“هوية مزدوجة” هو كتاب من تأليف مارغريت بيترسون هادّكس، ويندرج تحت فئة الخيال اليافع. تدور أحداث القصة حول الفتاة بيثاني، التي تقترب من عيد ميلادها الثالث عشر، عندما يبدأ والداها بالتصرف بغرابة غير معتادة. والدتها تبكي باستمرار، ووالدها لا يكاد يدع بيثاني تغيب عن ناظريه. ثم في صباح أحد الأيام، يأخذ والد بيثاني العائلة كلها في رحلة عبر عدة ولايات، ليترك بيثاني في النهاية مع عمة لم تكن تعرف بوجودها من قبل.
بيثاني تجد نفسها في حالة من الحيرة وعدم الفهم، متسائلة عن سبب تصرفات والديها وما إذا كانا يهربان من مشكلة ما. لكن بيثاني لا تستطيع معرفة الإجابة لأن والديها لا يخبراها إلى أين يتجهان. كل ما تعرفه هو بضع كلمات سمعتها من والدها عندما تحدث مع عمتها، ميرلي، قائلاً: “هي لا تعرف أي شيء عن إليزابيث.” لكن ميرلي ترفض أن تخبر بيثاني من هي إليزابيث، ولا تشرح سبب رد فعل الناس في البلدة الصغيرة تجاه بيثاني وكأنهم رأوا شبحًا.
تزداد حيرة بيثاني وتعقيد الأمور عندما تتلقى طردًا من والدها يحتوي على أربع شهادات ميلاد مختلفة من أربع ولايات مختلفة، وكل واحدة تحمل اسمًا مختلفًا، بالإضافة إلى آلاف الدولارات نقدًا. في هذا الوقت، يظهر رجل غريب في البلدة يطرح أسئلة، مما يجعل بيثاني تدرك أنها ليست الوحيدة التي تسعى لكشف أسرار ماضيها.
القصة تأخذ القراء في رحلة من الغموض والإثارة، حيث تحاول بيثاني كشف الحقيقة المحيطة بها وبعائلتها. يتناول الكتاب مواضيع اجتماعية حساسة وتجارب جديدة في حياة الشباب، مما يجعله مناسبًا لفئة الخيال اليافع. نشر هذا الكتاب من قبل دار نشر “سيمون آند شوستر بوكس فور يونغ ريدرز” في مارس من عام 2007.
تتمتع رواية “هوية مزدوجة” بقدرة على جذب القراء الشباب بفضل الحبكة المثيرة والمتشابكة التي تجمع بين عناصر الغموض والتشويق. تشعر بيثاني بالخوف والتوتر بينما تحاول فهم حقيقة وجودها وماضيها، مما يعكس شعورًا مشتركًا لدى العديد من الشباب في هذه المرحلة العمرية عندما يبدأون في البحث عن هويتهم الخاصة وفهم أنفسهم بشكل أعمق.
الكاتبة مارغريت بيترسون هادّكس تميزت بقدرتها على بناء شخصيات واقعية وقوية يمكن للقراء الشباب الارتباط بها. بيثاني، على وجه الخصوص، تمثل شخصية فتاة شابة شجاعة ومثابرة، على الرغم من خوفها والشكوك التي تساورها، فإنها تستمر في البحث عن الحقيقة.
أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في الرواية هو استخدام هادّكس لعنصر الأسرار العائلية التي يتم كشفها ببطء، مما يضيف طبقات متعددة للقصة ويجعل القراء مشدودين لمعرفة النهاية. تترك الرواية القراء في حالة من التفكير حول الهوية الذاتية والعائلة والأسرار التي يمكن أن تحملها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الرواية تتطرق إلى مواضيع مثل الثقة والخيانة والقدرة على التكيف مع التغيرات الكبيرة في الحياة. هذه المواضيع تجعل من “هوية مزدوجة” كتابًا ليس فقط للترفيه ولكن أيضًا للتفكير والتأمل.
النهاية ليست فقط مرضية من حيث الكشف عن الأسرار، ولكنها أيضًا تحمل رسالة أمل وتفاؤل، حيث تجد بيثاني نفسها ومكانها في العالم بعد كل المحن التي مرت بها. الرواية تعلم القراء أن الهوية ليست فقط ما نولده به، ولكن أيضًا ما نصنعه من أنفسنا عبر تجاربنا واختياراتنا في الحياة.