في كتابه المميز “نهضة الأكراد الثقافية والقومية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين”، يقدم الكاتب جليلي جليل لقارئه نظرة شاملة وعميقة إلى الفترة الزمنية المحورية التي شهدت نهضةً ثقافيةً وقوميةً للشعب الأكراد. يتناول الكتاب بدقة وتفصيل مفصل مجموعة من الأحداث والتحولات التي شكلت خارطة تاريخ الأكراد في تلك الفترة المحددة.
تأخذنا صفحات الكتاب في رحلة زمنية متنوعة ترصد التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي أثرت في تطور الهوية الأكرادية. يستعرض الكتاب ببراعة الأحداث التي تسببت في تشكيل وتعزيز الوعي الوطني بين الأكراد، مع إلقاء الضوء على الشخصيات البارزة والحركات الثقافية التي سهمت في هذه النهضة.
من خلال الصفحات الـ 230، يستعرض الكتاب الجهود المبذولة في مجال الدراسات التاريخية، حيث يقدم للقارئ تحليلاً دقيقًا للسياق التاريخي والتحولات الاجتماعية التي أثرت في الحياة الثقافية والقومية للأكراد. يتيح الكتاب للقارئ فهمًا أعمق للظروف التي أدت إلى نشوء الوعي الوطني للأكراد وتأثيره على التاريخ الإقليمي.
يتميز الكتاب بأسلوب كتابي جذاب يجمع بين البحث الدقيق والسرد الأدبي، مما يجعله قراءة لا غنى عنها لكل من يهتم بالتاريخ والدراسات الثقافية. تعكس صفحاته التفاني البحثي للكاتب وقدرته على تقديم رؤية شاملة تنقل القارئ في رحلة مثيرة لاستكشاف جذور النهضة الأكرادية في تلك الفترة الزمنية المهمة.
يتحد الكاتب والناشر، رابطة كاوا للثقافة الكردية، في هذا الإصدار لتقديم عمل مميز يسهم في إثراء المكتبة الثقافية والتاريخية بمحتوى ذي قيمة، ويعكس التزامهما بنقل الروح الثقافية الأكرادية بأمانة واتقان.
إن “نهضة الأكراد الثقافية والقومية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين” يعد إسهامًا مهمًا للبحث التاريخي، ويثبت مكانته كمرجع أساسي لدراسة تاريخ الشعوب والنضالات الوطنية في العصور الحديثة.