكن أن يكون ملونًا بالتحيز والفساد.
تركز القصة على تحول “كيركلاند” من محام إلى مدافع عن العدالة بلا تحفظ، حيث يكافح ضد التآمر والفساد الذي يعاني منه النظام القانوني. يتساءل الفيلم عن القيمة الحقيقية للعدالة في مجتمع يتخبط في وسط تحديات أخلاقية وسياسية.
قصة الفلم
قصة الفيلم “والعدالة للجميع” تتبع أرثر كيركلاند، محامي دفاع في بالتيمور، حيث يجد نفسه وراء القضبان بتهمة ازدراء المحكمة بعد أن اعتدى على القاضي هنري ت. فليمنغ أثناء مناقشته لقضية جيف مكولو. تم إيقاف مكولو بتهمة مرور ضوئي طفيفة، ثم تم تبديله بمجرم آخر يحمل نفس الاسم، وقضى مكولو بالفعل عامًا ونصف في السجن دون أن يكون مذنبًا في جريمة. وقد عرقل فليمنغ جهود كيركلاند المتكررة لمراجعة القضية. وعلى الرغم من وجود دليل قوي جديد يثبت براءة مكولو، يرفض فليمنغ النظر في استئنافه بسبب تأخر تقديمه، لذا يبقى مكولو في السجن. يبدأ كيركلاند بعد ذلك قضية جديدة، حيث يدافع عن رالف أيجي، شاب أسود يرتدي ملابس نسائية واعتُقل بتهمة سرقة، ويخاف بشكل شديد من أن يُرسل إلى السجن.
يقوم كيركلاند بزيارات منتظمة لجده سام، في دار رعاية، والذي يصبح تدريجياً في حالة تأثر عقلي. يُكشف أن كيركلاند تخلى عنه والديه في سن صغيرة، وكان سام من رباه ودفع تكاليف دراسته في كلية الحقوق. يبدأ كيركلاند أيضاً قصة حب مع عضوة في لجنة أخلاقيات المحاماة تُدعى غيل باكر.
تتمتع علاقة كيركلاند بالقاضي فرانسيس رايفورد بالصداقة، حيث يأخذه في رحلة خطيرة بمروحيته الشخصية. يضحك رايفورد بفرح وهو يختبر مدى بُعد الطيران قبل نفاد الوقود، بينما يعبّر كيركلاند عن رعبه ويطلب منه الهبوط. في نهاية المطاف، يُحطم رايفورد مروحيته في ماء عميق يصل إلى الركبة. رايفورد، المحارب المتقاعد من حرب كوريا، يُعتبر متوجهًا نحو الانتحار ويحتفظ ببندقية في مكتبه بالمحكمة ومسدس M1911 في حزام كتفه طوال الوقت. حتى يتناول غداءه على حافة نافذة مكتبه، في الطابق الرابع.
فجأة، يُطلب من كيركلاند أن يدافع عن القاضي فليمنغ الذي تم اتهامه بالاعتداء الوحشي والاغتصاب على امرأة شابة. بينما يكره كل منهما الآخر، يعتقد فليمنغ أن وجود شخص يكرهه علنًا يدافع عن براءته سيكون لصالحه. يبتز فليمنغ كيركلاند باختراق قديم لسرية المحامي-العميل، والذي إذا تم الكشف عنه فمن المرجح أن يفقد كيركلاند وظيفته كمحام.
صديق وشريك كيركلاند، جاي بورتر، هو أيضًا غير مستقر نفسيًا. يشعر بالذنب لأنه نال براءات للمتهمين الذين كانوا حقًا مذنبين في جرائم عنفية. يظهر بورتر مُخمورًا في شقة كيركلاند، بعد أن قتل أحد عملاءه (المذنب) طفلين بعد براءته. يقوم بورتر بحلاقة رأسه، مدعيًا أن هذا سيجعل شعره يعود أكثر كثافة، لكنه يستمر في حلاقته. بعد انهيار عنيف داخل المحكمة – حيث يُلقي أطباق العشاء على الجميع في الممر – يُنقل بورتر إلى المستشفى. قبل مغادرته في الإسعاف، يطلب كيركلاند من شريك آخر، وارن فريسنل، التعامل مع جلسة محكمة أيجي بالغياب. يُعطي كيركلاند فريسنل نسخة مصححة من تقرير الإفراج المشروط لأيجي ويشدد على أن يُظهرها للقاضي حتى يتلقى أيجي الإفراج المشروط، بدلاً من قضاء وقت في السجن. يصل فريسنل متأخرًا وينسى تقديم النسخة المصححة للقاضي، مما يؤدي إلى حكم السجن على أيجي. ينفجر كيركلاند غاضبًا ويهاجم سيارة فريسنل، كاشفًا أنه بعد 30 دقيقة من صدور الحكم، انتحر أيجي. في الوقت نفسه، ينهار جيف مكولو، الذي تعرض للاعتداء الجنسي والبدني من قبل سجناء آخرين، ويأخذ رهينتين. يتوسل كيركلاند به للاستسلام، ويعد بالخروج به، لكن قناص شرطة يُطلق النار ويقتل مكولو عندما يتحرك أمام نافذة.
في نهاية المطاف، يقوم كيركلاند الذي يظهر بوضوح أنه مضطرب، بقبول قضية القاضي فليمنغ. يحاول أن يُقنع النائب العام، فرانك بويرز، بإسقاط القضية، لكن بويرز الذي يدرك السمعة الجيدة التي سيحصل عليها بتنفيذ حكم براءة على القاضي، يرفض الانسحاب. يلتقي كيركلاند بعميل آخر، كارل ترافرز، الذي يقدم صورًا تثبت أن فليمنغ ارتكب أعمالًا جنسية مع سيدة ليل. تحذر غيل باكر كيركلاند من خيانة عميل، مُكشِفةً أن اللجنة الأخلاقية كانت تراقبه منذ حادثة ازدراء المحكمة. يعرض كيركلاند الصور على فليمنغ، الذي يعترف بحرية بأنه مذنب في الاغتصاب.
عندما يُفتتح المحاكمة، يُطلق فليمنغ تعليقًا غير مبالٍ لكيركلاند بينما ينظر إلى الضحية، يقول إنه “لا يمانع أن يراها مرة أخرى في أي وقت”. يظهر وجه كيركلاند اشمئزازه. في بيانه الافتتاحي، يبدأ كيركلاند بسخرية من قضية بويرز مع تأملاته حول الهدف النهائي للنظام القانوني الأمريكي. يبدو أنه يقدم حججاً قوية لبراءة فليمنغ – ولكن بعد ذلك، بشكل غير متوقع، ينهار، حيث يكرر مرارًا أن فليمنغ مذنب ويجب أن يُرسل إلى السجن. يسحبون كيركلاند من المحكمة، حيث يُفرغ غضبه طريق الخروج، ويُدين فليمنغ والنظام القانوني لإساءتهما للقانون. وبينما يهتف الجمهور لكيركلاند – بما في ذلك غيل باكر – يجلس فليمنغ بخيبة أمل، ويغادر رايفورد المستاء المحكمة.
في النهاية، يجلس كيركلاند على درج المحكمة، يعلم أن أفعاله الجنونية ربما تكلفه مهنته في القانون. يمر جاي بورتر، الذي لم يتعاف من اضطرابه، ويقدم احترامه لكيركلاند، متركه جالسًا على الدرج بكل صدمة.
تمثيل:
- آل باتشينو بدور أرثر كيركلاند
- جاك واردن بدور القاضي فرانسيس رايفورد
- جون فورسايث بدور القاضي هنري ت. فليمنغ
- لي ستراسبرغ بدور سام كيركلاند
- جيفري تامبور بدور جاي بورتر
- كريستين لاهتي بدور غيل باكر
- سام ليفن بدور أرني
- روبرت كريستيان بدور رالف أيجي
- توماس وايتس بدور جيف مكولو
- لاري بريجمان بدور وارن فريسنل
- كريغ ت. نيلسون بدور فرانك بويرز
- دومينيك تشيانيز بدور كارل ترافرز
- فيكتور أرنولد بدور ليو فاوتشي
- فينسنت بيك بدور ضابط ليري
- مايكل جورين بدور الرجل المسن
- باكستر هاريس بدور لاري
- جو مورتون بدور طبيب السجن
- آلان نورث بدور نائب الشريف
- توم كوين بدور كليرك المكتبة كايلي
- بيفرلي ساندرز بدور شيري
- كوني سوير بدور جيتيل
- تشارلز سيبرت بدور المساعد النائب العام كين
- روبرت سيموندز بدور القاضي بيرنز
- كيث أنديز بدور مارفن بيتس
الإنتاج
تم تصوير الفيلم في بالتيمور، بما في ذلك منطقة المحكمة، نصب واشنطن الأثري في منطقة ماونت فيرنون، وقلعة ماكهنري. قام باتشينو بتدريب مشهد “أنت خارج القانون!” 26 مرة على حافة المبنى.
الإصدار
عُرض الفيلم لأول مرة كجزء من حفل ختام مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في 15 سبتمبر 1979.
“والعدالة للجميع” حظي بإشادة كبيرة من النقاد وحقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر. تم إنتاجه بميزانية متواضعة قدرها 4 ملايين دولار، وحقق أكثر من 33.3 مليون دولار في أمريكا الشمالية، مما جعله الفيلم الثامن والعشرين من حيث الإيرادات في عام 1979. على موقع تجميع الاستعراضات Rotten Tomatoes، حصل الفيلم على تقييم إيجابي من 83% من مراجعين، مع تقييم متوسط بلغ 6.8/10. يقول تعليق الموقع: “آل باتشينو يتصدر هذا الدراما القانونية المتهورة، حيث يؤكد نجم الفيلم النص المتوازن طنيًا بأداءه المتحمس.” من جانبها، منحت Metacritic الفيلم درجة 58 من 100 بناءً على 9 مراجعات، مما يشير إلى “مراجعات مختلطة أو متوسطة”. وأعطى Zagat الفيلم 23 نقطة من 30 إجماليًا، مع تقييم الأداء بـ 26 من 30، والقصة والإنتاج 22 لكل منهما، حيث يعتبر التقييم بين 20 و 25 “جيد إلى ممتاز”، وبين 26 و 30 “استثنائي إلى مثالي”.
في حين ذلك، وصف برايان فيربانكس في كتاب The Late Show السيناريو بأنه “مفرط في الاصطناعية”، على الرغم من عبارة باتشينو المميزة في المحكمة. وصفت مجلة Empire الفيلم بأنه “دراما قانونية جيدة ولكنها مبالغ فيها قليلاً”، وأعطته ثلاثة نجوم من خمسة.
الجوائز
أما بالنسبة لمشهد كيركلاند في بداية محاكمة الفيلم، والتي تتضمن انفعاله اللاحق “أنت خارج القانون! أنت خارج القانون! المحاكمة كلها خارجة عن القانون! إنهم خارجين عن القانون!”، فقد تمت مناقشتها كثيرًا. حيث أطلق Filmsite تصنيفًا من بين أفضل الخطابات والمونولوجات السينمائية، واعتبرها MSN كواحدة من أفضل 10 “عبارات سينمائية تُرد بشكل خاطئ”. تلقى الفيلم ترشيحين لجوائز الأوسكار، حيث ترشح آل باتشينو لجائزة أفضل ممثل، وترشح فاليري كورتين وباري ليفينسون لجائزة أفضل سيناريو أصلي. كما ترشح باتشينو أيضًا لجائزة غولدن غلوب عن أدائه في الفيلم.
ترك الفيلم بصمته في الثقافة الشعبية، حيث تمت محاكاته العديد من المرات في وسائل الإعلام المعروفة مثل The Simpsons و The Big Bang Theory. كما تم استلهام اسم الألبوم الشهير لفرقة Metallica …And Justice for All (1988) من الفيلم نفسه.
روابط الفلم
على IMDb
على يوتيوب