5 محفزات تجعل العادات الجديدة تدوم:
تعتبر العادات من الأسس التي تحدد جودة حياتنا اليومية، وقدرتها على مساعدتنا في تحقيق النجاح في مختلف المجالات. ولكن كما هو معروف، فإن تأسيس عادات جديدة واستمرارها يعد تحديًا كبيرًا للكثيرين. على الرغم من أننا نبدأ في تبني عادات جديدة بكل حماسة في بداية الأمر، إلا أن الدافع ينخفض بسرعة، وتتلاشى الرغبة في الاستمرار. هذا يرجع إلى العديد من العوامل النفسية والبيئية التي تؤثر فينا، وقد أظهرت الدراسات أن 80% من الأشخاص الذين يضعون أهدافًا لتحسين حياتهم لا يحققونها بسبب فشلهم في تثبيت العادات الجديدة.
من خلال البحث والتحليل، تبين أن هناك بعض المحفزات الفعالة التي يمكن أن تساعد في جعل العادات الجديدة تدوم على المدى الطويل. هذه المحفزات تتراوح بين تقنيات نفسية وعوامل بيئية يمكننا التحكم فيها لتحقيق الاستمرارية. وفي هذا المقال، سنتناول خمس محفزات رئيسية تعتبر من العوامل المساعدة في جعل العادات الجديدة جزءًا من روتيننا اليومي بشكل دائم.
1. إعداد بيئة محفزة وداعمة
واحدة من أهم العوامل التي تساعد في تحقيق العادات الجديدة هي البيئة التي نعيش فيها. البيئة المحيطة بالإنسان تلعب دورًا كبيرًا في تحفيزه على تبني سلوكيات معينة. إذا كنت ترغب في تبني عادة جديدة مثل ممارسة الرياضة أو تناول الطعام الصحي، فإن البيئة التي تتواجد فيها يجب أن تكون داعمة لهذه العادة.
على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في تناول طعام صحي، فإن وجود خيارات غير صحية داخل منزلك سيزيد من صعوبة اتخاذ الخيارات الصحيحة. وبالتالي، يجب أن تكون البيئة المحيطة مليئة بالمحفزات التي تدعم العادة التي تحاول تبنيها. في حالة الرياضة، يمكن أن تساعد عضويتك في صالة رياضية أو وجود معدات رياضية في منزلك على تحفيزك على الاستمرار في ممارسة التمرينات.
أيضًا، من المهم أن تكون لديك شبكة اجتماعية تشجعك وتدعمك في تبني هذه العادات. إذا كنت تحيط نفسك بأشخاص يتبنون نفس العادات التي ترغب في تبنيها، فإنك ستشعر بأنك أكثر التزامًا بالحفاظ على هذه العادة.
2. تقسيم الهدف الكبير إلى أهداف صغيرة
عند وضع هدف جديد، قد يبدو من الصعب الوصول إليه، وقد تكون الفكرة عن العادة الجديدة شاقة أو مرهقة. لهذا السبب، من الأفضل تقسيم الهدف الكبير إلى أهداف صغيرة يمكن تحقيقها بشكل تدريجي. هذا يمكن أن يسهم في شعورك بالإنجاز ويعزز دافعك للاستمرار.
على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في قراءة كتاب كل شهر، يمكنك تقسيم هذا الهدف إلى قراءة بضع صفحات يوميًا. هذه الطريقة لا توفر لك فقط شعورًا بالإنجاز اليومي، بل تجعل العادة الجديدة أكثر قابلية للتحقيق لأنها تتحول إلى مهمة بسيطة ومجزأة بدلاً من مشروع ضخم.
تقسيم الأهداف يمكن أن يسهل عليك تحفيز نفسك على المدى الطويل. فكلما حققت هدفًا صغيرًا، كلما زادت دافعيتك لتحقيق الأهداف الأكبر. هذا النوع من التحفيز المستمر يعزز من استمرارية العادة الجديدة.
3. التكرار والمثابرة
من العوامل الحاسمة في تبني العادات الجديدة هي التكرار. لقد أظهرت الأبحاث أن العادات تتشكل من خلال التكرار المستمر للسلوك. في البداية، قد تجد صعوبة في الالتزام بالعادات الجديدة، لكن مع مرور الوقت يصبح هذا السلوك جزءًا طبيعيًا من روتينك اليومي.
يمكنك تسهيل عملية التكرار من خلال إدخال العادة الجديدة في روتينك اليومي في نفس الوقت والمكان. على سبيل المثال، إذا كنت تحاول تبني عادة شرب الماء بكثرة، فحاول شرب كوب من الماء مباشرة بعد الاستيقاظ أو قبل كل وجبة. هذه الطريقة تساعد عقلك على ربط النشاط بالوقت أو السياق الذي يحدث فيه.
الاستمرارية في تطبيق العادة الجديدة على المدى الطويل، رغم صعوبة البداية، تساهم في إحداث تغييرات جذرية في سلوكك. العقول البشرية تعتاد على الأنماط المتكررة، وعندما يتكرر السلوك يصبح العقل أكثر استعدادًا للاستمرار في هذا الاتجاه.
4. مكافأة نفسك عند التقدم
من الطرق الفعالة للحفاظ على العادات الجديدة هي مكافأة نفسك على التقدم الذي تحرزه. المكافآت تمثل تحفيزًا نفسيًا يساعد في تعزيز السلوك المرغوب. بدلاً من انتظار النتيجة النهائية الكبيرة، يمكنك منح نفسك مكافآت صغيرة كلما حققت تقدمًا في العادة الجديدة.
إذا كنت على سبيل المثال تحاول أن تمارس الرياضة بانتظام، يمكنك مكافأة نفسك بعد كل تمرين بحمام ساخن مريح أو مشاهدة حلقة من برنامجك المفضل. هذه المكافآت الصغيرة تعمل كتعزيز إيجابي يعزز الرغبة في الاستمرار. العقول البشرية تميل إلى تكرار السلوكيات التي تكافئها، والمكافآت تساعد في تحفيز السلوك الصحي.
من المهم أن تكون المكافأة متوافقة مع العادة التي تسعى إلى تبنيها. إذا كانت المكافأة مرتبطة مباشرة بالتقدم الذي تحققه، فإنك ستشعر بشعور إيجابي يزداد مع مرور الوقت.
5. الإيمان بالنجاح والتصور العقلي
إيمانك بأنك قادر على النجاح يعتبر من أقوى المحفزات التي تدفعك للاستمرار في العادات الجديدة. التصور العقلي هو إحدى الأدوات النفسية الفعالة التي يمكن أن تساعد في تثبيت العادات. عندما تبدأ في رؤية نفسك وأنت تحقق أهدافك وتتبنى العادات الجديدة، فإن ذلك يعزز من رغبتك في الاستمرار.
التصور العقلي لا يعني فقط أن تتخيل نفسك وأنت تحقق النجاح، بل يعني أيضًا أن تؤمن بأنك قادر على تغيير سلوكك بشكل مستدام. هذه الثقة بالنفس تعتبر مفتاحًا لتحفيزك في مواجهة التحديات والصعوبات التي قد تعترض طريقك.
عندما تدمج هذه المحفزات في حياتك، تصبح العادات الجديدة أكثر قابلية للتحقيق والدوام. فبجانب البيئة المحيطة، التكرار، المكافآت، والإيمان بالقدرة على التغيير، فإنك تضع الأساس المتين الذي يمكن أن يؤدي إلى حياة أكثر انضباطًا ونجاحًا.
