فوائد البيض المسلوق للتخسيس
يُعدّ البيض المسلوق من الأغذية التي حظيت باهتمام كبير في الأوساط العلمية والتغذوية نظراً لقيمته الغذائية العالية وارتباطه المباشر بعدد من الفوائد الصحية، وعلى رأسها فعاليته في برامج إنقاص الوزن. في السنوات الأخيرة، تحول البيض المسلوق إلى عنصر غذائي أساسي في العديد من الأنظمة الغذائية الخاصة بالتخسيس، وذلك بسبب تركيبته الفريدة من البروتين عالي الجودة، وانخفاض محتواه من السعرات الحرارية، واحتوائه على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية الأساسية.
يحتوي البيض المسلوق على كمية كبيرة من البروتينات الكاملة التي تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الشعور بالشبع، مما يساهم في تقليل كميات الطعام المتناولة خلال اليوم، وبالتالي تقليل السعرات الحرارية المستهلكة. كما أن البيض غني بالعناصر الغذائية التي تدعم عملية التمثيل الغذائي وتحفز الجسم على حرق الدهون بفعالية أكبر. في هذا المقال الموسّع، سنتناول بالتفصيل الفوائد العلمية للبيض المسلوق في سياق التخسيس، مدعومة بالدراسات، بالإضافة إلى استعراض مكوناته الغذائية، آليات تأثيره على الجسم، وأفضل الطرق لاستهلاكه ضمن حمية غذائية صحية.
التركيب الغذائي للبيض المسلوق
يعتبر البيض المسلوق من الأغذية الكاملة تقريباً، حيث يحتوي على معظم العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم. فيما يلي التركيب الغذائي التقريبي لبيضة واحدة مسلوقة متوسطة الحجم (حوالي 50 غرامًا):
| العنصر الغذائي | الكمية في بيضة مسلوقة واحدة |
|---|---|
| السعرات الحرارية | 70–80 سعرة حرارية |
| البروتين | 6.3 غرام |
| الدهون الكلية | 5.3 غرام |
| الدهون المشبعة | 1.6 غرام |
| الكوليسترول | 186 ملغ |
| الكربوهيدرات | 0.6 غرام |
| فيتامين B12 | 0.6 ميكروغرام |
| فيتامين D | 41 وحدة دولية |
| السيلينيوم | 15.4 ميكروغرام |
| الكولين | 147 ملغ |
| الحديد | 0.9 ملغ |
| الزنك | 0.6 ملغ |
هذا التركيب يوضح أن البيض المسلوق يوفر طيفاً واسعاً من العناصر الدقيقة والماكرو، مما يجعله غذاءً متكاملاً يمكن الاعتماد عليه في الحميات الغذائية دون القلق من نقص العناصر.
آليات تأثير البيض المسلوق في عملية التخسيس
1. تعزيز الشعور بالشبع وتقليل الجوع
البروتين الموجود في البيض المسلوق يتميز بقدرته الفائقة على تحفيز الشعور بالامتلاء والشبع، وذلك عبر تحفيز إفراز هرمونات الشبع مثل PYY وGLP-1. هذه الهرمونات تلعب دورًا محوريًا في تقليل الشهية، مما يجعل الفرد أقل ميلاً لتناول وجبات إضافية أو تناول كميات كبيرة من الطعام.
وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة International Journal of Obesity أن تناول البيض كجزء من وجبة الإفطار أدى إلى انخفاض كبير في السعرات الحرارية التي تم تناولها لاحقًا في اليوم، مقارنة بالإفطار الذي يحتوي على الكربوهيدرات فقط، مثل الخبز.
2. تعزيز عملية الأيض (التمثيل الغذائي)
يُسهم البيض المسلوق في تنشيط عملية الأيض الحراري من خلال ما يُعرف بتأثير الغذاء الحراري Thermic Effect of Food (TEF)، وهي كمية الطاقة التي يستخدمها الجسم لهضم واستيعاب العناصر الغذائية. البروتين له أعلى تأثير حراري مقارنة بالكربوهيدرات والدهون، ما يعني أن الجسم يحرق المزيد من السعرات لهضم البيض مقارنة بأطعمة أخرى.
3. الاحتواء على عناصر مغذية لدعم التمثيل الغذائي
الكولين هو أحد العناصر الحيوية المتوفرة بكثرة في صفار البيض، وهو ضروري لصحة الكبد، وإنتاج الناقل العصبي أستيل كولين، ومهم في عمليات استقلاب الدهون. كما يساعد في الوقاية من تراكم الدهون في الكبد، وهي حالة تُعرف بالكبد الدهني، والتي قد تعيق عملية فقدان الوزن.
فوائد البيض المسلوق في الرجيم منخفض السعرات
يتميز البيض المسلوق بانخفاض محتواه من السعرات مقارنة بالأطعمة الأخرى ذات القيمة الغذائية العالية، ما يجعله خيارًا ممتازًا في الأنظمة منخفضة السعرات. فعلى سبيل المثال، تناول بيضتين مسلوقتين على الإفطار يمكن أن يزود الجسم بالطاقة والبروتين دون الإخلال بالسعرات المسموح بها.
مقارنة البيض المسلوق ببدائل غذائية أخرى في التخسيس
| الغذاء | البروتين (غرام) | السعرات الحرارية | مؤشر الشبع التقريبي |
|---|---|---|---|
| البيض المسلوق (2 بيضات) | 12.6 | 140–160 | مرتفع |
| خبز أبيض (شريحتان) | 4.5 | 160 | منخفض |
| زبادي قليل الدسم (150غ) | 6 | 120 | متوسط |
| شوفان مطبوخ (½ كوب) | 5 | 150 | مرتفع |
يتبين من هذه المقارنة أن البيض المسلوق يتفوق من حيث نسبة البروتين إلى السعرات، ما يجعله خياراً أكثر كفاءة من غيره من الأطعمة التي قد تحتوي على سعرات مشابهة ولكن قيمة غذائية أقل.
البيض المسلوق وهرمونات التحكم بالشهية
من الناحية الفسيولوجية، يعمل البروتين الموجود في البيض على تحفيز إفراز الهرمونات المنظمة للشهية، مثل هرمون الشبع (PYY) وهرمون GLP-1، وكلاهما يرسل إشارات إلى الدماغ لوقف الأكل. في المقابل، فإن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات البسيطة قد تحفز إفراز الأنسولين بشكل مفرط مما يؤدي إلى هبوط سريع في السكر والشعور بالجوع خلال وقت قصير.
البيض المسلوق وتوزيع الدهون في الجسم
بعض الدراسات تشير إلى أن البروتين الحيواني عالي الجودة، مثل الموجود في البيض، يمكن أن يساهم في تقليل الدهون الحشوية (الدهون حول الأعضاء) بشكل خاص، وهي أخطر أنواع الدهون من حيث التأثير على الصحة القلبية والتمثيل الغذائي. وقد يكون ذلك نتيجة تأثير البيض على حساسية الأنسولين، وتحسين استخدام الدهون كمصدر للطاقة.
هل البيض يرفع الكوليسترول؟
رغم أن البيض يحتوي على كمية ملحوظة من الكوليسترول الغذائي، فإن الأبحاث الحديثة أثبتت أن تناوله لا يؤدي إلى رفع مستويات الكوليسترول الضار LDL في الدم لدى معظم الأفراد. في المقابل، قد يؤدي إلى رفع الكوليسترول الجيد HDL الذي يحمي القلب والأوعية الدموية. وهذا يطمئن من يتبعون حمية تخسيس تعتمد على البيض دون القلق بشأن تأثيره القلبي.
أفضل توقيت لتناول البيض المسلوق في الحميات الغذائية
ينصح غالبًا بتناول البيض المسلوق في وجبة الإفطار أو كوجبة خفيفة بين الوجبات الرئيسية، لما له من أثر قوي على تقليل الشهية ورفع الطاقة بدون الإخلال بالنظام الغذائي. كما أن تناوله صباحًا يساعد على بدء عملية الأيض بشكل فعال منذ بداية اليوم، مما يعزز حرق السعرات.
نماذج لاستخدام البيض المسلوق في نظام غذائي للتخسيس
-
إفطار منخفض الكربوهيدرات: بيضتان مسلوقتان + شرائح أفوكادو + كوب من الشاي الأخضر.
-
وجبة خفيفة: بيضة مسلوقة + خيارة + قليل من اللوز.
-
سلطة غنية بالبروتين: بيض مسلوق مقطع + خضروات ورقية + زيت زيتون + خل تفاح.
هل يمكن تناول البيض المسلوق يوميًا في الرجيم؟
تشير العديد من الدراسات إلى أن تناول بيضة أو اثنتين يوميًا لا يسبب أي آثار صحية سلبية للأشخاص الأصحاء، بل قد يكون له أثر إيجابي في دعم الحمية الغذائية وتعزيز فقدان الوزن. ومع ذلك، يُنصح بالتوازن مع مصادر بروتين أخرى لضمان تنوع العناصر الغذائية.
تحذيرات وتوصيات
-
يُفضل تناول البيض المسلوق دون إضافة ملح أو مايونيز لتجنب زيادة الصوديوم والسعرات.
-
يُفضل سلق البيض جيدًا وتجنّب البيض نصف المطهي لتقليل مخاطر السالمونيلا.
-
يجب على مرضى الكلى أو من يعانون من ارتفاع شديد في الكوليسترول استشارة الطبيب قبل اعتماده بشكل يومي.
الخلاصة العلمية
البيض المسلوق يُعد من أكثر الأطعمة فاعلية لدعم عملية التخسيس، إذ يجمع بين القيم الغذائية العالية والسعرات المنخفضة، ويؤثر إيجابيًا على الشهية والأيض. إدخاله ضمن نظام غذائي متوازن يمكن أن يكون عاملاً محفزًا لفقدان الوزن بطريقة صحية وطبيعية، دون الحاجة إلى مكملات أو بدائل صناعية.
المراجع:
-
Vander Wal, J. S., Gupta, A., Khosla, P., & Dhurandhar, N. V. (2008). Egg breakfast enhances weight loss. International Journal of Obesity, 32(10), 1545–1551.
-
Leidy, H. J., Clifton, P. M., Astrup, A., Wycherley, T. P., & Westerterp-Plantenga, M. S. (2015). The role of protein in weight loss and maintenance. The American Journal of Clinical Nutrition, 101(6), 1320S–1329S.

