في عمله الأدبي الرائع بعنوان “طريق طويل بعيد عن الوطن: نشوء في قلب أمريكا”، يأخذنا المؤلف توم بروكاو في رحلة فريدة تعكس الحياة في الولايات المتحدة والتجربة الأمريكية كما عاشها ورصدها. يتناول بروكاو في هذا السرد الجميل ذكرياته حول أمريكا وتجربته الشخصية فيها.
يبدأ الكتاب بسرد لحياة والديه في الثلاثينيات، ثم ينتقل إلى طفولته على ضفاف نهر ميزوري وفي أراضي جنوب داكوتا في الأربعينات. يستمر في سرد رحلته في مجال الصحافة في الخمسينات والستينات المضطربة، حتى الوقت الحالي. يعد هذا السرد شخصيًا تأمليًا في أمريكا في عصرنا الحالي.
تحكي كتابات بروكاو عن نشوءه وكيف نما في قلب الوطن، وعن العائلة والأشخاص والثقافة والقيم التي شكلته آنذاك وتظل تؤثر فيه حتى اليوم. يتحدث عن والده ريد بروكاو، العبقري في التعامل مع الآلات، الذي اتبع غريزة زوجته جين وتحمل المخاطر من خلال نقل عائلته الصغيرة من قاعدة عسكرية إلى بيكستاون في جنوب داكوتا، حيث حصل ريد على وظيفة كمشغل لمعدات ثقيلة في مشروع هندسي للجيش يقوم ببناء سد فورت راندال على نهر ميزوري. يصف توم بروكاو كيف أصبح هذا الانتقال القرار الرئيسي في حياتهم، حيث بدأت عائلة بروكاو، مثل العديد من العائلات بعد الحرب العالمية الثانية، في عيش حلم أمريكا: المجتمع، الرخاء النسبي، لذائذ الطبقة الوسطى، وتوفير تعليم جيد لأطفالهم.
“على ضفاف النهر وفي التلال المحيطة، عشت طفولة طوم سوير”، يكتب بروكاو، وكما يصف رحلته الخاصة من الطفولة إلى الحب والزواج وأيامه الأولى في الصحافة، وما بعد ذلك، يعكس أيضًا على ما أدى به وكثير من الأمريكيين من جيله لقيادة حياة بعيدة عن الوطن، ومع ذلك تأثرت إلى الأبد به.