طرق كشف سرطان الثدي المبكر

طريقة كشف سرطان الثدي:

يُعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من التطورات الكبيرة في مجال الطب والعلاج، إلا أن الكشف المبكر عن هذا المرض يعتبر من أهم العوامل التي تساهم في زيادة فرص الشفاء. فقد أظهرت الدراسات أن الكشف المبكر يساهم بشكل كبير في علاج المرض، ويقلل من معدلات الوفيات المرتبطة به. لذلك، فإن معرفة طرق الكشف عن سرطان الثدي والوعي بها يعد خطوة أساسية نحو الوقاية من هذا المرض القاتل.

أهمية الكشف المبكر

تتمثل أهمية الكشف المبكر في القدرة على اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة، عندما يكون أكثر قابلية للعلاج. في هذه المراحل المبكرة، قد لا تظهر على المرأة أعراض واضحة، وهذا يجعل من الضروري أن تعتمد على طرق كشف غير مرتبطة بالشعور بأي تغييرات جسدية. وعلى الرغم من أن النساء اللاتي يعانين من أعراض سرطان الثدي قد يشعرن بتورم أو ألم في الثدي، فإن هذه العلامات قد تظهر فقط في مراحل متقدمة من المرض.

طرق الكشف المبكر عن سرطان الثدي

يتمثل الهدف الأساسي من طرق الكشف في التعرف على التغيرات غير الطبيعية في الثدي، ومن ثم تحديد ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء فحوصات إضافية. تشمل هذه الطرق الفحص الذاتي للثدي، والفحص السريري للثدي، والفحص باستخدام الأشعة السينية (الماموجرام)، إلى جانب الفحوصات الأخرى مثل الرنين المغناطيسي.

1. الفحص الذاتي للثدي

الفحص الذاتي للثدي هو الطريقة الأكثر شهرة التي يُمكن للمرأة من خلالها مراقبة حالتها الصحية واكتشاف أي تغيرات قد تشير إلى الإصابة بسرطان الثدي. ويُوصى به لكل امرأة بعد بلوغ سن العشرين. الهدف من الفحص الذاتي هو ملاحظة أي تغيرات في شكل أو حجم الثدي، أو وجود أي تكتلات غير طبيعية. وينصح بإجراء الفحص في نفس الوقت من كل شهر، عادة بعد انتهاء الدورة الشهرية، حيث يكون الثدي في حالته الطبيعية وغير منتفخ.

خطوات الفحص الذاتي:

1. الوقوف أمام المرآة: يجب أن تقف المرأة أمام مرآة، مع وضع يديها على خصرها، والنظر إلى الثديين بشكل دقيق للتحقق من أي تغييرات في الحجم أو الشكل.

2. الفحص أثناء الاستلقاء: يُفضل أن تقوم المرأة بالفحص الذاتي أثناء الاستلقاء على ظهرها. يجب أن تُرفع يد واحدة خلف الرأس، بينما يتم فحص الثدي الآخر باليد الأخرى. يتم الفحص بحركة دائرية، مع الضغط الخفيف على الثدي للتحقق من وجود أي تكتلات.

3. الضغط على الحلمات: يتم الضغط على الحلمات للتأكد من عدم وجود أي إفرازات غير طبيعية.

2. الفحص السريري للثدي

الفحص السريري هو فحص يتم تحت إشراف الطبيب أو الممرضة. يقوم الطبيب بفحص الثديين والأنسجة المحيطة بهما، مع التركيز على منطقة تحت الإبطين والجزء العلوي من الصدر. يُنصح بهذا الفحص للنساء اللاتي يتراوح أعمارهن بين 20 و40 عامًا، ويجب أن يتم إجراؤه كل ثلاث سنوات على الأقل، بينما يُفضل أن يتم سنويًا للنساء فوق سن الأربعين.

مكونات الفحص السريري:

• الملاحظة: يقوم الطبيب بملاحظة حجم وشكل الثديين، بحثًا عن أي تغييرات غير طبيعية.

• الفحص اليدوي: يتم فحص الثديين يدويًا من خلال حركة دائرية أو خطوط مستقيمة، وذلك للتحقق من وجود أي تكتلات أو ألام غير طبيعية.

3. الماموجرام (أشعة الثدي السينية)

الماموجرام هو فحص يتم باستخدام الأشعة السينية للكشف عن أي تغييرات في الثدي قد تشير إلى الإصابة بالسرطان. يُعد الماموجرام من أبرز طرق الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتُوصي المنظمات الصحية العالمية بإجراء هذا الفحص سنويًا للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و74 عامًا، وفي بعض الحالات قد يُنصح بإجرائه قبل سن 50 حسب التوصيات المحلية.

كيفية إجراء الماموجرام:

• يتم وضع الثدي بين لوحين ضاغطين للحصول على صورة دقيقة باستخدام الأشعة السينية.

• يجب أن تكون المرأة في وضعية معينة أثناء الفحص لضمان الحصول على صورة واضحة.

• يستغرق الفحص عادة من 15 إلى 20 دقيقة، وقد تشعر المرأة ببعض الضغط على الثدي أثناء الفحص، لكن الألم يكون عادة خفيفًا.

4. الرنين المغناطيسي للثدي (MRI)

يُستخدم الرنين المغناطيسي للثدي للكشف عن السرطان في الحالات التي لا يمكن تشخيصها عبر الماموجرام، خاصة في النساء اللاتي يعانين من أنسجة ثدي كثيفة. يتم استخدام هذا الفحص للنساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الثدي أو اللاتي يحملن جينات معينة تزيد من خطر الإصابة.

مزايا الرنين المغناطيسي:

• يمكن للرنين المغناطيسي الكشف عن الأورام الصغيرة التي قد لا تظهر في الماموجرام.

• يُعد أكثر دقة في بعض الحالات، خاصة للنساء ذوات الأنسجة الكثيفة.

5. الخزعة

إذا تم اكتشاف أي تكتلات أو تغييرات في الثدي باستخدام أي من الفحوصات السابقة، قد يقرر الطبيب إجراء خزعة. الخزعة هي عملية استخراج عينة صغيرة من الأنسجة المشكوك فيها لفحصها تحت المجهر. يمكن أن تكون هذه العملية إما عن طريق إبرة دقيقة أو جراحة صغيرة.

أنواع الخزعات:

• الخزعة بالإبرة: يتم استخدام إبرة رفيعة لاستخراج عينة من الأنسجة.

• الخزعة الجراحية: في بعض الحالات، قد تحتاج إلى إزالة جزء من الأنسجة بواسطة عملية جراحية صغيرة.

6. الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار)

يُستخدم السونار في بعض الأحيان كمكمل للماموجرام لتحديد طبيعة التكتلات الموجودة في الثدي. يتم هذا الفحص عن طريق إرسال موجات صوتية إلى الثدي لتحليل الأنسجة. يساهم السونار في التفريق بين الكتل السائلة (مثل الخراجات) والكتل الصلبة التي قد تشير إلى الأورام السرطانية.

خطة الوقاية من سرطان الثدي

الوقاية من سرطان الثدي تشمل إجراء الفحوصات المنتظمة واعتماد نمط حياة صحي، بالإضافة إلى تقليل عوامل الخطر المرتبطة بالمرض. على الرغم من أن بعض عوامل الخطر، مثل الوراثة، لا يمكن تجنبها، إلا أن هناك خطوات يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي:

• الحفاظ على وزن صحي: زيادة الوزن قد تكون عامل خطر لسرطان الثدي.

• ممارسة النشاط البدني: الرياضة تساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.

• الرضاعة الطبيعية: الدراسات تشير إلى أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة.

• الابتعاد عن الكحول والتدخين: يزيد التدخين وشرب الكحول من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

خاتمة

يعد الكشف المبكر عن سرطان الثدي من أهم العوامل التي تساهم في تحسين نسب الشفاء والنجاح في العلاج. من خلال الاعتماد على تقنيات مثل الفحص الذاتي، والفحص السريري، والماموجرام، والرنين المغناطيسي، يمكن للمرأة اكتشاف المرض في مراحله المبكرة. من الضروري أن تكون النساء على دراية بهذه الطرق وأن يتبعن الإرشادات الطبية للكشف المبكر عن سرطان الثدي لضمان الحفاظ على صحة الثدي وحمايته من المرض.