فوائد الحمص للبشرة

فوائد الحمص للبشرة

يُعد الحمص من البقوليات الغنية بالعناصر الغذائية التي تقدم فوائد صحية متعددة، وقد احتل مكانة مرموقة في الأنظمة الغذائية حول العالم، ليس فقط لقيمته الغذائية العالية بل لما يوفره من آثار إيجابية على صحة الجلد والبشرة. يُعرف الحمص بأنه مصدر غني بالبروتين النباتي، والألياف، ومجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن، مما يجعله عنصراً فعّالاً في دعم شباب البشرة وتحسين ملمسها ومظهرها العام.

التركيب الغذائي للحمص وعلاقته بالبشرة

يتكون الحمص من مجموعة من العناصر الأساسية المفيدة للبشرة، من أبرزها:

• البروتين النباتي: يساعد على إصلاح الخلايا الجلدية وتجديدها.

• الزنك: عنصر حيوي لصحة الجلد، يساهم في التئام الجروح وتنظيم إفراز الزيوت.

• الحديد: يحسّن تدفق الأكسجين في الدم، مما ينعكس على نضارة البشرة.

• الفيتامينات مثل B6 والفولات: تساهم في تقليل الالتهابات وتحسين مرونة الجلد.

• المنغنيز والنحاس: ضروريان لتكوين الكولاجين وحماية الجلد من الإجهاد التأكسدي.

• مضادات الأكسدة الطبيعية: تحارب الجذور الحرة وتقلل من علامات التقدم في السن.

الحمص ودوره في تأخير علامات الشيخوخة

يُعرف عن الحمص احتواؤه على مضادات أكسدة قوية مثل البوليفينولات والمركبات الفينولية التي تعمل على محاربة الجذور الحرة، وهي السبب الرئيسي وراء ظهور علامات الشيخوخة المبكرة مثل التجاعيد والترهلات والبقع الداكنة. يعمل الزنك والمنغنيز الموجودان في الحمص على تحفيز إنتاج الكولاجين، وهو البروتين الأساسي المسؤول عن مرونة البشرة ومتانتها، وبالتالي يساعد إدخاله في النظام الغذائي أو الاستفادة منه موضعيًا في الحفاظ على شباب البشرة.

تفتيح لون البشرة وتوحيد لونها

من أبرز فوائد الحمص للبشرة أنه يساهم في تفتيح لونها بشكل طبيعي. يعود ذلك إلى احتوائه على كميات من الزنك والفيتامينات التي تقلل من فرط التصبغ وتحفز تجدد خلايا البشرة، ما يؤدي إلى توحيد اللون والتخلص من البقع الداكنة. كما أن استخدام الحمص المطحون في أقنعة الوجه يساعد على تقشير البشرة بلطف، ما يزيل خلايا الجلد الميتة ويمنح البشرة إشراقة ونقاءً واضحاً.

علاج حب الشباب ومشاكل البشرة الدهنية

يُعد الحمص خيارًا فعّالًا لعلاج البشرة الدهنية المعرضة لحب الشباب، لاحتوائه على خصائص مضادة للميكروبات والالتهابات، كما أنه يمتص الزيوت الزائدة من سطح البشرة. يُمكن استخدام الحمص المطحون كقناع يُخلط بالماء أو عصير الليمون لتقليل الدهون المفرطة وتضييق المسام، ما يقلل من احتمالية ظهور البثور. وبفضل غناه بالزنك، يُساعد الحمص في تنظيم إفراز الغدد الدهنية وتقليل التهيج والاحمرار.

الحمص وتأثيره في ترطيب البشرة

رغم أن الحمص يملك قدرة على امتصاص الزيوت الزائدة، إلا أنه لا يجفف البشرة، بل يساهم في توازن الرطوبة فيها. إذ يحتوي على نسبة جيدة من الألياف والمغذيات التي تدعم الترطيب الداخلي للبشرة من خلال تحسين الهضم وامتصاص المواد المغذية الضرورية لترطيب الجلد. يمكن أيضًا استخدامه موضعيًا عند مزجه بمكونات مرطبة مثل العسل أو اللبن الزبادي، مما يوفر للبشرة ترطيباً ناعماً دون أن يسد المسام.

فوائد الحمص في تقشير البشرة وتنظيفها

يمكن استخدام الحمص المطحون كمقشر طبيعي للبشرة، خاصةً عند مزجه بالزبادي أو الحليب أو ماء الورد. يعمل هذا الخليط على إزالة خلايا الجلد الميتة، وتنظيف المسام بعمق، مما يساعد في تحسين مظهر البشرة وجعلها أكثر نعومة ونقاء. يُعد هذا النوع من التقشير لطيفاً على البشرة ولا يسبب التهيج الذي قد تُسببه بعض منتجات التقشير التجارية.

دور الحمص في تهدئة التهابات البشرة والحكة

بفضل خصائصه المضادة للالتهاب، يمكن للحمص أن يُستخدم كعلاج موضعي لتهدئة الالتهابات والحكة المرتبطة بالبشرة الحساسة أو المصابة بالأكزيما. يحتوي الحمص على مركبات نباتية نشطة تُقلل من تفاعل الجلد مع المحفزات الخارجية، وقد تم استخدامه تقليدياً في العديد من الثقافات كعلاج طبيعي للمشاكل الجلدية مثل الطفح الجلدي وحروق الشمس.

أقنعة الحمص للبشرة

إليك بعض الوصفات الشائعة والفعالة التي تعتمد على الحمص لتحسين صحة البشرة:

يُنصح بعدم الإفراط في استخدام هذه الأقنعة، وتطبيقها مرتين في الأسبوع فقط لتجنب أي تهيج أو جفاف محتمل للبشرة الحساسة.

الحمص كمكمل غذائي لدعم صحة البشرة من الداخل

إدخال الحمص ضمن النظام الغذائي المنتظم له تأثيرات مباشرة على البشرة من خلال دعم العمليات الأيضية التي تعتمد على فيتامينات B والحديد والزنك. هذه العناصر لا تعمل فقط على تحسين مظهر البشرة، بل تُحسن من وظيفتها كحاجز مناعي، وتحفز إصلاح الخلايا، وتحمي من العوامل البيئية الضارة مثل التلوث والأشعة فوق البنفسجية.

الحمص وتأثيره في علاج التصبغات والنمش

تُظهر العديد من التجارب الشعبية والدراسات الأولية أن أقنعة الحمص، خصوصًا عند مزجها بعصير البطاطس أو الكركم، تُساعد في تقليل التصبغات الجلدية والكلف والنمش، خاصة عند استخدامها بانتظام. يرجع ذلك إلى قدرة الحمص على تقشير الطبقة العليا من البشرة، ما يُحفز نمو خلايا جديدة أكثر صحة ونضارة.

الحمص وصحة البشرة الجافة

بالرغم من أن الحمص يُستخدم كثيرًا للبشرة الدهنية، إلا أن له دوراً لا يُستهان به في علاج جفاف الجلد أيضًا. فعند مزجه مع مكونات مرطبة مثل الحليب والعسل أو زيت الزيتون، يمكن أن يساعد في تحسين ترطيب الجلد، والتخفيف من التقشر والحكة. كما أن تناول الحمص المطبوخ يدعم توازن السوائل في الجسم، وبالتالي يؤثر بشكل غير مباشر على ليونة الجلد ورطوبته.

استخدام الحمص في الطب التقليدي والعلاجات الشعبية للبشرة

في الطب الهندي التقليدي (الأيورفيدا)، يُستخدم طحين الحمص منذ قرون كعنصر أساسي في علاجات التجميل. يُعرف باسم “بيسان”، ويُستخدم لتحضير معاجين للوجه والجسم تهدف إلى تفتيح البشرة، تنعيمها، وحمايتها من حب الشباب. كما يدخل الحمص في تركيبات تُستخدم لعلاج البشرة الحساسة بعد إزالة الشعر، نظراً لخصائصه المهدئة والمطهرة.

التحذيرات عند استخدام الحمص موضعيًا

رغم الفوائد العديدة للحمص للبشرة، يجب الحذر من التحسس، خاصة عند استخدامه لأول مرة. ينصح دائمًا بإجراء اختبار تحسس موضعي على جزء صغير من البشرة قبل تطبيق أي قناع يحتوي على الحمص أو مكوناته. كما يجب تجنب استخدامه مع مكونات مهيجة مثل الليمون المركز على البشرة الحساسة.

خلاصة علمية

تشير الأبحاث إلى أن الحمص يحتوي على تركيزات جيدة من المغذيات الدقيقة الأساسية مثل الزنك والحديد والمنغنيز، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة والبروتينات النباتية، مما يجعله مكوناً فعّالاً في دعم صحة الجلد. ويمكن استخدامه بشكل مزدوج: سواء من خلال تناوله كجزء من النظام الغذائي المتوازن، أو استخدامه موضعيًا في أقنعة وأقشدة طبيعية. كل هذه الفوائد تُعزز من مكانة الحمص كعنصر طبيعي ومفيد للعناية بالبشرة على المستوى العلاجي والوقائي.

المصادر والمراجع:

1. U.S. Department of Agriculture (USDA) FoodData Central: Nutritional Profile of Chickpeas

2. “Role of Zinc and Other Micronutrients in Skin Health and Function,” Journal of Dermatological Science.