هشاشة العظام: الأسباب والعلاج

هشاشة العظام: الأسباب والتشخيص والعلاج

تعتبر هشاشة العظام من الأمراض التي تصيب الجهاز الهيكلي، وتتميز بتدهور كثافة العظام وضعفها مما يزيد من خطر الإصابة بالكسور. يعتبر هذا المرض أحد الأمراض الصامتة التي قد تمر دون أعراض حتى حدوث الكسر، لذا غالبًا ما يُكتشف في مراحل متقدمة. في هذا المقال، سوف نتناول كل ما يتعلق بهشاشة العظام من حيث الأسباب، والعوامل المؤثرة، والأعراض، وطرق التشخيص، والعلاج، بالإضافة إلى الوقاية.

ما هي هشاشة العظام؟

هشاشة العظام هي حالة مرضية تتميز بضعف وهشاشة العظام نتيجة لانخفاض كثافتها. يعتبر العظم في حالته الطبيعية مادة حية تتجدد باستمرار، حيث يتم امتصاص العظام القديمة وتكوين عظام جديدة. لكن في حالة هشاشة العظام، تصبح عملية تكوين العظام الجديدة بطيئة أو غير فعالة، ما يؤدي إلى ضعف العظام وزيادة قابليتها للكسر.

أسباب هشاشة العظام

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، بعضها يتعلق بالعوامل الوراثية، والبعض الآخر يمكن أن يكون نتيجة لعوامل بيئية وأسلوب حياة غير صحي. من أبرز هذه الأسباب:

1. التقدم في العمر: مع تقدم العمر، تزداد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام، حيث يحدث تناقص طبيعي في كثافة العظام. بعد سن الـ 30، يبدأ جسم الإنسان في فقدان كتلة العظام بشكل تدريجي.

2. الهرمونات: التغيرات الهرمونية تعد من العوامل المؤثرة في هشاشة العظام. على سبيل المثال، النساء بعد انقطاع الطمث يُعرضن لخطر أكبر للإصابة بالمرض بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين الذي يساعد في الحفاظ على كثافة العظام. كما أن الرجال الذين يعانون من نقص هرمون التستوستيرون قد يكونون أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

3. الوراثة: التاريخ العائلي لحالة هشاشة العظام يزيد من احتمالية الإصابة بها. إذا كان أحد الأبوين أو الأقارب قد تعرض لكسر بسبب هشاشة العظام، فإن الشخص قد يكون أكثر عرضة للإصابة بنفس المرض.

4. نقص التغذية: التغذية السليمة تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على صحة العظام. نقص الكالسيوم وفيتامين د من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى هشاشة العظام. يعد الكالسيوم عنصرًا أساسيًا لبناء العظام، في حين أن فيتامين د يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم.

5. قلة النشاط البدني: الحياة الخالية من النشاط البدني تساهم في انخفاض كثافة العظام. التمارين الرياضية، مثل المشي ورفع الأثقال، تساعد في تقوية العظام وتحفيز إنتاج العظام الجديدة.

6. التدخين وتناول الكحول: التدخين يزيد من خطر هشاشة العظام من خلال التأثير على قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم. كما أن الإفراط في تناول الكحول يعوق امتصاص المعادن الأساسية التي تحافظ على صحة العظام.

7. الأدوية: بعض الأدوية، مثل الستيرويدات القشرية (الكورتيزون) وأدوية الصرع، قد تساهم في تدهور كثافة العظام مع الاستخدام الطويل.

الأعراض والعلامات

غالبًا ما تكون هشاشة العظام حالة صامتة في مراحلها المبكرة، فلا يشعر المريض بأي أعراض إلا بعد حدوث كسر. لذلك، يطلق عليها “المرض الصامت”. من الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بهشاشة العظام:

• الكسور المتكررة: حدوث كسور بسهولة، خاصة في مناطق مثل المعصم، الورك، والعمود الفقري.

• آلام الظهر: بسبب انكماش الفقرات أو الكسور الصغيرة في العمود الفقري، قد يعاني المريض من آلام مستمرة في الظهر.

• انحناء الظهر: قد يظهر قوس في الجزء العلوي من الظهر نتيجة لانهيار الفقرات وتدهور هيكل العمود الفقري.

• تغيرات في الطول: مع مرور الوقت، قد يصبح الشخص أقصر بسبب الانضغاطات في العمود الفقري.

تشخيص هشاشة العظام

يتم تشخيص هشاشة العظام من خلال عدة طرق، أبرزها:

1. فحص كثافة العظام (DXA): هو الاختبار الأكثر شيوعًا لتشخيص هشاشة العظام، حيث يقيس كثافة العظام ويحدد إذا كانت العظام ضعيفة وأكثر عرضة للكسر.

2. الفحص البدني: قد يظهر الفحص البدني علامات على ضعف العظام، مثل الانحناء في الظهر أو الطول المختصر.

3. الفحوصات الأخرى: في بعض الحالات، قد يلجأ الأطباء إلى فحوصات أخرى مثل الأشعة السينية أو فحوصات الدم لتحديد مستوى الكالسيوم وفيتامين د.

علاج هشاشة العظام

الهدف الرئيسي من علاج هشاشة العظام هو تقوية العظام والوقاية من الكسور. يتم العلاج من خلال:

1. الأدوية:

   • البايفوسفونيتات: مثل أليندرونات، تساعد هذه الأدوية في تقليل معدل فقدان العظام وزيادة كثافة العظام.

   • الاستروجين: قد يوصف الاستروجين للنساء بعد انقطاع الطمث للمساعدة في الحفاظ على كثافة العظام.

   • مضادات الأوستيوكلاست: مثل الدنوسوماب، وهي أدوية تساعد في تقليل تكسير العظام.

   • هرمونات النمو: قد يوصي الأطباء باستخدام هرمونات النمو لتعزيز نمو العظام.

2. التغذية السليمة:

   • الكالسيوم: يجب على المصابين بهشاشة العظام تناول كمية كافية من الكالسيوم يوميًا. يمكن الحصول على الكالسيوم من الحليب، واللبن، والجبن، والخضروات الورقية مثل السبانخ.

   • فيتامين د: يساعد فيتامين د في امتصاص الكالسيوم من الأمعاء. يمكن الحصول عليه من التعرض للشمس أو من المكملات الغذائية.

   • البروتين: تناول كمية كافية من البروتين يساعد في الحفاظ على قوة العظام والعضلات.

3. ممارسة الرياضة:

   • التمارين الرياضية تعتبر من أهم العلاجات لهشاشة العظام. التمارين التي تحمل الوزن مثل المشي وركوب الدراجة يمكن أن تساعد في زيادة كثافة العظام.

   • تمارين تقوية العضلات مثل رفع الأثقال مفيدة أيضًا في تعزيز قوة العظام.

4. الوقاية من السقوط:

   • ارتداء الأحذية المناسبة، استخدام أداة مساعدة مثل العصا أو المشاية، والتأكد من أن المنزل خالي من العوائق يمكن أن يساعد في تقليل خطر السقوط.

الوقاية من هشاشة العظام

من الأفضل دائمًا الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام بدلاً من معالجتها في مراحل متقدمة. هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية من المرض، مثل:

1. اتباع نظام غذائي صحي: يشمل تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د.

2. ممارسة الرياضة بانتظام: التمارين التي تحمل الوزن تساعد في تقوية العظام.

3. الإقلاع عن التدخين: التدخين يضعف العظام ويزيد من خطر الكسور.

4. الحد من تناول الكحول: يجب تجنب الإفراط في شرب الكحول لأنه يضعف العظام.

الخلاصة

تعد هشاشة العظام من الأمراض التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، خاصةً إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب. من خلال اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة التمارين الرياضية، والاهتمام بالعوامل الوراثية والصحية، يمكن تقليل خطر الإصابة بهذا المرض والحفاظ على صحة العظام.