القمر الصناعي الحالي الذي يحمل الاسم الرسمي “هيليوس 2A” يعد إنجازًا فضائيًا مميزًا، حيث يعكس تطورًا تكنولوجيًا في مجال المراقبة الفضائية. يتبع القمر الصناعي تسجيلات الأمم المتحدة بالرمز NR، مع وجود دول مثل فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا واليونان تشارك في استغلاله.
وكما يتبين من معلومات السجلات، يتولى المركز الوطني للدراسات الفضائية (CNES) بالتعاون مع الوكالة العامة للتسليح (DGA) مهمة التشغيل والملكية للقمر الصناعي. يعمل هذا القمر الصناعي بغرض رئيسي هو مراقبة الأرض، ويتم ذلك عبر تقنية التصوير البصري.
تتمثل الفئة الفضائية للمدار في مدار منخفض حول الأرض (LEO)، وتحديدًا في مدار متزامن مع الشمس (Sun-Synchronous Orbit)، مما يسمح بجمع بيانات بشكل مستمر على مدار الساعة. وتظهر معلومات الأوربيت بأن ميل المدار يبلغ 98.1 درجة، مما يجعله مناسبًا لمهام المراقبة الفضائية.
تفصيل الأوربيت يظهر أن الارتفاع الأدنى للمدار (Perigee) يبلغ حوالي 681 كيلومترًا، بينما يبلغ الارتفاع الأقصى للمدار (Apogee) حوالي 683 كيلومترًا، وتتميز الشذوذ في الشكل المداري (Eccentricity) بقيمة صغيرة جدًا تبلغ 0.000142.
تاريخ إطلاق هيليوس 2A يعود إلى 18 ديسمبر 2004، حيث تم إطلاقه باستخدام صاروخ أريان 5G من مركز الفضاء الجوي في جويانا. ويعود المقاول لشركة EADS Astrium، وهي شركة فضائية متعددة الجنسيات بمشاركة فرنسية وبريطانية وألمانية وإسبانية.
يتيح هذا القمر الصناعي قدرة استشعار بصري عالية الدقة، حيث يمكنه تحقيق تصوير بدقة متناهية للسطح الأرضي. وفي هذا السياق، يخدم الغرض الرئيسي للمهمة في تلبية احتياجات الرصد والمراقبة البصرية، ويشكل إسهامًا هامًا في مجال المخابرات العسكرية.
توفير طاقة كافية لتشغيل هيليوس 2A يتم عبر نظام طاقة بقوة 2900 واط. وتعد الفترة الزمنية للمدار حوالي 98 دقيقة، مما يسمح بتكرار مهام المراقبة بشكل فعال.
من المهم أيضًا الإشارة إلى أن هذا القمر الصناعي يعتبر جزءًا من جهود الاتحاد الأوروبي في تحقيق قدرة مستقلة في مجال المخابرات العسكرية، حيث قامت فرنسا بتمويل ما يقرب من 90% من السلسلة الثانية من هذا النوع من الأقمار الصناعية.
في الختام، يظهر هيليوس 2A كرمز للتطور التكنولوجي الذي حققته دول أوروبية متعددة الجنسيات في مجال الأقمار الصناعية، مما يسهم في تحقيق الاستقلالية والكفاءة في مجال المراقبة الفضائية والاستخبارات العسكرية.