فضل سبحان الله وبحمده

فضل ذكر “سبحان الله وبحمده عدد خلقه”

يعتبر ذكر الله سبحانه وتعالى من أعظم الأعمال التي تقرب العبد إلى ربه، وتنير قلبه وتُطهّر نفسه. من بين الأذكار التي وردت في الأحاديث النبوية الشريفة، يعتبر ذكر “سبحان الله وبحمده عدد خلقه” من الأذكار التي تحمل في طياتها فضائل عظيمة، وتعدّ من أقوى الأذكار التي يمكن أن يتلوها المسلم في يومه. إن هذا الذكر لا يعبر فقط عن التسبيح لله سبحانه وتعالى، بل يتضمن أيضًا شكرًا وحمدًا لله، وهو ما يزيد من أجره وثوابه. في هذا المقال، سوف نتناول بالتفصيل فضل هذا الذكر العظيم، ودلالته في القرآن والسنة، وأثره في حياة المسلم الروحية والجسدية.

التعريف بذكر “سبحان الله وبحمده عدد خلقه”

يعتبر ذكر “سبحان الله وبحمده عدد خلقه” من الأذكار التي وردت في الحديث النبوي الشريف. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، غُفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر”. إن هذا الحديث يعد من الأحاديث التي تبين عظمة الأجر والفضل في ترديد هذا الذكر.

ويشمل الذكر ثلاث كلمات رئيسية: “سبحان الله” التي تعني تنزيه الله عن كل نقص، و”بحمده” التي تشير إلى حمد الله على نعمه وفضائله، و”عدد خلقه” التي تعني أن المسلم يتوجه إلى الله بعدد مخلوقاته التي لا تعد ولا تحصى. فالمقصود أن يكون التسبيح والحمد لله بمقدار ما خلق الله من مخلوقات، وهو ما يعكس عظمة الله وجلاله في خلقه.

معنى “سبحان الله وبحمده” في الذكر

كلمة “سبحان الله” تعني تنزيه الله عن كل ما لا يليق بجلاله وعظمته. فهي تعبير عن تسبيح الله وتقديسه. يقال إن التسبيح هو تعبير عن اعتراف العبد الكامل بعظمة الله، حيث يتجنب ذكر كل ما يشوبه من نقص أو عيب. في القرآن الكريم، وردت كلمة “سبحان” في العديد من المواضع، وتكرر استخدامها في تسبيح الأنبياء والصالحين، مما يوضح مكانتها في الإسلام.

أما “بحمده” فتعني شكر الله على ما وهب من نعم. الحمد في هذا السياق يعبر عن امتنان العبد لله على كل ما أنعم به عليه من نعم لا تحصى، سواء كانت ظاهرة أو خفية. إن التسبيح مقرون بالحمد في هذا الذكر ليعطي معنى أشمل، حيث يتكامل تنزيه الله مع حمده وشكره، مما يعكس حالة من التفكر العميق في عظمة الخالق وحمده على ما يقدمه للبشرية من نعم.

عدد خلقه في الذكر: تعبير عن عظمة الله

إضافة “عدد خلقه” إلى هذا الذكر يعد من أعظم الأبعاد التي تظهر عظمة الله وقدرته. إن خلق الله سبحانه وتعالى للمخلوقات لا يعد ولا يحصى، كما أن هذه المخلوقات تتفاوت في صفاتها وأغراضها. من هنا، عندما يذكر المسلم “عدد خلقه”، فإنه يذكر الله بعدد ما خلق من مخلوقات في السماوات والأرض، مما يعكس قدرته الفائقة وعظمته التي لا تحدها الحدود.

إن التفكير في عدد مخلوقات الله يقود العبد إلى تأمل عظمة الخالق في خلقه لهذا الكون الواسع. من البشر والحيوانات والنباتات إلى النجوم والكواكب والأجرام السماوية الأخرى، كل شيء في هذا الكون هو مخلوق لله، ولا يمكن لعقل بشري أن يحصي عدد هذه المخلوقات. لذلك فإن ترديد هذا الذكر يعد اعترافًا بتسبيح الله وحمده على خلقه الذي لا يعد ولا يحصى.

فضائل ذكر “سبحان الله وبحمده عدد خلقه”

لا تقتصر فضائل هذا الذكر على مجرد كونه تسبيحًا وحمدًا لله، بل له آثار عظيمة على حياة المسلم في الدنيا والآخرة. لعل من أبرز هذه الفضائل ما يلي:

1. مغفرة الذنوب

من أبرز الفضائل التي وردت في الحديث النبوي الشريف هي مغفرة الذنوب. ففي الحديث الذي رواه مسلم: “من قال سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، غُفرت له ذنوبه”. إن هذا الذكر يعدّ سببًا من أسباب المغفرة من الله تعالى، حيث إنه إذا تكرره المسلم بصدق، فإنه يمحو الذنوب ويساهم في تطهير قلبه وروحه.

2. الأجر العظيم

يعد هذا الذكر من الأذكار التي تعود على المسلم بأجر عظيم. فقد ذكر العلماء أن الأجر الذي يترتب على هذا الذكر يفوق العديد من الأعمال الأخرى، وذلك لأنه يتضمن تسبيحًا وحمدًا لله بعدد مخلوقاته التي لا يمكن حصرها. وبذلك يصبح الأجر الذي يحصل عليه المسلم من هذا الذكر هائلًا، ويعكس فوزًا عظيمًا في الدنيا والآخرة.

3. تقوية العلاقة بالله

إن ذكر الله باستمرار هو من أعظم الأسباب التي تقوي العلاقة بين العبد وربه. وعندما يكثر المسلم من ترديد هذا الذكر، فإن ذلك يعزز في نفسه اليقين بالله ويزيد من خشوعه في الصلاة والعبادة. يصبح قلب المسلم مملوءًا بحب الله وتعظيمه، مما يؤدي إلى تحسين سلوك المسلم في حياته اليومية.

4. البركة في الحياة

من الفوائد التي تترتب على ذكر “سبحان الله وبحمده” هي البركة في حياة المسلم. فقد ورد في العديد من الأحاديث النبوية أن الذكر هو سبب لجلب البركة في المال والوقت والعمر. كما أن المسلم الذي يداوم على هذا الذكر يشعر بسلام داخلي وراحة نفسية تساعده في مواجهة تحديات الحياة اليومية.

5. وقاية من الشيطان

لقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذكر يحمي المسلم من الشيطان. ففي حديث آخر، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يبتعد عن المسلم الذي يكثر من ذكر الله. لذا فإن “سبحان الله وبحمده عدد خلقه” يعتبر من الأذكار التي تقي المسلم من وساوس الشيطان وتحفظه من مكائده.

كيفية الإكثار من ذكر “سبحان الله وبحمده عدد خلقه”

يمكن للمسلم أن يكثر من هذا الذكر في جميع الأوقات، سواء كان في أوقات الفراغ أو أثناء العمل. ويمكن ترديد الذكر في أي مكان وزمان، كما يمكن تكراره في الصلاة أو في الأعمال اليومية الأخرى. يُستحب أن يلتزم المسلم بترديد هذا الذكر في الصباح والمساء، حيث إن ذلك يعزز في نفسه الشعور بالقرب من الله ويجعله في حالة من الطمأنينة والسكينة.

الآثار الروحية والجسدية لذكر “سبحان الله وبحمده عدد خلقه”

الذكر له آثار على الصحة النفسية والجسدية. على المستوى الروحي، يساهم في تحسين حالة القلب وزيادة الإيمان بالله. على المستوى الجسدي، فإن تكرار الأذكار يساهم في تخفيف التوتر والقلق ويشعر الشخص بالراحة النفسية. وتؤكد العديد من الدراسات العلمية أن تكرار الأذكار يمكن أن يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية، وتقليل التوتر، وزيادة النشاط العقلي.

خاتمة

ذكر “سبحان الله وبحمده عدد خلقه” هو من الأذكار التي تجمع بين التسبيح والحمد لله، وتنطوي على أجر عظيم في الدنيا والآخرة. إنه ذكر يعبر عن اعتراف العبد بعظمة الله سبحانه وتعالى، وعن شكره له على نعمه التي لا تحصى. من خلال هذا الذكر، يتمكن المسلم من تقوية علاقته بالله، ويزداد إيمانه وتطهر روحه، ويساهم في جلب البركة في حياته اليومية. لذلك يجب على المسلم أن يكثر من ترديد هذا الذكر وأن يتذكر فضل الله عليه في جميع لحظات حياته.