يُعد جهاز “نكسپلانون” من وسائل تحديد النسل الحديثة التي أثبتت فعاليتها الكبيرة في تنظيم الحمل، ويتميز بكونه خيارًا طويل الأمد ومريحًا للعديد من النساء. يتمثل هذا الجهاز في غرسة صغيرة الحجم تُزرع تحت الجلد، وتهدف إلى توفير حماية فعالة ضد الحمل لفترة تصل إلى ثلاث سنوات. يتميز “نكسپلانون” بقدرته على منع الحمل من خلال إفراز هرمون البروجستين الذي يثبط عملية التبويض ويزيد من كثافة مخاط عنق الرحم، مما يصعب مرور الحيوانات المنوية إلى البويضة.
الموافقة والاعتماد
تمت الموافقة على جهاز “نكسپلانون” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في العاشر من نوفمبر عام 2016، ومنذ ذلك الحين أصبح أحد أكثر الوسائل المستخدمة في تنظيم الحمل. يتميز هذا الجهاز بكونه خيارًا مريحًا للمستخدمين، خاصةً لأولئك الذين يعانون من صعوبة في تذكر تناول حبوب منع الحمل يوميًا. علاوة على ذلك، توفر هذه الوسيلة حماية فعالة ودائمة دون الحاجة إلى تدابير إضافية أو تدخلات متكررة من قبل المستخدم.
آلية العمل
يعمل جهاز “نكسپلانون” على إفراز هرمون البروجستين، وهو الهرمون الذي يمنع المبايض من إطلاق البويضات، مما يقلل بشكل كبير من احتمال حدوث الحمل. كما يزيد هذا الهرمون من كثافة المخاط في عنق الرحم، مما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة. يتم زرع الجهاز تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع، ويتميز بتصميمه الصغير والذي يجعله غير مرئي تقريبا، مما يضيف إلى راحة الاستخدام.
التجربة الشخصية للمريض
تحكي إحدى المستخدمات عن تجربتها الطويلة مع جهاز “نكسپلانون” وتقول: “لقد استخدمت جهاز “نكسپلانون” لمدة أربع سنوات قبل اتخاذ قرار الانضمام إلى القوات الجوية الأمريكية، ومنذ بداية استخدامي للجهاز لم أواجه أي مشاكل أو آثار جانبية سلبية. عند إدخال الغرسة لأول مرة، يتم تخدير المنطقة التي سيتم فيها إدخال الجهاز، وعند وقت استبداله، لا تشعر بالألم، بل فقط بالضغط، وهو أمر غير مؤلم بالنسبة لي. خلال فترة استخدامي للجهاز، لاحظت أن دورتين شهريتين لدي أصبحتا غير منتظمتين للغاية، وأحيانًا تكون فترات الحيض قصيرة جدًا تستمر لمدة يومين فقط، على عكس الدورات الشهرية العادية التي كانت تستمر لمدة أسبوع. ولم ألاحظ أي زيادة في الوزن رغم أنني أمارس التمارين الرياضية بانتظام. لم تكن مشاكل حب الشباب ملحوظة لدي أيضًا، وهذا أمر مهم بالنسبة لي.”
وتضيف المريضة أن هذه التجربة جعلتها تواصل استخدام الجهاز دون الحاجة للبحث عن وسائل أخرى لمنع الحمل. ووصفت الجهاز بأنه أحد الحلول الأمثل للنساء اللواتي يفضلن وسيلة تحديد نسل طويلة الأمد وآمنة.
التقييم الفعالية
وفقا للتجربة الشخصية للمريضة، يُظهر جهاز “نكسپلانون” فعالية كبيرة في منع الحمل، حيث أعطت المريضة تقييمًا قدره 9 من 10 لجهاز “نكسپلانون”. هذا التقييم يعكس الثقة العالية في أداء الجهاز وقدرته على تقديم حماية طويلة الأمد وبفعالية ضد الحمل غير المرغوب فيه. كما تشير المراجعات الأخرى من المستخدمين إلى أن الجهاز يوفر مستوى عالٍ من الراحة ويقلل من الحاجة للقيام بأي تدخلات أو مواعيد طبية متكررة.
عدد مرات الوصفة
تم وصف جهاز “نكسپلانون” من قبل الأطباء لعدد كبير من النساء، حيث تشير البيانات إلى أنه قد تم وصفه خمس مرات من قبل مقدمي الرعاية الصحية للأشخاص الذين يبحثون عن وسيلة طويلة الأمد وآمنة لمنع الحمل. يُعتبر هذا الرقم مؤشرًا على الإقبال الواسع على هذا الجهاز ونجاحه في تلبية احتياجات العديد من النساء في مختلف الأعمار.
الآثار الجانبية والاحتياطات
على الرغم من فعاليته العالية، قد يعاني بعض المستخدمين من آثار جانبية غير مرغوب فيها، مثل تغيرات في الدورة الشهرية، والشعور بالصداع أو تقلبات مزاجية، لكن هذه الآثار تكون مؤقتة في معظم الحالات وتختفي بعد مرور بعض الوقت. من الجدير بالذكر أن “نكسپلانون” لا يوفر حماية ضد الأمراض المنقولة جنسيًا، لذا يوصى باستخدامه مع وسائل وقاية إضافية إذا كان الشخص معرضًا لخطر الإصابة بتلك الأمراض.
مزايا وعيوب
من أبرز مزايا جهاز “نكسپلانون” هو راحته العالية وفعاليته في منع الحمل لفترة تصل إلى ثلاث سنوات دون الحاجة إلى تذكير يومي أو تدخل متكرر. كما أنه مناسب للنساء اللواتي لا يفضلن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية التي تتطلب تناولها بشكل يومي مثل الحبوب. ومع ذلك، لا بد من مراعاة بعض العيوب، مثل احتمالية حدوث تغييرات في الدورة الشهرية، بالإضافة إلى تكاليفه المرتفعة مقارنة بالوسائل الأخرى مثل الحبوب.
الخلاصة
بناءً على التجارب الشخصية والتقييمات الطبية، يمكن القول أن جهاز “نكسپلانون” يعد من الحلول الممتازة للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل. يُعتبر جهازًا طويل الأمد وفعالًا للغاية، مع مستوى عالي من الراحة وقلة الآثار الجانبية. ولكن كما هو الحال مع أي وسيلة لمنع الحمل، يجب استشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار لاختيار الحل الأنسب.