لا يمكن الحديث عن دوافع جمع القرآن إلا بالرجوع للتاريخ والعصور الأولى للإسلام. ومن المعلوم أن جمع القرآن الكريم لم يكن يهدف إلى تحقيق أية مكاسب شخصية أو مادية، بل كان يهدف إلى حفظ كلام الله ونقله إلى الأجيال اللاحقة. وقد كان أحد أهم الأسباب التي دعت الصحابة لجمع القرآن هي مقتل الكثير من الصحابة الذين حفظوا القرآن عند معارك الردهة وغيرها من المعارك التي خاضوها في الفترة الأولى للإسلام، إضافة إلى تفرق مصاحف كثيرة في الأقاليم والمدن المختلفة.
وكان من بين الأسباب الأخرى التي دعت إلى جمع القرآن: تفرد القرآن بالإعجاز البلاغي والنحوي والمعنوي، وأنه يحتوي على تعاليم ومواعظ عظيمة وهامة للإنسان في مختلف جوانب حياته، إضافة إلى أن القرآن يحتوي على الشريعة التي يجب أن تدل الناس على طريق الخير والسعادة.
في النهاية، يمكن القول إن دوافع جمع القرآن كانت بسيطة وعميقة في نفس الوقت، فقد كانت تهدف إلى الحفاظ على كلام الله ونقله للأجيال اللاحقة، وإلى توفير الطريقة لتحقيق رؤية الأمة الواحدة في قراءة وفهم كلام الله، وفي تطبيقها على أرض الواقع.