9 خطوات لإنهاء علاقة الكوتشينغ بودية

في عالم الكوتشينغ المهني والشخصي، تعتبر العلاقة بين الكوتش والمستفيد محوراً أساسياً لتحقيق النمو والتغيير. غير أن لكل علاقة بداية ونهاية، وإنهاء علاقة الكوتشينغ لا يقل أهمية عن بدايتها، إذ يجب أن يتم بطريقة تحفظ كرامة الطرفين وتضمن استمرارية التطور الذي تحقق خلال الجلسات. قد يأتي وقت يشعر فيه أحد الطرفين، أو كلاهما، بأن الأهداف المحددة قد تحققت، أو أن العلاقة لم تعد مثمرة. في هذه الحالة، يصبح من الضروري إنهاء العلاقة بشكل مهني وإنساني دون توتر أو قطيعة. في هذا المقال، نقدم دليلاً عملياً من 9 خطوات لإنهاء علاقة الكوتشينغ بودية، مع الحفاظ على الاحترام المتبادل والمسار الإيجابي للتجربة.

1. الاعتراف بمرحلة النهاية كجزء طبيعي من العملية

تُعدّ المرحلة الختامية في علاقة الكوتشينغ جزءاً طبيعياً من دورة الحياة المهنية للعلاقة. فكما يبدأ الطرفان العلاقة بهدف محدد، لا بد أن يأتي وقت يتم فيه تقييم ما إذا كانت تلك الأهداف قد تحققت أو تغيرت. الاعتراف بأن العلاقة وصلت إلى مرحلة النضج أو الاكتمال لا يعني الفشل، بل هو دليل على التقدم والنمو. من المهم أن يُنظر إلى نهاية العلاقة على أنها تطور منطقي، وليس قراراً عاطفياً أو شخصياً.

2. إجراء تقييم شامل للتقدم المحرز

قبل البدء في عملية إنهاء العلاقة، يجب على الكوتش والمستفيد معاً إجراء مراجعة شاملة لما تحقق خلال فترة الكوتشينغ. يتضمن ذلك تقييم مدى تحقق الأهداف، والمهارات المكتسبة، والتحولات السلوكية أو الفكرية التي حدثت. يساعد هذا التقييم على تأكيد أن العلاقة كانت مجدية وأن الانفصال سيتم في توقيت مناسب. يمكن أن يتم هذا التقييم خلال جلسة مخصصة، ويتم توثيقه بشكل رسمي إذا كان ذلك متاحاً.

3. التواصل الصريح والواضح حول قرار الإنهاء

الوضوح هو أساس أي علاقة صحية، لذلك فإن إعلان قرار إنهاء العلاقة يجب أن يتم بشكل صريح وشفاف. سواء كان القرار صادراً من الكوتش أو المستفيد، يجب أن يتم التواصل به في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب، مع توضيح الأسباب الموضوعية والدوافع المهنية التي أدت إلى هذا القرار. استخدام لغة خالية من اللوم أو العاطفة الزائدة يساهم في الحفاظ على الأجواء الإيجابية ويمنع حدوث سوء فهم.

4. التخطيط المسبق للجلسة الختامية

ينبغي تخصيص جلسة نهائية يتم فيها مناقشة ما تم تحقيقه، وتسليط الضوء على اللحظات المفصلية في العلاقة. هذه الجلسة يجب أن تُخطط بعناية لتكون خاتمة محترمة وثرية للعلاقة. يجب أن تُشعر المستفيد بأنه يغادر العلاقة وهو مُقدَّر، ومؤهَّل للاستمرار بمفرده. من المفيد أن تتضمن الجلسة الختامية تلخيصاً مكتوباً أو شفاهياً لما تم إنجازه، وأيضاً توصيات مستقبلية إذا لزم الأمر.

5. تعزيز استقلالية المستفيد

واحدة من أهم أهداف الكوتشينغ هي تمكين الفرد من اتخاذ قراراته بنفسه وتطوير قدراته الذاتية. وبالتالي، فإن لحظة إنهاء العلاقة تُعد فرصة لتكريس هذا المبدأ. يجب أن يخرج المستفيد من العلاقة وهو يشعر بالثقة الكافية لمواصلة النمو بمفرده. يمكن للكوتش أن يقدم أدوات واستراتيجيات تساعد المستفيد على الاستمرار في تطوير ذاته بعد انتهاء العلاقة.

6. التعبير عن التقدير المتبادل

يُعزز التعبير عن الامتنان العلاقة الإنسانية والمهنية، حتى في لحظة الوداع. من الجيد أن يعبّر الكوتش عن تقديره لالتزام المستفيد وجهوده، بالمقابل يمكن أن يعبّر المستفيد عن امتنانه للدعم والإرشاد الذي تلقاه. هذه اللحظة لا تقل أهمية عن باقي مراحل العلاقة، إذ تترك انطباعاً دائماً وتعكس الاحترافية والنضج في التعامل.

7. توثيق الإنهاء بشكل رسمي إن لزم الأمر

في بعض السياقات المهنية، وخاصة في بيئات الأعمال أو المنظمات، قد يتطلب الأمر توثيق قرار إنهاء العلاقة رسمياً. يشمل هذا كتابة تقرير ختامي أو نموذج إنهاء، يوضح فيه الطرفان تفاصيل الانتهاء، وتأكيد التزام الكوتش بمعايير السرية والاستقلالية. هذه الخطوة تضيف طبقة من المهنية وتحمي حقوق الطرفين إذا تطلب الأمر مراجعة العلاقة لاحقاً.

8. التأكيد على أخلاقيات المهنة بعد الإنهاء

يستمر التزام الكوتش بالقيم الأخلاقية والمهنية حتى بعد إنهاء العلاقة. من أهم هذه القيم: الحفاظ على سرية المعلومات، وعدم استغلال العلاقة السابقة بأي شكل يخل بالمهنية. كما يُمنع على الكوتش التواصل مع المستفيد لأغراض تسويقية أو شخصية دون موافقته. الالتزام بهذه المبادئ يحافظ على سمعة الكوتش ويعزز ثقة الآخرين في خدماته.

9. ترك باب العودة مفتوحًا بشروط مهنية

رغم انتهاء العلاقة، قد تنشأ في المستقبل ظروف تستدعي استئناف الكوتشينغ، سواء لأهداف جديدة أو ظروف مختلفة. في هذه الحالة، من المفيد أن يُترك باب العودة مفتوحاً ولكن ضمن إطار مهني صارم. يجب توضيح أن أي علاقة جديدة ستكون مستقلة عن السابقة، وتخضع لعقد وشروط واضحة، دون الاعتماد على الافتراضات أو العلاقات السابقة.

جدول: ملخص خطوات إنهاء علاقة الكوتشينغ بودية

إن إدارة نهاية علاقة الكوتشينغ بشكل احترافي لا تعني فقط احترام المرحلة النهائية، بل تعكس مستوى النضج، والالتزام، والرؤية المستقبلية لدى الكوتش والمستفيد على حد سواء. العلاقة التي تنتهي بودية تُعتبر نموذجاً يحتذى في العلاقات المهنية، وتشكل أساساً لبناء علاقات مستقبلية ناجحة سواء في مجال الكوتشينغ أو خارجه.

المراجع:

1. International Coaching Federation (ICF), Core Competencies & Code of Ethics.

2. Julie Starr, The Coaching Manual: The Definitive Guide to The Process, Principles and Skills of Personal Coaching.