نعم، للأصولية أثر كبير على الفقه البحت. الأصولية هي منهج فقهي يعتمد على استنباط الأحكام الشرعية من المصادر الرئيسية للشريعة الإسلامية، وهي القرآن الكريم والسنة النبوية. وتركز الأصولية على القواعد والأصول التي تحكم استنباط الأحكام الشرعية، مثل قاعدة القرآن نفسها والقاعدة الإجمالية والقاعدة الاستثنائية وغيرها.
وقد تأثر الفقه البحت بمنهج الأصولية في عدة جوانب. فعلى سبيل المثال، أصبح الفقهاء يلتزمون بتحليل النصوص الشرعية وفهمها بناءً على قواعد الأصولية، ويعتمدون على الأدلة الشرعية التي تؤيد أو تنفي فهمهم واستنباطهم للأحكام الشرعية. كما أصبح تفسير النصوص الشرعية واستنباط الأحكام الشرعية أكثر دقة وعمقًا بفضل تطبيق مبادئ الأصولية.
ومن القواعد الأصولية التي أثرت على الفقه البحت هي قاعدة “لا ضرر ولا ضرار”، وهي قاعدة تقضي بعدم الإضرار وعدم تسبب الضرر في الشرع. وبناءً على هذه القاعدة، يسعى الفقهاء في استنباط الأحكام الشرعية إلى تجنب أي ضرر قد يحدث للأفراد أو المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، أثرت الأصولية أيضًا على منهجية المذاهب الفقهية المختلفة، حيث أصبح الفقهاء يعتمدون على قواعد وأصول مشتركة في استنباط الأحكام الشرعية بدلاً من الاعتماد فقط على أقوال العلماء المشهورة في المذاهب الفقهية.