تتألق رواية “ولد الشاطئ” بمكانة مميزة في عالم الأدب، إذ تقدم لنا الطفل البالغ من العمر ثمانية أعوام، سايروس ريديموني، مقدمةً إلى عالمه السحري المليء بالأفلام والشقاوة؛ بطولات التنس والأوقات المفقودة؛ الجنس والسمبوسة؛ البحر والشاطئ. يستكشف سايروس مومباي في أوائل السبعينيات، يتجول بعيدًا عن والديه الغائبين في الغالب، أعضاء في النخبة البارسية، داخل عالم معقد من جيرانه، بما في ذلك ماهاراني غامضة وابنتها المتسلطة الجذابة.
في رحلاته، يختبر سايروس روعة الأفلام الهندية ويتلذذ بجميع أنواع الطعام الشهي. ولكن في أثناء تجوالاته، يجد سايروس نفسه محاصرًا بين براءة ولا مبالاة شبابه والمسؤولية والقلق الذي ينتظره في البلوغ. عندما تنهار زواج والديه وتتشتت عائلته، يتم إجبار سايروس على مغادرة وجوده الخالي من الهموم إلى واقع أكثر صرامة.
بأذن حاد لتفاصيل اللغة الإنجليزية الهندية وتقدير كوميدي لحياة الولد، يخلق أرداشير فاكيل لوحة متميزة للغاية عن الهند بينما في الوقت نفسه يرسم صورة غنية لفترة المراهقة وشهواتها. “ولد الشاطئ”، كما يلاحظ جون أبديك، “نشيد طويل للجوع الولدي، ولتنوع الأشياء التي تمنعه”.
الرواية الفائزة بجائزة بيتي تراسك والمرشحة لجائزة ويتبريد لأفضل رواية بالخيال الأول في إنجلترا، قد تم ترحيلها بشدة من قبل النقاد الأمريكيين والبريطانيين والهنود على حد سواء لركوب موجة جديدة من الأدب الهندي الذي يجلب لنا أصواتًا جديدة وكتابة روائية.