ويندوز 11: المميزات والمتطلبات

ويندوز 11: مميزاته، وتاريخ إصداره، ومواصفات الأجهزة المطلوبة

يمثل نظام التشغيل ويندوز 11 خطوة جديدة ومتميزة في مسيرة شركة مايكروسوفت الطويلة في تطوير أنظمة تشغيل الحواسيب الشخصية. بعد سنوات من إطلاق ويندوز 10 الذي اعتُبر آخر نسخة رئيسية في سلسلة أنظمة ويندوز لفترة طويلة، جاءت مايكروسوفت بالإعلان المفاجئ عن ويندوز 11 في يونيو من عام 2021، لتدخل بذلك حقبة جديدة من أنظمة التشغيل التي تجمع بين التصميم العصري والدعم الموسع للتقنيات الحديثة، مع الحفاظ على الأداء والاستقرار الذي ميز الإصدارات السابقة.

أولاً: خلفية تاريخية حول إطلاق ويندوز 11

أعلنت شركة مايكروسوفت عن ويندوز 11 في 24 يونيو 2021 خلال حدث رقمي مباشر، وقد تميز الحدث بتقديم نظرة شاملة على المزايا الجديدة للنظام، إضافة إلى عرض لتصميمه البصري الجديد وتجربة المستخدم المحسّنة. وفي 5 أكتوبر 2021، تم إطلاق النظام رسميًا وبدأت مايكروسوفت في توزيعه تدريجيًا على الأجهزة المتوافقة حول العالم.

تأتي هذه النسخة بعد حوالي ست سنوات من إصدار ويندوز 10، والذي صدر في يوليو 2015. خلال تلك الفترة، التزمت مايكروسوفت بتحديث ويندوز 10 بشكل مستمر دون تقديم إصدار جديد كامل، لكن التطورات التقنية والتغيرات في طريقة استخدام الحواسيب – لاسيما بعد جائحة كوفيد-19 – دفعت الشركة إلى تقديم نظام جديد يتناسب مع التحولات التي طرأت على العمل والتعليم والترفيه من خلال الأجهزة الرقمية.

ثانيًا: أبرز المميزات في نظام ويندوز 11

1. واجهة مستخدم جديدة ومبسطة

يعتمد ويندوز 11 تصميمًا بصريًا عصريًا وأنيقًا أُعيدت فيه صياغة العديد من عناصر الواجهة. من أبرز ملامح هذا التصميم تحريك زر “ابدأ” إلى وسط شريط المهام، وتقديم قائمة ابدأ جديدة تجمع بين البساطة وسهولة الوصول إلى التطبيقات والملفات المستخدمة مؤخرًا.

النوافذ أصبحت بزوايا دائرية ناعمة، مع تأثيرات شفافية ورسوم متحركة أكثر سلاسة، تعكس فلسفة التصميم المعروفة باسم “Fluent Design” والتي تهدف إلى تقديم تجربة بصرية جذابة وهادئة.

2. تحسينات الأداء والطاقة

أوضحت مايكروسوفت أن ويندوز 11 صُمم ليكون أكثر كفاءة من حيث استهلاك الطاقة والموارد، ما يساهم في تحسين أداء الحواسيب المحمولة وزيادة عمر البطارية. وقد أجريت تحسينات في إدارة العمليات الخلفية وتقليل استهلاك الذاكرة والمعالج.

3. تحسين تجربة تعدد المهام

من خلال ميزة Snap Layouts وSnap Groups، أصبح بإمكان المستخدمين ترتيب النوافذ على الشاشة بطريقة أكثر ذكاءً ومرونة، بحيث يمكن اختيار تخطيطات متعددة للشاشة من خلال تمرير المؤشر فوق زر التكبير. كما أن النظام يحتفظ بمجموعات النوافذ المستخدمة ليستعيدها كما هي عند العودة من وضع السكون أو عند التبديل بين الشاشات.

4. تكامل متقدم مع Microsoft Teams

تم دمج Microsoft Teams في نظام ويندوز 11، ليكون متاحًا بسهولة عبر شريط المهام، مما يعزز تجربة التواصل الاجتماعي والعملي في بيئة العمل أو الدراسة.

5. تحسينات في دعم الشاشات المتعددة

يوفر ويندوز 11 تجربة أكثر سلاسة عند استخدام شاشات متعددة، حيث يحفظ النظام أماكن النوافذ على كل شاشة، وعند فصل الشاشة الخارجية ثم إعادة توصيلها، يعيد ويندوز ترتيب النوافذ تلقائيًا كما كانت.

6. تحسين متجر مايكروسوفت

شهد متجر Microsoft Store في ويندوز 11 تحسينات كبيرة من حيث السرعة والتصميم، إضافة إلى دعم أكبر لتطبيقات Win32 التقليدية، وتطبيقات PWA وUWP. كما أصبح بإمكان المطورين استخدام أنظمة دفع خارجية دون أن تقتطع مايكروسوفت نسبة من الأرباح.

7. تشغيل تطبيقات أندرويد

من أهم الابتكارات في ويندوز 11 دعمه لتشغيل تطبيقات أندرويد من خلال متجر Amazon Appstore وواجهة Intel Bridge، ما يسمح للمستخدمين بتثبيت وتشغيل تطبيقات الهاتف المحمول على أجهزة الكمبيوتر بشكل سلس ومتكامل.

8. تحسينات أمنية متقدمة

جاء ويندوز 11 مزودًا بمتطلبات أمنية أكثر صرامة من الإصدارات السابقة، بما في ذلك ضرورة دعم خاصية TPM 2.0 ووضع الإقلاع الآمن (Secure Boot)، مما يساعد في الحماية من البرمجيات الخبيثة وتأمين الجهاز على مستوى العتاد.

9. تكامل مع الألعاب ودعم DirectStorage

بالنسبة لعشاق الألعاب، يدعم ويندوز 11 تقنيات مثل DirectStorage لتسريع تحميل الألعاب بشكل كبير، وتقنية Auto HDR التي تحسّن جودة الألوان في الألعاب دون الحاجة إلى تدخل المطورين. كما أصبح النظام متوافقًا مع منصات Xbox بشكل أفضل.

ثالثًا: المواصفات الدنيا لتشغيل ويندوز 11

عند الإعلان عن ويندوز 11، واجهت مايكروسوفت بعض الانتقادات بسبب المتطلبات الصارمة لتشغيل النظام، حيث تم استبعاد عدد كبير من الحواسيب الأقدم. وفيما يلي المواصفات الدنيا التي حددتها الشركة:

وتجدر الإشارة إلى أن نظام ويندوز 11 لا يدعم المعالجات القديمة، مثل العديد من معالجات Intel من الجيل السادس والسابع، مما دفع المستخدمين إلى البحث عن أدوات لفحص توافق أجهزتهم، مثل أداة “PC Health Check” التي أصدرتها مايكروسوفت.

رابعًا: التحديث والترقية إلى ويندوز 11

أتاحت مايكروسوفت الترقية المجانية إلى ويندوز 11 للأجهزة التي تعمل بنظام ويندوز 10 وتفي بمتطلبات النظام الجديدة. ومع ذلك، لم يكن التحديث متاحًا مباشرةً لجميع المستخدمين في نفس الوقت، بل تم توزيعه تدريجيًا حتى منتصف عام 2022.

وقد نصحت الشركة المستخدمين الذين لا تتوافق أجهزتهم مع النظام بعدم محاولة تثبيته بطرق غير رسمية، لأن ذلك قد يؤدي إلى فقدان التحديثات الأمنية المستقبلية.

خامسًا: ملاحظات حول استخدام ويندوز 11 في بيئات العمل والتعليم

اعتمدت العديد من المؤسسات التعليمية والشركات الإصدار الجديد نظراً لما يقدمه من أدوات تسهّل التعاون والعمل الجماعي، مثل تكامل Teams وتعدد المهام المتطور. كما أن التحسينات في الأداء وسرعة التشغيل تسهم في رفع إنتاجية المستخدمين.

وقد تبنّت المؤسسات إصدار “Windows 11 Pro” لميزاته الإضافية في الإدارة والتحكم، حيث يمكن دمج النظام بسهولة في بيئات العمل المعتمدة على Active Directory وخدمات Azure.

سادسًا: استجابة المستخدمين والتحديات

رغم الترحيب الكبير الذي حظي به ويندوز 11، إلا أن العديد من المستخدمين عبّروا عن انزعاجهم من بعض التغييرات، خصوصًا ما يتعلق بقائمة ابدأ، وتحديد محرك البحث الافتراضي، وصعوبة تغيير المتصفح الافتراضي مقارنةً بويندوز 10.

كما واجه النظام في بداياته بعض المشاكل المتعلقة بالتوافق مع بعض البرامج وبرامج التشغيل (Drivers)، إلا أن مايكروسوفت واصلت إصدار التحديثات لإصلاح هذه العيوب وتحسين التجربة العامة.

سابعًا: مستقبل ويندوز 11 والتحديثات القادمة

تعتزم مايكروسوفت اتباع نموذج تحديث سنوي رئيسي لنظام ويندوز 11، بدلاً من التحديثات نصف السنوية التي كانت تعتمدها في ويندوز 10. هذا النموذج يسمح بمزيد من الاستقرار، ويعطي الوقت الكافي للمطورين والشركات لاختبار التحديثات قبل اعتمادها.

وقد تم إصدار التحديث السنوي الأول في عام 2022 (الإصدار 22H2)، والذي تضمن تحسينات على شريط المهام، وميزات الوصول الصوتي، وتحسينات الأداء والأمان. ومن المتوقع أن تواصل مايكروسوفت تعزيز النظام بميزات تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكامل مع خدماتها السحابية، كـ OneDrive وAzure، مما يعزز مفهوم النظام كخدمة مستدامة.

ثامنًا: الخلاصة

يمثل نظام ويندوز 11 تحولاً حقيقياً في فلسفة مايكروسوفت تجاه أنظمة التشغيل، إذ يجمع بين الحداثة في التصميم، والدعم الموسّع لأحدث التقنيات، والتحسينات الأمنية المتقدمة. وعلى الرغم من التحديات المتعلقة بمتطلبات التشغيل الجديدة، إلا أن النظام يوفر تجربة استخدام متكاملة تتناسب مع احتياجات المستخدمين في مختلف القطاعات.

الاعتماد على معايير حديثة في التصميم والأداء يجعل من ويندوز 11 منصة قوية لمواكبة التحولات الرقمية السريعة التي يشهدها العالم، وهو ما يشير إلى رؤية طويلة الأمد من مايكروسوفت لتعزيز إنتاجية المستخدم وتجربة الحوسبة الشخصية على حد سواء.

المراجع:

1. Microsoft Official Documentation: https://www.microsoft.com/windows/windows-11

2. Windows Developer Blog – Microsoft Tech Community