في الثامن عشر من إبريل عام 1942، شهد العالم حدثاً تاريخياً بارزاً يُعرف بـ “هجوم دوليتل” (Doolittle Raid)، والذي يُعتبر من بين العمليات البارزة خلال الحرب العالمية الثانية. كانت هذه العملية هامة للغاية لعدة أسباب، لكن من أهمها كانت رسالة الصلابة والإصرار التي أرادتها الولايات المتحدة أن تبعثها لليابان، وأيضاً لتقليل قدرتها على التهديد والهجوم على الولايات المتحدة وحلفائها.
بقيادة العقيد جيمي دوليتل، أقلعت مجموعة من الطائرات الأمريكية من متن حاملة الطائرات USS Hornet في المحيط الهادئ باتجاه اليابان. وكانت هذه المهمة غير عادية لأنها كانت أول ضربة جوية تستهدف الأراضي اليابانية مباشرةً بعد هجوم بيرل هاربر في ديسمبر 1941. وبالرغم من أن الأهداف العسكرية كانت محدودة، إلا أن هذه العملية كانت لها أهمية استراتيجية ونفسية كبيرة.
تم توجيه الضربات إلى عدة مدن يابانية، بما في ذلك طوكيو، ويوكوهاما، وناغويا، وكوبيه، وناقويا، وهاتانو، وأوياما، حيث قامت الطائرات بقصف المصانع والمرافق الصناعية والعسكرية. على الرغم من أن الأضرار الناتجة عن الهجمات لم تكن كبيرة جداً، إلا أن الرسالة التي وجهتها الولايات المتحدة بأنها قادرة على شن ضربات جوية داخل أراضي العدو كانت أكثر أهمية.
بعد تنفيذ الهجمات، واجهت الطائرات صعوبات في العودة إلى الأراضي الأمريكية بسبب نفاد وقودها. وانتهت بعضها بالهبوط في الصين المحتلة من قبل اليابان، مما أدى إلى إنقاذ بعض الطيارين والتحاق آخرين بالمقاومة الصينية ضد الاحتلال الياباني.
بالإضافة إلى الأثر النفسي الكبير الذي خلفته هذه العملية، فقد أدت الهجمات إلى تغيير في استراتيجية الحرب بين الولايات المتحدة واليابان، حيث بدأت الولايات المتحدة في تكثيف غاراتها الجوية على اليابان ومرافقها الصناعية والعسكرية، وهو ما ساهم في تقليص قدرة اليابان على الهجوم وزاد من ضغطها في المسرح الآسيوي للحرب.
في النهاية، كانت العملية دوليتل هجوما جريئا وملحميا نفذته الولايات المتحدة بنجاح، وقد أثبتت أنها قادرة على شن هجمات جوية بعيدة المدى على أراضي العدو، وهو ما جعلها نقطة تحول هامة في مسار الحرب العالمية الثانية.
للمزيد من المعلومات، يمكنك زيارة هذا الرابط: هجوم دوليتل – ويكيبيديا