وزن الجنين في الشهر السابع: تطور نمو الجنين في الثلث الأخير من الحمل
في مرحلة الحمل، يعد الشهر السابع من الفترات الحيوية التي تشهد فيها الأم والجنين العديد من التغيرات الجسدية التي تشير إلى اقتراب موعد الولادة. يعتبر الشهر السابع مرحلة فاصلة بين الفترات الأولى من الحمل التي تركز على تثبيت الحمل وتطور الأعضاء الأساسية للجنين، وبين المرحلة الأخيرة التي تزداد فيها نسبة نمو الجنين وتكتمل معظم أعضائه استعدادًا للحياة خارج رحم الأم.
1. تطور الجنين في الشهر السابع
في الشهر السابع من الحمل، الذي يشمل الأسبوع 25 إلى الأسبوع 28، يمر الجنين بمرحلة حاسمة في نموه. من المهم أن نلاحظ أن وزن الجنين في هذه الفترة يختلف من حمل إلى آخر، لكن هناك متوسطات يمكن الإشارة إليها لمساعدتنا في فهم ما يحدث داخل رحم الأم. مع نهاية الشهر السابع، يبدأ الجنين في اكتساب المزيد من الوزن استعدادًا للولادة.
يتراوح وزن الجنين في الشهر السابع عادة بين 700 جرام إلى 1.5 كيلوغرام. ومع تقدم الأيام في هذا الشهر، يبدأ وزن الجنين في الزيادة بشكل ملحوظ، ويصبح حجمه أكبر مما كان عليه في بداية الشهر السابع. يعتمد الوزن الدقيق للجنين على مجموعة من العوامل مثل صحة الأم، التغذية، الوراثة، ونمط الحياة.
2. نمو الأعضاء الداخلية
خلال الشهر السابع، تواصل معظم أعضاء الجنين تطورها، وتصبح أكثر اكتمالاً. من أبرز التغيرات التي تطرأ على الجنين في هذه الفترة:
2.1. نمو الرئتين
من أكبر التحديات التي يواجهها الجنين في الشهر السابع هو اكتمال تطور رئتيه. بالرغم من أن الجنين في هذه المرحلة لا يزال غير قادر على التنفس بشكل طبيعي خارج الرحم، إلا أن رئتيه تبدأ في إنتاج مادة تُسمى “السطح الرئوي” أو “السورفاكتانت”، وهي مادة تساهم في السماح للرئتين بالتمدد أثناء التنفس بعد الولادة. ومع مرور الوقت، تصبح هذه المادة أكثر توافرًا، ما يجعل الجنين في الشهر السابع أكثر استعدادًا للتنفس عند الولادة.
2.2. تطور الدماغ
الدماغ في الشهر السابع من الحمل يواصل نموه بشكل مكثف. يبدأ دماغ الجنين في اكتساب مزيد من التلافيف (التجاعيد) والطبقات، مما يعزز من قدرته على معالجة المعلومات بشكل أفضل. في هذه المرحلة، تبدأ بعض وظائف الدماغ، مثل التحكم في الحركة وتنظيم الأنشطة الحيوية مثل معدل ضربات القلب والتنفس، في العمل بشكل أكثر كفاءة.
2.3. الجهاز العصبي
النظام العصبي في الجنين يتطور بشكل سريع في الشهر السابع. من خلال تحفيزات متنوعة، يمكن للجنين في هذه الفترة أن يميز بين الأصوات والضوء. بالإضافة إلى ذلك، يبدأ الجنين في الشعور بالحركة الجسدية والتفاعل مع البيئة المحيطة به. على سبيل المثال، إذا شعرت الأم بأن الضوء ساطع عليها، قد يتفاعل الجنين بتحريك يديه أو قدميه.
2.4. تطور الحواس
بجانب التطور العصبي، تبدأ الحواس الأخرى في النمو. يستطيع الجنين في الشهر السابع أن يشعر بالضوء والظلام. قد تلاحظ الأم أن الجنين يتحرك بشكل أكثر نشاطًا عندما يتعرض للضوء الساطع أو الأصوات المزعجة. هذا التطور الحسي يعتبر خطوة مهمة نحو استعداد الجنين للحياة بعد الولادة.
3. ملامح الجنين في الشهر السابع
3.1. تطور الجلد
في بداية الشهر السابع، يكون جلد الجنين رقيقًا وشفافًا ويظهر مغطى بطبقة من الزيوت والدهون التي تحميه وتساعده في الاحتفاظ بالحرارة داخل الرحم. مع تقدم الشهر، يبدأ الجلد في أن يصبح أكثر سمكًا، ويظهر به المزيد من التجاعيد. وعلى الرغم من أن الجنين يبدأ في اكتساب الدهون تحت الجلد، إلا أن الدهون ليست كافية بعد لحمايته من درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة بعد الولادة.
3.2. نمو الشعر
يستمر نمو الشعر في تغطية رأس الجنين، وقد يكون طوله أكثر وضوحًا في نهاية الشهر السابع. الشعر يبدأ في أن يصبح أكثر كثافة، على الرغم من أن بعض الأجنة قد يولدون بشعر كثيف بينما يولد البعض الآخر بشعر ناعم أو قليل.
3.3. تطور الأظافر
الأظافر التي بدأت في النمو خلال الشهر السادس من الحمل، تكمل نموها في الشهر السابع. في هذا الشهر، تبدأ أظافر الجنين في تغطية كامل أطراف الأصابع، وتصبح أكثر وضوحًا، وهو أمر يسهل ملاحظته بعد الولادة.
4. وزن الجنين ومعدل نموه
يُعتبر الوزن من أبرز المؤشرات على نمو الجنين بشكل طبيعي. وفي الشهر السابع، يبدأ وزن الجنين في التزايد بشكل ملحوظ. مع بداية هذا الشهر، يبلغ متوسط وزن الجنين حوالي 700 جرام، ولكن بحلول الأسبوع 28، قد يصل وزنه إلى 1.1 كيلوغرام. مع نهاية الشهر السابع، يكون وزن الجنين غالبًا ما يتراوح بين 1.2 إلى 1.5 كيلوغرام.
يعتبر هذا الزيادة في الوزن أمرًا طبيعيًا للغاية، إذ أن الجنين في هذا الوقت يركز على تكوين المزيد من الدهون في جسمه، مما يعزز من تطور الأعضاء الداخلية والقدرة على التكيف مع الحياة خارج الرحم.
5. التغيرات في صحة الأم
أثناء الشهر السابع من الحمل، قد تشعر الأم بتغيرات كبيرة في جسدها بسبب زيادة حجم الجنين والوزن المكتسب. يشهد جسم الأم زيادة ملحوظة في حجم البطن، مما قد يؤدي إلى الشعور بالثقل والضغط على بعض الأعضاء الحيوية مثل المثانة، ما يسبب في بعض الأحيان الحاجة المتكررة للتبول.
قد تواجه بعض الأمهات مشاكل في التنفس بسبب الضغط على الحجاب الحاجز من الجنين النامي، كما يمكن أن تظهر بعض التورمات في القدمين والكاحلين. كما يُحتمل أن تشعر الأم بتقلصات في البطن بسبب تحركات الجنين المستمرة.
6. الاهتمام بالتغذية الصحية في الشهر السابع
تزداد أهمية التغذية السليمة في الشهر السابع من الحمل. يجب على الأم أن تضمن تناول كمية كافية من البروتينات والفيتامينات والمعادن لضمان تغذية الجنين بشكل صحيح. يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والحديد، مثل الألبان والخضروات الورقية، بالإضافة إلى الأطعمة التي تحتوي على فيتامين C لتعزيز امتصاص الحديد.
من الضروري أيضًا الحفاظ على ترطيب الجسم بشكل جيد خلال هذه الفترة، لأن الجفاف يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية تؤثر على الأم والجنين. يساعد شرب الماء بانتظام في الحفاظ على صحة الجلد وتقليل التورم في القدمين.
7. الولادة المبكرة في الشهر السابع
إذا ولد الجنين في الشهر السابع، فإن ذلك يُعتبر ولادة مبكرة. ورغم أن الجنين قد يكون قادرًا على البقاء على قيد الحياة خارج رحم الأم مع العناية الطبية المناسبة، إلا أنه لا يزال يحتاج إلى رعاية متخصصة. يمكن أن يواجه المولود المبكر بعض المشاكل الصحية، مثل صعوبة التنفس أو مشاكل في تنظيم درجة حرارة الجسم.
في النهاية، يعتبر الشهر السابع مرحلة هامة وحاسمة في الحمل، حيث تواصل الأعضاء والأنظمة الحيوية للجنين تطورها استعدادًا للحياة خارج رحم الأم. إن زيادة وزن الجنين وبلوغه حجمًا أكبر يساعد في ضمان أن يكون جاهزًا للولادة في الأسابيع القادمة، فيما تزداد مسؤولية الأم في العناية بصحتها والتأكد من حصولها على التغذية اللازمة لضمان أفضل تطور للجنين.
