لنلقِ نظرة عامة على الاقتصاد في بروناي، إذ تمتاز هذه الدولة الصغيرة بالغنى بفضل مواردها الطبيعية الوفيرة، لاسيما النفط والغاز الطبيعي، اللذين يشكلان الركيزة الأساسية للاقتصاد البرونايي. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر بروناي واحدة من أغنى الدول في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد.
بالنسبة لمؤشرات الناتج المحلي الإجمالي لعام 2017، بلغ الإجمالي الكلي للاقتصاد البرونايي ما يقارب 11.96 مليار دولار أمريكي، وهو رقم مهم يعكس حجم الاقتصاد الصغير ولكن القوي لهذه الدولة. فيما يخص توزيع هذا الناتج على القطاعات الاقتصادية المختلفة، فإن القطاع الصناعي يحتل النسبة الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تقارب 56.5٪، تليه القطاع الخدمي بنسبة تقدر بحوالي 42.3٪، بينما تسجل الزراعة نسبة ضئيلة نسبياً تبلغ حوالي 1.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
تعتبر الصناعة من أبرز القطاعات الاقتصادية في بروناي، حيث تستفيد الدولة بشكل كبير من استخراج وتصدير النفط والغاز الطبيعي، واللذان يعتبران مصدر رئيسي للإيرادات والثروة الوطنية. وتسهم هذه الصناعة بشكل كبير في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل للمواطنين.
أما فيما يتعلق بالقطاع الخدمي، فيشهد نموا ملحوظا ويعتبر محركاً رئيسياً للاقتصاد، حيث يشمل القطاع الخدمات المالية، والسياحة، والتجارة، والنقل، والاتصالات، وغيرها من الأنشطة التي تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل.
على الرغم من التنوع في القطاعات الاقتصادية، إلا أن الاعتماد المتزايد على النفط والغاز يعرض اقتصاد بروناي لمخاطر الاعتماد الزائد على موردين واحد، ويجعله أكثر عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية وتحديات الاستدامة البيئية.
من المهم بالتأكيد أن تعمل بروناي على تنويع اقتصادها وتعزيز القطاعات غير النفطية، مثل السياحة والصناعات الخفيفة والزراعة، بهدف تحقيق الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل وتحسين مستوى المعيشة لمواطنيها.