كيف تقنع إدارة مؤسستك بمنحك علاوة؟
تُعتبر العلاوات جزءًا مهمًا من الحوافز التي تقدمها المؤسسات للموظفين، وهي تعدّ بمثابة تقدير مادي للجهود المبذولة من قبلهم. مع ذلك، تبقى مسألة الحصول على العلاوة أمرًا معقدًا بالنسبة للكثير من الموظفين، إذ يحتاج الأمر إلى الكثير من التخطيط، التفاوض، والقدرة على إقناع الإدارة بأنك تستحق هذه الزيادة. يتطلب هذا أن تتوفر لديك مجموعة من المهارات والاستراتيجيات التي تُمكنك من تقديم قضيتك بشكل قوي ومدروس.
1. تحديد الأسباب المشروعة: لماذا تستحق العلاوة؟
من أهم الخطوات التي ينبغي عليك اتخاذها قبل البدء في التفاوض مع الإدارة هي تحديد الأسباب التي تجعلك مؤهلًا للحصول على العلاوة. يجب أن تكون هذه الأسباب موضوعية وقائمة على أسس واضحة وواقعية. من المهم أن تقوم بتوثيق إنجازاتك ومساهماتك التي تركت تأثيرًا إيجابيًا في المؤسسة، مثل:
-
تحقيق أهداف الأداء: إذا كنت قد أتممت مشاريع معينة بنجاح، أو تجاوزت الأهداف المقررة لك في العمل.
-
الإبداع والابتكار: إذا كنت قد قدمت حلولًا مبتكرة للمشاكل أو ساهمت في تحسين العمليات داخل المؤسسة.
-
الاستمرارية والإلتزام: إذا كنت من الموظفين الذين يتمتعون بالاستقرار والولاء للمؤسسة، فهذا يُعتبر عاملاً مهمًا عند التفاوض على علاوة.
-
تحقيق تأثير على مستوى الفريق أو المؤسسة: إذا كان لعملك تأثير ملحوظ في تحقيق نتائج إيجابية على مستوى المؤسسة ككل، مثل زيادة الإنتاجية أو تحسين الأداء العام.
من الضروري أيضًا أن تكون لديك بيانات ملموسة تدعم هذه النقاط، مثل أرقام الأداء، نتائج استبيانات الأداء السنوية، شهادات من المديرين والزملاء، أو أي نوع آخر من التوثيق الذي يثبت أن مساهماتك كانت قيمة.
2. التحضير للمحادثة: البحث والتحليل
التحضير الجيد هو مفتاح النجاح في أي عملية تفاوض، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحصول على علاوة. عليك أن تفهم جيدًا سياسة المؤسسة بشأن العلاوات والزيادة في الرواتب. حاول جمع أكبر قدر من المعلومات حول:
-
المعايير المتبعة داخل المؤسسة: تعرف على سياسة المؤسسة الخاصة بتوزيع العلاوات وتأكد من أنك تستوفي المتطلبات.
-
القدرة المالية للمؤسسة: من المهم أن تكون لديك فكرة عن الوضع المالي للمؤسسة، وخاصة إذا كانت تمر بمرحلة من الصعوبات الاقتصادية. هذا سيساعدك في تحديد الوقت المناسب لطلب العلاوة، وكذلك حجم العلاوة الذي يمكن أن يكون مناسبًا.
-
معدلات السوق: تأكد من أنك على دراية بالرواتب والعلاوات المقررة في السوق لصناعتك أو مجالك. هذا سيمنحك نقطة انطلاق قوية لإقناع الإدارة بأن علاوتك متوافقة مع ما يُعرض في السوق.
3. اختيار الوقت المناسب
اختيار الوقت المناسب يعد من العوامل الحاسمة في إقناع الإدارة بمنحك علاوة. ينبغي تجنب تقديم الطلب في الأوقات التي تكون فيها المؤسسة تمر بفترة من الضغوط المالية أو عندما تكون الإدارة مشغولة بمشاريع أخرى.
أفضل الأوقات لطلب علاوة هي:
-
بعد تحقيق إنجازات كبيرة: مثل الانتهاء من مشروع هام أو تحقيق هدف صعب.
-
خلال المراجعات السنوية للأداء: إذا كانت هناك فرصة للمراجعة السنوية لأداء الموظف، فهي الوقت المثالي لمناقشة العلاوة.
-
عندما تتزايد المسؤوليات لديك: إذا كنت قد تحملت المزيد من المسؤوليات أو قمت بتولي مهام إضافية بنجاح، يمكن أن يكون هذا سببًا قويًا لطلب علاوة.
4. تقديم الطلب بطريقة احترافية
بمجرد أن تتأكد من تحضيرك الجيد واختيارك للوقت المناسب، يجب عليك أن تكون دقيقًا في كيفية تقديم طلبك. يجب أن تركز على النقاط التالية:
-
كن صريحًا ومباشرًا: عند تقديم طلبك، يجب أن تكون واضحًا فيما تطلبه. لا تترك مجالًا للشك في نواياك أو توقعاتك.
-
استخدم أسلوبًا احترافيًا: لا تقتصر على الحديث عن احتياجاتك الشخصية، بل قدم قضية مقنعة من خلال التركيز على كيف يمكن للعلاوة أن تكون بمثابة تحفيز إضافي لك، مما يعود بالنفع على المؤسسة.
-
تجنب المقارنات السلبية: قد تجد بعض الموظفين الآخرين قد حصلوا على علاوات أكبر أو امتيازات أكثر. تجنب مقارنة نفسك بهم بطريقة سلبية أو استخدم ذلك كوسيلة ضغط.
5. دعم الطلب بالبيانات والأدلة
لضمان نجاح طلبك، من الأفضل أن تدعمه بمجموعة من الأدلة والبيانات. تشمل هذه الأدلة:
-
أرقام الأداء: مثل زيادة في الإنتاجية أو المبيعات، أو زيادة في رضا العملاء.
-
المقارنة مع الزملاء: إذا كانت هناك تغييرات في مسؤولياتك أو تحسينات في أدائك مقارنة بالزملاء، استخدم ذلك لدعم قضيتك.
-
التقارير السنوية: استخدم التقارير السنوية أو نصف السنوية التي تُظهر تحسنًا مستمرًا في الأداء.
6. التحلي بالصبر ومهارات التفاوض
من الأمور التي يجب أن تضعها في اعتبارك أن الحصول على علاوة قد يتطلب بعض الوقت. قد لا يتم قبول طلبك مباشرة أو قد تتم الموافقة على جزء منه فقط. لذا يجب أن تتحلى بالصبر وتكون مستعدًا للمفاوضة بشكل بناء.
تستطيع إظهار مرونتك من خلال اقتراح حلول بديلة إذا لم يكن طلبك العلاوة بالكامل ممكنًا في الوقت الراهن، مثل طلب زيادة في المسؤوليات أو حتى فرصة لتقييم طلبك مرة أخرى بعد فترة معينة.
7. التعرف على ردود الفعل السلبية والتعامل معها بحكمة
من الممكن أن يتعرض طلبك للرفض في البداية. إذا كان ذلك، لا يجب أن تُظهر رد فعل سلبي أو محبط. بدلاً من ذلك، اسأل عن الأسباب التي أدت إلى الرفض واستفسر عن الجوانب التي يمكنك تحسينها من أجل التقديم مرة أخرى في المستقبل.
حاول أن تبني حوارًا بناءً مع الإدارة حول مجالات التحسين، وما هي الأهداف التي تحتاج إلى تحقيقها لتكون مؤهلًا للحصول على العلاوة في وقت لاحق.
8. التحليل الذاتي: هل أنت مستعد بالفعل؟
قبل أن تشرع في طلب العلاوة، يجب أن تسأل نفسك هل أنت مستعد فعلاً للحصول عليها؟ قد تكون مستحقًا للزيادة، ولكن من المهم أن تكون في وضع يمكنك فيه تبرير طلبك بكل ثقة. إذا كنت تشعر بعدم الاستعداد أو عدم الثقة في نفسك، قد يكون من الأفضل أن تقوم بتطوير مهاراتك أو تحسن أدائك بشكل أكبر قبل أن تقدم طلبك.
9. استراتيجيات التعزيز المستمر للقدرة على إقناع الإدارة
من المهم أن لا يكون طلب العلاوة حدثًا معزولًا في مسيرتك المهنية. يجب أن تعمل باستمرار على بناء سمعتك كموظف ملتزم ومجتهد. إذا كنت تظهر دائمًا في صورة الموظف الذي يسعى لتحقيق النجاح والمساهمة في نجاح المؤسسة، فإن فرصك في الحصول على العلاوة سترتفع بشكل كبير.
من خلال إظهار التزامك المستمر في تحسين أدائك، ستكون أكثر قدرة على إقناع الإدارة بجدارتك لزيادة راتبك.


