8 فوائد صحية للمشي تعرف عليها

المشي هو واحد من أبسط وأقدم أشكال النشاط البدني الذي يمكن للإنسان ممارسته بسهولة ودون الحاجة إلى معدات خاصة أو أماكن محددة. على الرغم من بساطته، يمتلك المشي فوائد صحية هائلة تتعدى مجرد تحسين اللياقة البدنية. في هذا المقال، سنستعرض بشكل موسع أهم الفوائد الصحية للمشي، مدعومة بالأبحاث العلمية التي تثبت تأثيره الإيجابي على صحة الجسم والعقل.

1. تحسين صحة القلب والأوعية الدموية

المشي يعتبر تمريناً منخفض الشدة يساهم بشكل فعّال في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية. الأبحاث تشير إلى أن المشي المنتظم يعمل على تحسين الدورة الدموية وتقليل ضغط الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

عند المشي، يزداد معدل ضربات القلب بشكل معتدل، مما يحسن من كفاءة القلب في ضخ الدم وتوصيل الأكسجين إلى الأنسجة. كما يعمل المشي على زيادة مستوى الكولسترول الجيد (HDL) وخفض الكولسترول الضار (LDL)، وهو عامل مهم في الوقاية من تصلب الشرايين.

2. تعزيز صحة الجهاز التنفسي

من خلال ممارسة المشي بانتظام، يتم تحسين سعة الرئتين وقدرتها على تبادل الغازات بفعالية أكبر. المشي يساهم في زيادة تدفق الهواء إلى الرئتين، مما يحسن من التهوية الرئوية ويعزز من قدرة الجسم على استخدام الأكسجين بكفاءة.

كما أن المشي في الهواء الطلق، خاصة في بيئات طبيعية، يساعد على تعريض الرئتين لهواء نظيف، مما يساهم في تنظيف الجهاز التنفسي وتقليل مشاكل الحساسية أو الربو.

3. دعم الجهاز العضلي والعظمي

المشي هو نشاط يحفز العظام والعضلات بطريقة متوازنة، مما يساعد على تقويتها وزيادة كثافتها. هذا الأمر مهم بشكل خاص للوقاية من هشاشة العظام، خاصة مع التقدم في العمر.

بالإضافة إلى ذلك، المشي ينشط عضلات الساقين، الأرداف، والظهر، مما يحسن من التوازن والقوة العضلية العامة للجسم. دعم العضلات والعظام يقلل من مخاطر الإصابات المرتبطة بالهشاشة أو ضعف العضلات مثل الكسور والسقوط.

4. تحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر

المشي له تأثير مباشر على الحالة المزاجية والصحة النفسية. الدراسات الحديثة أكدت أن المشي، خاصة في الأماكن الطبيعية أو الحدائق، يساعد على تقليل مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول.

بالإضافة إلى ذلك، المشي يحفز إفراز السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان مرتبطان بتحسين المزاج والشعور بالسعادة. لذا، يُعتبر المشي من الطرق الفعالة لمكافحة القلق والاكتئاب بشكل طبيعي.

5. المساهمة في التحكم في الوزن

المشي هو نشاط بدني يحرق السعرات الحرارية ويساعد على تنظيم الوزن. بينما يعتبر المشي من التمارين قليلة الشدة، إلا أنه عند الاستمرار فيه لمدة مناسبة يومياً، يمكن أن يساهم بشكل ملحوظ في فقدان الوزن أو المحافظة عليه.

تعتمد كمية السعرات الحرارية التي يتم حرقها أثناء المشي على عدة عوامل مثل سرعة المشي، مدة التمرين، وزن الجسم، ومستوى اللياقة البدنية. المشي السريع أو المشي لمسافات طويلة يزيد من حرق السعرات مقارنة بالمشي الهادئ.

6. تحسين أداء الجهاز الهضمي

المشي المنتظم يلعب دوراً مهماً في تعزيز وظائف الجهاز الهضمي. الحركة الجسدية تساعد على تحفيز حركة الأمعاء، مما يقلل من مشاكل الإمساك ويعزز من عملية الهضم.

هذا النشاط البسيط يمكن أن يساعد أيضاً في تقليل أعراض الانتفاخ والغازات، ويعزز من قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل.

7. تعزيز صحة الدماغ والذاكرة

أظهرت الدراسات أن المشي يحسن من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يدعم وظائفه ويعزز من الذاكرة والتركيز. النشاط البدني المعتدل مثل المشي يحفز إنتاج عوامل النمو العصبي التي تساعد في حماية الخلايا العصبية وتعزيز مرونتها.

بالإضافة إلى ذلك، المشي المنتظم يقلل من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل مرض الزهايمر والخرف، ويعمل على تحسين القدرة الإدراكية خاصة لدى كبار السن.

8. دعم جهاز المناعة

المشي يساهم في تعزيز جهاز المناعة من خلال تحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تلعب دوراً أساسياً في مكافحة العدوى. النشاط البدني المعتدل يحسن من استجابة الجسم المناعية، ويقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

البقاء نشطاً والحفاظ على حركة الجسم عبر المشي يجعل الجهاز المناعي أكثر قدرة على التصدي للفيروسات والبكتيريا، كما يساهم في تسريع عملية التعافي عند الإصابة.

جدول يوضح تأثير المشي على الصحة

خلاصة

المشي هو نشاط بسيط وفعال يحمل فوائد صحية شاملة تشمل الجوانب البدنية والنفسية والعقلية. لا يتطلب أدوات أو تجهيزات خاصة، ويُعتبر متاحاً للجميع بغض النظر عن العمر أو المستوى البدني. المداومة على المشي لفترات منتظمة تساعد على تحسين جودة الحياة والوقاية من العديد من الأمراض المزمنة التي تواجه المجتمعات الحديثة.

من الناحية العلمية، يمكن تصنيف المشي كواحد من أكثر الأنشطة الصحية شمولاً، ويستحق أن يُدمج ضمن الروتين اليومي للوقاية وتحسين الصحة العامة.

المراجع:

1. Harvard Health Publishing. (2019). The health benefits of walking. Harvard Medical School.

2. Lee, I.-M., Shiroma, E. J., Lobelo, F., Puska, P., Blair, S. N., & Katzmarzyk, P. T. (2012). Effect of physical inactivity on major non-communicable diseases worldwide: An analysis of burden of disease and life expectancy. The Lancet, 380(9838), 219–229.