هرمون الحمل: تعريفه، وظائفه، وأثره على الجسم
يُعتبر هرمون الحمل من أهم الهرمونات التي تتواجد في جسم المرأة أثناء فترة الحمل. يُعرف هذا الهرمون علمياً باسم “هرمون الحمل البشري” (hCG)، وهو اختصار لعبارة “Human Chorionic Gonadotropin”، ويعتبر من المؤشرات الأساسية التي تُستخدم لتأكيد حدوث الحمل. تتنوع وظائف هذا الهرمون في الجسم بشكل كبير، حيث يؤثر على العديد من العمليات الحيوية داخل جسم المرأة الحامل، بدءاً من الحفاظ على الحمل وحتى تأثيراته على مستوى هرمونات أخرى.
في هذا المقال، سنتناول جميع جوانب هرمون الحمل بداية من تعريفه وصولاً إلى تأثيراته المختلفة على الجسم، بالإضافة إلى الطرق التي يمكن من خلالها قياسه، والمستويات الطبيعية له خلال فترة الحمل.
ما هو هرمون الحمل؟
هرمون الحمل هو هرمون بروتيني يتم إنتاجه بواسطة المشيمة بعد انغراس البويضة الملقحة في جدار الرحم. المشيمة، وهي العضو الذي ينمو خلال فترة الحمل، تعتبر المسئول الأول عن إفراز هذا الهرمون. يعد هذا الهرمون من المؤشرات الرئيسية التي يعتمد عليها الأطباء في تشخيص الحمل، إذ يتم إفرازه بكميات كبيرة منذ الأيام الأولى للحمل، ويزداد تركيزه تدريجياً خلال الأسابيع الأولى من الحمل، ليصل إلى أعلى مستوياته في الأسبوع العاشر تقريباً.
وظائف هرمون الحمل في الجسم
للهرمون تأثيرات عديدة ومهمة على جسم المرأة الحامل، ويمكن تلخيص أبرز وظائفه في النقاط التالية:
1. دعم وظيفة الجسم الأصفر (Luteal Body):
من الوظائف الأولى التي يقوم بها هرمون الحمل هي الحفاظ على الجسم الأصفر الذي ينشأ بعد الإباضة. الجسم الأصفر هو التركيب الذي يبقى في المبيض بعد تحرير البويضة من المبيض، وهو المسؤول عن إفراز هرمون البروجستيرون الذي يدعم استقرار الحمل. يعمل هرمون الحمل على تحفيز الجسم الأصفر للاستمرار في إفراز البروجستيرون، مما يساعد في استقرار بطانة الرحم ومنعها من التساقط، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حدوث الإجهاض إذا لم يتم الحفاظ على هذه البيئة.
2. تحفيز نمو المشيمة:
إلى جانب وظيفته في الحفاظ على الجسم الأصفر، يساعد هرمون الحمل في تحفيز نمو المشيمة، وهي المسئولة عن توفير الأوكسجين والمواد الغذائية للجنين طوال فترة الحمل.
3. تأثيره على الجهاز المناعي:
يساهم هرمون الحمل في تثبيط نشاط الجهاز المناعي للمرأة الحامل، مما يحول دون مهاجمة جهازها المناعي للجنين باعتباره جسمًا غريبًا. هذه الوظيفة مهمة للغاية للحفاظ على سلامة الحمل.
4. زيادة إفراز هرمونات أخرى:
يؤدي هرمون الحمل إلى تحفيز إفراز بعض الهرمونات الأخرى مثل الأستروجين والبروجستيرون، واللذان يلعبان دوراً رئيسياً في الحفاظ على الحمل وتغذية الجنين.
5. التأثير على الأنسجة والعضلات:
يمكن أن يؤدي هرمون الحمل إلى ارتخاء عضلات الجسم، وهو ما يفسر بعض الأعراض المرتبطة بالحمل مثل الإعياء والدوار. كما يساعد على توسيع الأوعية الدموية لتحسين تدفق الدم إلى الرحم.
6. التأثيرات النفسية والعاطفية:
ترتبط بعض التغيرات العاطفية والنفسية خلال فترة الحمل بتغيرات مستوى هرمون الحمل، حيث يمكن أن يتسبب في تغييرات مزاجية وتقلبات عاطفية نتيجة تأثيره على الدماغ.
كيفية قياس هرمون الحمل
يُعتبر قياس مستوى هرمون الحمل أحد الطرق الأساسية لتأكيد حدوث الحمل. هناك طريقتان رئيسيتان لقياسه:
1. اختبار البول (Test Urine):
يُعد اختبار الحمل المنزلي باستخدام البول من أكثر الطرق شيوعاً للكشف عن هرمون الحمل. يعتمد هذا الاختبار على الكشف عن وجود هرمون hCG في البول، وعادة ما يكون إيجابياً بعد مرور أيام قليلة من تأخر الدورة الشهرية. هذه الاختبارات متوفرة بشكل واسع في الصيدليات ويمكن استخدامها بسهولة في المنزل.
2. اختبار الدم (Blood Test):
يعتبر اختبار الدم أكثر دقة من اختبار البول، حيث يُستخدم في المختبرات الطبية للكشف عن مستوى هرمون الحمل بشكل أدق. يتمثل الفارق بين اختبار الدم واختبار البول في أن الأول يمكنه اكتشاف الحمل في مرحلة مبكرة جداً، حتى قبل تأخر الدورة الشهرية. يمكن من خلال اختبار الدم تحديد مستويات هرمون hCG في الدم بشكل دقيق، مما يساعد في متابعة تطور الحمل، وفي بعض الحالات للكشف عن الحمل خارج الرحم أو التشوهات الجنينية.
مستويات هرمون الحمل أثناء الحمل
تتفاوت مستويات هرمون الحمل hCG من امرأة لأخرى، لكن بشكل عام، تتبع مستويات الهرمون نمطاً متوقعاً:
1. الأسبوع الأول إلى الأسبوع الرابع:
في بداية الحمل، يبدأ مستوى هرمون hCG في الارتفاع بشكل سريع. قد يبدأ مستوى الهرمون في الظهور بعد 6-12 يومًا من الحمل في اختبارات البول.
2. الأسبوع الرابع إلى الأسبوع العاشر:
تستمر مستويات هرمون الحمل في الارتفاع خلال هذه الفترة، حيث تصل إلى أعلى مستوياتها في الأسبوع العاشر تقريباً، ثم يبدأ مستواها في الانخفاض تدريجياً بعد ذلك.
3. الأسبوع العاشر إلى الولادة:
بعد الأسبوع العاشر، يبدأ مستوى الهرمون في الانخفاض، ولكنه يبقى في مستويات ثابتة حتى الولادة.
تشوهات متعلقة بهرمون الحمل
قد تشير المستويات غير الطبيعية من هرمون الحمل إلى بعض المشكلات الصحية. فزيادة مستوى الهرمون قد تشير إلى حالات مثل الحمل بتوأم أو الحمل المولي (حمل غير طبيعي ينتج عنه نمو غير سليم للجنين). أما انخفاض مستوى الهرمون فيمكن أن يكون مؤشراً على حدوث إجهاض أو حمل خارج الرحم.
الخلاصة
هرمون الحمل هو من الهرمونات الأساسية التي لا غنى عنها في الحفاظ على الحمل وتطوير الجنين. يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على استقرار الحمل، ودعم المشيمة والجهاز المناعي، وتوجيه إفراز الهرمونات الأخرى. كما أن الكشف عن مستوى هرمون الحمل هو من الأدوات الأساسية لتشخيص الحمل ومتابعة تطوره.
