نوم الطفل 8-12 شهراً

النوم وطفلك في عمر 8 إلى 12 شهر

النوم من أبرز المواضيع التي تشغل بال الأمهات والآباء، خصوصاً في مرحلة النمو المبكرة للأطفال. في الفترة ما بين 8 إلى 12 شهراً، يمر الطفل بعدة تطورات جسدية وعقلية تؤثر بشكل كبير على أنماط نومه. وعلى الرغم من أن هذه الفترة تعد مرحلة مفعمة بالأنشطة والنمو، إلا أنها تأتي مع تحديات تتعلق بالنوم. تتضمن هذه التحديات قدرة الطفل على التكيف مع التغيرات الفسيولوجية والنفسية، إضافة إلى دور الآباء في مساعدته على تطوير أنماط نوم صحية ومنتظمة.

1. التغيرات الجسدية والنفسية في هذه المرحلة

خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة الأولى، يمر الطفل بتطورات هائلة في قدراته الحركية والعقلية. في هذا السن، قد يبدأ الطفل بالجلوس بمفرده، الزحف، وقد يصل إلى مرحلة الوقوف والتدحرج. هذه التحركات تجعل الطفل أكثر نشاطًا خلال النهار وتؤثر بدورها على نومه ليلاً.

من الناحية النفسية، يبدأ الطفل في إدراك انفصاله عن والديه بشكل أكبر. هذا التغير يؤدي أحيانًا إلى القلق عند النوم، وهو ما يُعرف “بالقلق من الانفصال”. قد يعبر الطفل عن هذا القلق بالبكاء أو الرفض عند وضعه في السرير ليلاً. هذه المرحلة تحتاج إلى مزيد من الاهتمام لضمان بيئة نوم آمنة ومريحة.

2. كم عدد ساعات النوم التي يحتاجها الطفل؟

في الفترة ما بين 8 إلى 12 شهرًا، يحتاج الطفل عادة إلى حوالي 12-15 ساعة من النوم في اليوم. يشمل ذلك النوم ليلاً والعديد من فترات القيلولة خلال النهار. ومع تقدم الطفل في العمر، قد تقل فترات النوم النهارية تدريجيًا مع التركيز على النوم الليلي الطويل. في هذه الفترة، يُفضل أن يكون هناك روتين نوم ثابت يساعد الطفل على التكيف مع ساعات النوم الليلية.

3. روتين النوم وأهميته

يشكل الروتين اليومي جزءًا أساسيًا من مساعدة الطفل على التكيف مع النوم ليلاً. قد تشمل بعض العوامل المساعدة في الروتين:

• الاستحمام الدافئ: يساعد الاستحمام الدافئ الطفل على الاسترخاء وتهيئة جسمه للنوم.

• القراءة أو الغناء: قراءة القصص أو الغناء قبل النوم يمكن أن تساعد الطفل على الاسترخاء والاستعداد للنوم.

• إطفاء الأنوار: تدريجياً، يجب تقليل الضوء في الغرفة لتهيئة الطفل للانتقال إلى النوم.

ينبغي أن يكون الروتين ثابتًا ومنظمًا، بحيث يعلم الطفل أنه حان وقت النوم مع اقتراب نهاية اليوم.

4. المشاكل الشائعة أثناء النوم

في هذه المرحلة، قد يعاني الطفل من مشاكل متنوعة في النوم، مثل:

• الاستيقاظ المتكرر: بسبب القلق من الانفصال أو ألم التسنين، قد يستيقظ الطفل عدة مرات أثناء الليل. من المهم في هذه الحالة أن يتم تهدئته بلطف وإعادته إلى النوم دون حمله.

• التسنين: يعتبر التسنين من أسباب الأرق الشائعة في هذه الفترة. قد يؤدي الألم الناتج عن التسنين إلى صعوبة في النوم أو زيادة الاستيقاظ الليلي.

• القلق من الانفصال: كما ذكرنا سابقاً، قد يبدأ الطفل في هذه المرحلة بالشعور بالقلق من الانفصال عن والديه، مما يتسبب في صعوبة نومه.

5. الأنماط السلوكية المرتبطة بالنوم

في مرحلة ما بين 8 إلى 12 شهراً، قد يبدأ الطفل في تطوير بعض الأنماط السلوكية الخاصة به عند النوم، مثل:

• الرفض: قد يرفض الطفل النوم في سريره أو قد يبكي بشدة عند محاولات وضعه في السرير.

• الاحتياج إلى التواجد بالقرب من الوالدين: قد يبدأ الطفل في تفضيل وجود الوالدين بالقرب منه أثناء النوم، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في تدريب الطفل على النوم بمفرده.

6. نصائح لتعزيز نوم الطفل

يمكن للآباء اتباع بعض النصائح لتحسين نوم طفلهم في هذه المرحلة، مثل:

• التأكد من راحة الغرفة: يجب أن تكون درجة حرارة الغرفة معتدلة ومريحة، مع تجنب الضوضاء والضوء الساطع. يمكن استخدام مصباح صغير إذا لزم الأمر.

• مراقبة التغذية: يجب أن يتأكد الآباء من أن الطفل قد تناول وجبته الأخيرة قبل النوم بفترة كافية. قد يساعد تقديم زجاجة حليب أو طعام خفيف قبل النوم في تهدئة الطفل.

• تشجيع النوم المستقل: رغم أن هذا قد يكون تحديًا في بعض الأحيان، إلا أنه من المهم تشجيع الطفل على النوم بمفرده تدريجيًا. يمكن للآباء البدء بتقليل تواجدهم بجانب الطفل عند النوم.

7. تأثير نوم الطفل على نموه وتطوره

يعتبر النوم ضروريًا للنمو الجسدي والعقلي للطفل في هذه المرحلة. يساعد النوم على:

• تطوير الذاكرة: خلال النوم العميق، يحدث تخزين المعلومات والذكريات، ما يعزز تطور القدرات المعرفية.

• النمو الجسدي: يعمل الجسم أثناء النوم على إصلاح الأنسجة وبناء العضلات، مما يسهم في النمو الجسدي للطفل.

• تحسين المزاج والسلوك: يساعد النوم الكافي في تقليل العصبية أو الغضب لدى الطفل.

8. التعامل مع التغييرات المفاجئة في نوم الطفل

من المهم أن يتفهم الآباء أنه خلال مرحلة النمو، قد تحدث تغييرات مفاجئة في أنماط النوم بسبب التسنين أو الانتقال إلى مرحلة نوم جديدة. لذا يجب أن يتحلى الآباء بالصبر والمرونة في التعامل مع هذه التغيرات، مع تقديم الراحة والدعم للطفل.

9. متى يجب استشارة الطبيب؟

في بعض الأحيان، قد يعاني الطفل من مشاكل نوم شديدة قد تحتاج إلى استشارة الطبيب. إذا كانت مشكلات النوم تتسبب في اضطرابات كبيرة في حياة الطفل اليومية، مثل قلة النشاط أو التأثير على التغذية، قد يكون من المفيد مراجعة طبيب الأطفال.

10. الخلاصة

النوم في مرحلة 8-12 شهرًا يشكل حجر الزاوية في صحة الطفل الجسدية والنفسية. من خلال توفير بيئة نوم هادئة وداعمة، واتباع روتين نوم ثابت، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم في التكيف مع هذه المرحلة وتجنب مشاكل النوم الشائعة. من خلال الفهم الجيد لاحتياجات الطفل ومتابعة تطور نومه، يمكن للأمهات والآباء تعزيز جودة نوم أطفالهم ودعمه في رحلة النمو.