تحت عنوان “هذا للتو”، تقدم يولاندا جو، المؤلفة الشهيرة لأعمال مثل “هو يقول، هي تقول” و”بيبي بيز جولي واو!”، روايتها الأكثر تأثيرًا حتى الآن. تتعمق الرواية في حياة النساء اللواتي يعملن في عالم الأخبار التلفزيونية الحاد والمنافس. من خلال تصوير الأعمال التلفزيونية المعقدة عبر حياة خمس صديقات – أربع منهن سود وأخرى بيضاء – يعملن في محطة WKBA الخيالية في شيكاغو، تتناول جو موضوعين حساسَين للغاية هما العنصرية والتمييز الجنسي.
لقد عملت جو ككاتبة أخبار تلفزيونية لأكثر من عقد من الزمان، وتكتب بمهارة ومعرفة دقيقة للعالم الداخلي للأخبار التلفزيونية. تقدم الرواية لمحة شاملة عن العالم الاستهلاكي للأخبار التلفزيونية من خلال نسج حياتها الغنية بالشخصيات التي لا تُنسى. من بين هذه الشخصيات نجد هولي جونستون، المراسلة والمذيعة الجديدة الجذابة التي تسعى لإثبات قدرتها وتجاوز فكرة أنها مجرد وجه جميل. كما تسلط الضوء على ألكسندرا هاربور، المصورة السوداء الوحيدة في WKBA، والتي تتمتع بموهبة كبيرة ولكنها تشعر بالإرهاق وتحاول جاهدة الحفاظ على أعصابها.
تمثل كينيا آدامز دور الزوجة والأم والمنتجة المبتدئة التي تكافح للتكيف مع الانتقال من كونها مراسلة صحفية إلى كاتبة أخبار تلفزيونية ومنتجة دون التضحية بحياتها العائلية. وميغ “بينز” ريبيلي، أول امرأة تعمل ككاميرا في WKBA، تمثل العنصر الأبيض في الرواية، وهي من الطبقة العاملة وتلعب دور القائدة للعديد من النساء في المكتب، وتتساءل عما إذا كانت صداقاتها مع النساء السود في WKBA ستصمد أمام تداعيات حادثة عنصرية في غرفة الأخبار. وأخيرًا، نجد دينيس ميتزلر، المديرة الريادية في الأخبار التي تجد نفسها عالقة بين كونها “امرأة الشركة” وبين القيام بالشيء الصحيح عندما تنشأ أزمة.
تمتلئ الرواية بلمحات داخلية مثيرة وتحوّلات مشوقة تجعل القارئ يواصل القراءة بشغف. بينما تحاول هذه النساء التعامل مع السقف الزجاجي والمنافسات السياسية الداخلية في المكتب، تستكشف جو مواضيعها المميزة المتمثلة في الصداقة والعائلة. تصل الرواية إلى جوهر القضايا التي ستلامس قلوب النساء في كل مكان.
صدرت هذه الرواية تحت فئة الخيال النفسي عن دار نشر دابلداي في أبريل عام 2000، وتعدّ إضافة قيّمة إلى الأدب الذي يعالج قضايا المرأة والمجتمع في إطار سردي مشوّق. لقد استطاعت يولاندا جو أن تخلق عالمًا ينبض بالحياة والتحديات، مقدمة للقارئ تجربة غنية ومليئة بالإثارة والتحليل العميق للقضايا الاجتماعية الهامة.