في ظل غنى تراث الفقه الإسلامي وتنوعه، يبرز كتاب “واقعات المفتين” للمؤلف قدري الحنفي كمصدر قيم ومميز في ميدان الفقه الحنفي. يستند الكتاب إلى فكرة فريدة حيث جمع المؤلف مجموعة من الأسئلة التي طرحها أفراد من الناس، وقام بتوثيق إجاباتها التي قدمها فقهاء المذهب الحنفي. تعكس هذه الأسئلة والإجابات واقع الحياة واحتياجات الناس، وتوفر للقارئ فهمًا عميقًا لتطبيقات الفقه في حياتهم اليومية.
تأتي أهمية هذا الكتاب من توجيه الضوء نحو قضايا فقهية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحياة اليومية للناس. يسعى المؤلف من خلال جمع هذه الواقعات إلى تقديم تفسيرات وتوجيهات فقهية قائمة على المنطق والفهم العميق لمبادئ الفقه الحنفي. يظهر الكتاب كمورد شامل يسهم في فهم أفضل للتعاليم الفقهية وتطبيقها العملي في المجتمع.
على صعيد التحقيق، يظهر المحقق بروعة في عرض وشرح النصوص، حيث يعتمد على النسخ المخطوطة للكتاب لاستخلاص الزوائد والفوائد التي أضافها الفقهاء الحنفيون في هوامش أجوبتهم. يسهم هذا التحقيق في إثراء المحتوى بزوايا إضافية وفهم أعمق للمسائل الفقهية.
تتميز صفحات الكتاب بسمكها، حيث يمتد إلى 416 صفحة، مما يعكس غنى المادة وشموليتها. يأتي الكتاب من إصدارات المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، ما يعزز مصداقيته وجودته العالية. ويتزين بغلاف عادي، مما يضفي له مظهرًا بسيطًا وجذابًا في الوقت نفسه.
في فئة الكتب الإسلامية، يتألق هذا العمل بفئة خاصة، وهي الفقه وأصوله، حيث يسهم في إثراء هذا القسم بمعلومات قيمة وشاملة. بشكل عام، يعد كتاب “واقعات المفتين” إضافة مميزة إلى مكتبة الكتب الإسلامية، حيث يقدم رؤية شاملة لتطبيقات الفقه الحنفي في حياة الناس ويسهم في تعميق الفهم لقضايا دينية مهمة.