نكسبلانون (Nexplanon): موانع الحمل من خلال زراعة تحت الجلد
يعد نكسبلانون أحد وسائل منع الحمل الهرمونية الحديثة التي تستخدم بشكل شائع بين النساء اللواتي يبحثن عن طريقة منع حمل فعالة ومريحة. يتميز هذا الجهاز بكونه عبارة عن شريحة صغيرة يتم زراعتها تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع، حيث يقوم بإفراز هرمون البروجستين بشكل مستمر. هذا الهرمون يعمل على منع الحمل من خلال مجموعة من الآليات التي تشمل تعطيل التبويض، زيادة سمك مخاط عنق الرحم لجعل مرور الحيوانات المنوية صعباً، وتغيير بطانة الرحم مما يقلل من فرص انغراس البويضة الملقحة.
طريقة الاستخدام والآلية
يتم زراعة شريحة نكسبلانون في العيادات الطبية عن طريق إجراء بسيط حيث يتم إدخال الشريحة تحت الجلد باستخدام إبرة دقيقة. تظل الشريحة فعّالة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، حيث يمكن للمرأة أن تستمر في استخدام هذه الطريقة لمنع الحمل دون الحاجة للتفكير اليومي أو الأسبوعي، مما يجعلها من الطرق المثالية للنساء اللواتي يفضلن الراحة وعدم التذكير المستمر.
التاريخ والموافقة
تمت الموافقة على نكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 18 أكتوبر 2016، ليكون بديلاً فعالاً ومريحاً للعديد من الوسائل الأخرى مثل الحبوب أو الواقيات. منذ ذلك الحين، أصبح هذا الجهاز واحداً من أكثر الخيارات استخداماً في مجال موانع الحمل.
الفعالية
تعتبر فعالية نكسبلانون من أعلى الفعالية مقارنة بالعديد من وسائل منع الحمل الأخرى. تشير الدراسات إلى أن نسبة النجاح في منع الحمل تصل إلى 99%، وهي نسبة مرتفعة جداً تجعل من هذه الشريحة خياراً موثوقاً للكثير من النساء.
على الرغم من فعاليته العالية، فإن التقييمات الفردية لفعالية هذه الوسيلة قد تختلف من امرأة لأخرى، حيث يمكن أن تعاني بعض النساء من آثار جانبية مثل التغيرات في الدورة الشهرية أو الآلام.
المراجعات من المرضى
تختلف آراء النساء حول استخدام نكسبلانون تبعاً للتجربة الشخصية. العديد من النساء يبدون رضاهن التام عن فعالية هذه الشريحة وعدم الحاجة لتذكر تناول حبوب منع الحمل يومياً. لكن، توجد شكاوى من بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن تؤثر على الجودة العامة لتجربة الاستخدام.
تقول إحدى المستخدمات التي جربت نكسبلانون لمدة 6 أشهر:
“الأشهر الأولى كانت سهلة جداً، اعتقدت أنني قد وجدت الحل المثالي، لم أواجه أي آثار جانبية. ولكن بعد مرور حوالي 3 أشهر، بدأت أعاني من النزيف المستمر (الذي كان يبدأ خفيفاً ويستمر لأيام عديدة). اضطررت للذهاب إلى الطبيب لتناول جرعة عالية من الإيبوبروفين مما جعل النزيف يتوقف لبضعة أسابيع، لكن سرعان ما عاد. أضاف الطبيب أن هذا النزيف سوف يختفي بحلول الشهر السادس، لكن ذلك لم يحدث. بالإضافة إلى النزيف المستمر، بدأت أعاني من أعراض أخرى مثل الاكتئاب والغثيان والدوار. في النهاية، قررت إزالة الشريحة، وكان ذلك مؤلماً جداً حيث اضطر الطبيب لفتح ذراعي لإزالة الشريحة، ولم يكن ذلك على الإطلاق مشابهًا للإجراء البسيط الذي يتم عند زرعها.”
تتضح من هذه المراجعة بعض من الآثار الجانبية التي قد تؤثر على تجربة الاستخدام، مثل النزيف المستمر، الدوار، والغثيان، مما يجعل هذه التجربة غير مرغوبة لبعض النساء. بالمقابل، كانت هناك نساء أخريات لم يعانين من أي آثار جانبية تذكر، وأكدن على راحة وسهولة استخدام نكسبلانون.
التقييم العام
عند تقييم نكسبلانون، حصل على تقييم عام قدره 3 من 5 من المستخدمين الذين شاركوا تجاربهم، وهو تقييم متوسط يُظهر أن العديد من النساء قد واجهن بعض المشاكل أثناء استخدامه. تجاربهن غالباً ما تتضمن النزيف المستمر، والغثيان، والصداع، بالإضافة إلى زيادة الوزن أو الاكتئاب لدى بعضهن.
الآثار الجانبية
رغم فعاليته، قد يصاحب استخدام نكسبلانون بعض الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة لبعض المستخدمين. هذه الآثار تشمل:
-
النزيف غير المنتظم: تعد هذه من أكثر المشكلات التي تم الإبلاغ عنها من قبل المستخدمين. حيث يعاني الكثيرون من نزيف مستمر أو بقع دموية خلال الأشهر الأولى من الاستخدام.
-
الاكتئاب والمزاج المتقلب: هناك تقارير عن ظهور مشاعر الاكتئاب أو تقلبات مزاجية شديدة، ما يثير قلق بعض النساء اللواتي يعانين من مشاكل نفسية سابقة.
-
الغثيان والدوار: شعور الغثيان أو الدوار يعد من الأعراض الشائعة عند بعض النساء في الأسابيع الأولى بعد تركيب الشريحة.
-
الصداع: يعاني البعض من صداع مستمر أو شبه دائم خلال فترة استخدام الشريحة.
-
زيادة الوزن: هناك تقارير تشير إلى زيادة الوزن خلال فترة استخدام نكسبلانون، رغم أنه لم يتم تأكيد علاقة مباشرة بين الشريحة وزيادة الوزن.
إزالة الشريحة
إذا قررت المرأة التوقف عن استخدام نكسبلانون، يمكن إزالة الشريحة بسهولة نسبياً من خلال عملية بسيطة يقوم بها الطبيب تحت التخدير الموضعي. لكن، في بعض الحالات النادرة، قد تكون عملية الإزالة أكثر تعقيداً، مثلما حدث مع المراجعة المذكورة سابقاً، حيث تطلب الأمر إجراء شق في الذراع لإزالة الشريحة.
الاستشارة الطبية
من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام نكسبلانون للتأكد من أنه الخيار الأمثل بناءً على تاريخ الحالة الصحية للمرأة. يجب على النساء اللواتي يعانين من مشاكل صحية مثل الجلطات الدموية أو الأمراض القلبية استشارة الطبيب بعناية فائقة حول إمكانية استخدام هذه الشريحة.
خلاصة
في النهاية، يعتبر نكسبلانون وسيلة فعالة لمنع الحمل، لكنه قد لا يكون الخيار الأمثل للجميع، وذلك بسبب الآثار الجانبية التي قد تنشأ بعد فترة من الاستخدام. تختلف التجارب بين النساء، ففي حين أن بعضهن يستفدن من فعاليته وسهولة استخدامه، يعاني البعض الآخر من مشاكل مثل النزيف المستمر أو الغثيان. من المهم أن يتم تقييم جميع الخيارات المتاحة لمنع الحمل من قبل الطبيب بناءً على الظروف الصحية الخاصة بكل امرأة.