خلال الفترة الممتدة من الثامن من أبريل عام 1944 إلى السادس والعشرين من سبتمبر نفس العام، شهد العالم مجموعة من الأحداث الهامة والتحولات الحاسمة في مسرح الحرب العالمية الثانية، حيث اندلعت معركة جاسي-كيشينيف الهجومية وشهد استسلام رومانيا.
تعد معركة جاسي-كيشينيف الهجومية واحدة من أبرز العمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة الشرقية للجبهة الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية. وقد شارك في هذه المعركة القوات السوفيتية والتي تواجه القوات الألمانية والرومانية. وكانت الأهداف الرئيسية للهجوم السوفيتي هي تحقيق اختراق عميق في الجبهة الشرقية للقوات المحورية، وتقديم ضربة قوية للقوات الألمانية والرومانية بهدف تحقيق تطهير شامل للمنطقة وتحريرها من الاحتلال النازي.
ومع انطلاق هذه المعركة الضخمة، جاءت أخبار استسلام رومانيا بمثابة صدمة للجبهة الألمانية. ففي الثاني والعشرين من أغسطس عام 1944، قام الملك ميخائيل الأول بالاطاحة بالديكتاتور الروماني السابق ايون انتونيسكو، وقام بتشكيل حكومة جديدة تعهدت بالتوصل إلى هدنة مع الحلفاء. وفي النهاية، في العاشر من سبتمبر، تم توقيع اتفاقية هدنة بين رومانيا والحلفاء، مما أدى إلى انسحاب رومانيا من الحرب العالمية الثانية وتحولها إلى الجانب المقاتل ضد القوات المحورية.
بالنهاية، يمكن القول إن معركة جاسي-كيشينيف الهجومية واستسلام رومانيا كانت لهما تأثيرات كبيرة على مسار الحرب العالمية الثانية، حيث ساهمت في تقليص نفوذ المحور في المنطقة الشرقية وتحرير أراضي جديدة من الاحتلال النازي.