في رحلةٍ أدبية مشوقة تأخذنا إلى عالمٍ آخر من الفخامة والأسرار، يقدم لنا الكاتب شوقي أبو خليل في كتابه “هارون الرشيد” لوحةً تاريخية وأدبية مثيرة. يستعرض الكتاب الشيق حياة الخليفة العظيم هارون الرشيد، الذي يعد واحدًا من أبرز حكام الدولة الإسلامية في عصورها الذهبية.
تنطلق الرواية لتكشف لنا عن بغداد الرشيد، فتلقي الضوء على هذه المدينة الرائعة وتبين لنا إن كانت حقاً تلك المدينة الساحرة التي اشتهرت بها قصص ألف ليلة وليلة. هل هي مكانٌ حقيقي ينبض بملذات الحياة وخفاياها، أم أنها مجرد خيالٌ ملون في ثوب الترف والفجور؟ يقدم الكتاب تحليلاً عميقًا لهذه القضية، مستنداً إلى الأحداث والحقائق التاريخية.
في رحلته المثيرة، يسلط أبو خليل الضوء على سيرة الرشيد، الخليفة الذي قاد الدولة الإسلامية بحكمة وعدالة. هل كانت سيرته مثلما تصوّرها بعض الكتب المتداولة؟ هل كانت حياته مليئة بالملذات والخمور والنساء كما يروج لها البعض؟ هذه التساؤلات تجد إجابتها في صفحات هذا الكتاب الرائع.
وفي خطوةٍ ممتعة، يعيد لنا أبو خليل زمن ألف ليلة وليلة، حيث يرتبط كتابه بصورة شيرزاد وبقصص السماعة الشهيرة. يستعرض الكتاب السرد الفني الراقي والغني في هذه القصص، ويتناول تأثيرها على المجتمع والثقافة.
“هارون الرشيد” يقدم للقارئ رحلة فريدة إلى عالم الأدب والتاريخ، مع 272 صفحة تحمل في طياتها أحداثًا مشوقة وتحليلات عميقة. صدر الكتاب في عام 2012 عن دار الفكر المعاصر، ويأتي بغلاف ورقي يعكس رونق الزمن الذهبي الذي يتحدث عنه. يندرج الكتاب تحت فئة الأدب والخيال، وتحديدًا في فرع السير والذكريات، مما يجعله وجهة مثلى للقارئ الباحث عن تجربة أدبية فريدة ومعرفية عميقة.