طبقة جلسة العمل في مراحل OSI:
نموذج OSI (Open Systems Interconnection) هو هيكل مرجعي يهدف إلى توجيه تصميم الشبكات والتفاعل بين أنظمة الحوسبة المتنوعة. يتكون هذا النموذج من سبع طبقات، كل طبقة من هذه الطبقات تؤدي وظائف محددة تساعد في تبادل البيانات بين الأجهزة في الشبكة. من بين هذه الطبقات السبع، تبرز طبقة “جلسة العمل” أو “Session Layer” باعتبارها طبقة ذات دور مهم في تنظيم التواصل بين أنظمة الشبكة.
تعتبر طبقة الجلسة (Session Layer) هي الطبقة الخامسة في نموذج OSI، وهي تقع بين طبقة النقل (Transport Layer) وطبقة العرض (Presentation Layer). يمكن القول بأن دور هذه الطبقة يتضمن إدارة وحماية البيانات المتبادلة بين التطبيقات عبر الشبكة.
1. تعريف طبقة الجلسة في نموذج OSI
طبقة الجلسة في نموذج OSI تعمل على توفير الأسس اللازمة لإنشاء وتنظيم وإدارة الجلسات بين التطبيقات التي تعمل على أجهزة مختلفة ضمن الشبكة. الجلسة هي عملية منطقية تتيح للتطبيقات التي تعمل على أجهزة مختلفة تبادل البيانات بطريقة منظمة ومتسقة. الهدف الأساسي لطبقة الجلسة هو التنسيق بين الطرفين المتصلين (المرسل والمستقبل) بحيث يتم تبادل البيانات بشكل مستمر وبدون انقطاع أو فقدان للبيانات.
2. وظائف طبقة الجلسة
تتعدد المهام التي تقوم بها طبقة الجلسة، والتي من خلالها تساهم في تعزيز الكفاءة والأداء في تبادل البيانات بين الأجهزة. يمكن تلخيص أهم هذه الوظائف في النقاط التالية:
أ. إدارة الجلسات:
تقوم طبقة الجلسة بإنشاء، إدارة، وإنهاء الجلسات بين التطبيقات. عند بدء الاتصال بين جهازين، تتولى طبقة الجلسة تحديد طريقة ترتيب البيانات بين الطرفين. كما توفر آلية لإغلاق الجلسات بطريقة آمنة بعد انتهاء عملية التواصل، مما يضمن عدم تسريب أي بيانات غير ضرورية.
ب. التحكم في التدفق:
من خلال طبقة الجلسة، يتم التحكم في تدفق البيانات بين الأطراف المتواصلة. تشمل هذه العملية توزيع البيانات بشكل منظم بين الأجهزة بحيث لا يحدث ازدحام في الشبكة، وبالتالي تقل احتمالية حدوث مشاكل مثل فقدان البيانات أو التأخير الزمني.
ج. المزامنة:
طبقة الجلسة توفر آلية لضمان توافق البيانات بين الأجهزة المتواصلة. في حالة انقطاع الاتصال أو حدوث خلل، يتم التعامل مع هذه المشكلة بحيث لا يؤثر ذلك على تكامل البيانات المتبادلة بين الطرفين. على سبيل المثال، إذا كانت هناك عملية نقل للبيانات مستمرة، وتعرض الاتصال إلى انقطاع مؤقت، تقوم طبقة الجلسة بمتابعة عملية النقل بعد استعادة الاتصال بدون فقدان البيانات.
د. التحكم في الأخطاء:
من خلال مراقبة البيانات المرسلة والمستقبلة، تقوم طبقة الجلسة بتحديد الأخطاء التي قد تحدث أثناء الاتصال وتعمل على معالجتها. إذا كان هناك خطأ في البيانات أو انقطاع مفاجئ، فإن طبقة الجلسة تقدم آليات لاستئناف التواصل أو إعادة إرسال البيانات التي فُقدت، مما يساهم في ضمان أن تكون جميع البيانات المرسلة قابلة للاستخدام.
3. آلية عمل طبقة الجلسة
تعمل طبقة الجلسة بين طبقة النقل وطبقة العرض، حيث تتلقى البيانات من طبقة النقل وتوجهها إلى طبقة العرض. العلاقة بين هذه الطبقات تتمثل في أن طبقة الجلسة هي المسؤولة عن توجيه البيانات بشكل منظم بينما تنسق بين الطرفين المتصلين. كما أن هذه الطبقة تعمل على ضمان وجود “جلسة” دائمة بين النظامين المتواصلين، بحيث تُعتبر كل عملية تواصل بمثابة “جلسة” يتم فتحها عندما تبدأ عملية التبادل وتنتهي عندما يتم إغلاق الجلسة.
مثال على ذلك، في تطبيقات مثل مكالمات الفيديو أو المؤتمرات عن بُعد، حيث تتطلب هذه الأنواع من التطبيقات تواصلاً مستمراً بين الأطراف. تقوم طبقة الجلسة بفتح وإغلاق الجلسات بين الأطراف بطريقة منظمة وتراقب عملية تدفق البيانات طوال فترة الاتصال.
4. البروتوكولات المستخدمة في طبقة الجلسة
تستخدم طبقة الجلسة مجموعة من البروتوكولات التي تُسهم في تسهيل عملية الاتصال بين الأطراف المتواصلة. من أبرز هذه البروتوكولات:
-
NetBIOS (Network Basic Input/Output System): يُستخدم هذا البروتوكول في الشبكات المحلية ويسهم في توفير الاتصال بين التطبيقات عبر الشبكة. يعمل NetBIOS على تمكين التطبيقات من التواصل عبر الجلسات بشكل فعال.
-
RPC (Remote Procedure Call): هذا البروتوكول يُستخدم لتنفيذ إجراءات عن بُعد عبر الشبكة. يسمح هذا البروتوكول للبرامج بالاتصال وتشغيل عمليات أو إجراءات عبر الإنترنت.
-
SIP (Session Initiation Protocol): يُستخدم في تطبيقات الاتصال الصوتي والمرئي عبر الإنترنت مثل VoIP. يساهم SIP في إدارة الجلسات بين المستخدمين، بدءًا من عملية الاتصال وصولًا إلى إنهاء الجلسة.
5. الفروق بين طبقة الجلسة وطبقات أخرى في نموذج OSI
أ. الفرق بينها وطبقة النقل (Transport Layer):
بينما تُركز طبقة النقل على نقل البيانات بين الأنظمة والتأكد من وصول البيانات بشكل دقيق من نقطة إلى نقطة، تتعامل طبقة الجلسة مع التنظيم والإدارة للجلسات بين التطبيقات. طبقة النقل تضمن تسليم البيانات بشكل موثوق ولكن طبقة الجلسة تتحكم في كيفية إدارة هذه البيانات بين الأطراف، وكيفية التفاعل بين التطبيقات أثناء عملية التواصل.
ب. الفرق بينها وطبقة العرض (Presentation Layer):
طبقة العرض تُعنى بترجمة البيانات وتنسيقها بحيث يمكن تطبيقها على الأنظمة المختلفة، بينما طبقة الجلسة تركز على إدارة الاتصال بين الطرفين المتواصلين. كما أن طبقة العرض مسؤولة عن تنسيق البيانات للتطبيقات بحيث تكون قابلة للعرض والفهم، في حين أن طبقة الجلسة تقوم بإدارة التواصل بين هذه التطبيقات.
6. أهمية طبقة الجلسة في الشبكات الحديثة
تلعب طبقة الجلسة دورًا محوريًا في الشبكات الحديثة حيث تتيح توفير اتصالات مستقرة وموثوقة بين التطبيقات المختلفة. في ظل انتشار التطبيقات الحديثة مثل أنظمة الاجتماعات عن بُعد، والخدمات السحابية، والبث المباشر، لا يمكن الاستغناء عن طبقة الجلسة في إدارة الاتصالات بين الخوادم والعملاء. طبقة الجلسة تساهم في تحسين أداء الشبكة وزيادة كفاءتها من خلال ضمان استمرارية وموثوقية الاتصال بين الأجهزة في الشبكة.
7. خلاصة
تعد طبقة الجلسة في نموذج OSI من العناصر الأساسية التي تضمن تواصلًا فعالًا بين التطبيقات عبر الشبكة. من خلال توفير وظائف مثل إدارة الجلسات، المزامنة، التحكم في الأخطاء، وتحسين تدفق البيانات، تساعد طبقة الجلسة في تحقيق بيئة تواصل مستقرة وآمنة بين الأنظمة المتصلة. ومع تطور الشبكات والتطبيقات الحديثة، تزداد أهمية هذه الطبقة في دعم البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.
