الأدوية و العقاقير الطبية

نكسبلانون لمنع الحمل: تقييم

نكسبلانون (Nexplanon) كوسيلة لمنع الحمل: تقييم مفصل

تعتبر وسائل منع الحمل من المواضيع الحيوية التي تشغل بال العديد من النساء حول العالم، حيث أن اختيار الوسيلة المناسبة يعتمد على العديد من العوامل مثل الفعالية، الأعراض الجانبية، مدى الراحة، والملاءمة الشخصية. ومن بين الوسائل الحديثة التي حازت على اهتمام واسع، يأتي جهاز “نكسبلانون” (Nexplanon)، الذي يعد أحد الخيارات الشائعة في منع الحمل طويل المدى، وهو عبارة عن شريحة هرمونية يتم زرعها تحت الجلد. وعلى الرغم من فعاليته العالية كوسيلة لمنع الحمل، إلا أن الآراء حوله تتفاوت، حيث يعتبر البعض أنه خيار مثالي بينما يعبر آخرون عن تجارب سلبية بشكل لافت.

معلومات عامة عن نكسبلانون

نكسبلانون هو جهاز هرموني صغير يتم زرعه تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع، ويعمل على إفراز هرمون “إيتونوجستريل” (etonogestrel) الذي يثبط الإباضة ويقلل من سماكة مخاط عنق الرحم، مما يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة. تتراوح مدة فعالية الشريحة بين ثلاث إلى خمس سنوات، مما يجعلها من الخيارات المريحة للعديد من النساء اللواتي يبحثن عن طريقة طويلة الأمد وذات فاعلية في منع الحمل.

تمت الموافقة على نكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 22 مايو 2014، ومنذ ذلك الحين أصبح أحد البدائل الشائعة للأقراص والعقاقير الأخرى في منع الحمل. يتم وصفه عادة في الحالات التي ترغب فيها النساء بتقليل الارتباط اليومي أو الأسبوعي بمنع الحمل، حيث أنه لا يتطلب أي تدخل يومي مثل الأقراص أو الحقن.

تجارب المرضى مع نكسبلانون

من الجدير بالذكر أن تجارب المستخدمين لنكسبلانون تظل متنوعة للغاية، حيث يعبر بعض المرضى عن رضاهم التام بعد استخدامه لفترات طويلة، بينما يواجه آخرون العديد من المشاكل والأعراض الجانبية التي تؤثر بشكل سلبي على حياتهم اليومية.

تقول إحدى المستخدمات التي أقدمت على تجربة نكسبلانون: “كانت تجربتي معه فظيعة. لدي الآن جهاز نكسبلانون منذ عام (من 6 يونيو 2013 – موعد الإزالة المقرر في 27 مايو 2014). في الأشهر الأربعة الأولى، كنت أعاني من نزيف شديد لمدة أسبوع تقريباً، ثم أستمر في التبقع طوال الأيام المتبقية حتى الشهر التالي. بعد تلك الفترة، كنت أعاني من الدورة الشهرية لمدة أسبوعين مع توقف لمدة أسبوعين، وقد استمرت هذه الحالة طوال تلك الفترة ولم أتمكن من فهم السبب، على الرغم من محاولاتي مع هذا الوسيلة طوال هذا الوقت الذي دمر حياتي الجنسية. كما أنني أصبت بحب الشباب على جانبي وجهي نتيجة الهرمونات، مما جعلني أشعر بعدم الارتياح التام. لا أنصح أي شخص باستخدام هذه الوسيلة لمنع الحمل. من الأفضل الاعتماد على الواقيات أو حبوب منع الحمل.”

تعكس هذه الشهادة العديد من النقاط التي تؤثر في تجارب النساء مع نكسبلانون، حيث تلاحظ المستخدمون في بعض الحالات زيادة في طول فترة الدورة الشهرية، وتكرار النزيف بين الفترات الشهرية، بالإضافة إلى مشاكل جلدية تتعلق بحب الشباب الناتج عن التغيرات الهرمونية. هذه الأعراض قد تؤدي إلى استياء بعض النساء اللواتي يفضلن وسائل أخرى تكون أكثر أماناً أو على الأقل أقل تأثيراً على حياتهن اليومية.

فعالية نكسبلانون

بشكل عام، يعتبر نكسبلانون أحد أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث تصل نسبة فعاليته إلى 99% إذا تم استخدامه بشكل صحيح. ونتيجة لاستمرارية إطلاق الهرمونات بشكل ثابت تحت الجلد، فإن احتمال حدوث الحمل مع استخدامه يعتبر ضئيلاً للغاية مقارنة بالعديد من الوسائل الأخرى. من أهم مزايا نكسبلانون هو أنه يوفر حماية طويلة الأمد تصل إلى ثلاث سنوات أو أكثر بمجرد زراعته، مما يجعله خياراً مناسباً للنساء اللواتي يفضلن عدم التفكير في وسائل منع الحمل اليومية أو الشهرية.

المشاكل والأعراض الجانبية لنكسبلانون

على الرغم من فعالية نكسبلانون في منع الحمل، إلا أن العديد من المستخدمين يعانون من بعض الأعراض الجانبية المزعجة التي قد تؤثر على حياتهم. من أبرز الأعراض الجانبية التي قد تظهر لدى بعض المستخدمين:

  1. الاضطرابات الشهرية: كما ذكرت العديد من الشهادات، قد يواجه البعض تغييرات كبيرة في الدورة الشهرية، مثل النزيف المستمر، أو نزيف مفرط في فترات معينة.
  2. الآثار الجلدية: ظهور حب الشباب من الآثار الشائعة التي قد يعاني منها البعض نتيجة للتغيرات الهرمونية الناجمة عن وجود الشريحة تحت الجلد.
  3. التقلبات المزاجية: قد تحدث بعض التغيرات المزاجية مثل الاكتئاب أو القلق لدى بعض النساء نتيجة للتأثيرات الهرمونية.
  4. الصداع: يعد الصداع من الأعراض الجانبية الأخرى التي قد يشعر بها بعض المستخدمين، والتي قد تكون نتيجة للتغيرات الهرمونية المستمرة.
  5. زيادة الوزن: على الرغم من أن هذه النقطة ليست موثقة بشكل كامل في جميع الحالات، إلا أن بعض النساء يلاحظن زيادة بسيطة في الوزن بعد بدء استخدام نكسبلانون.

الإزالة والمتابعة الطبية

على الرغم من فعاليته العالية وراحته التي توفرها الشريحة، فإن العديد من النساء يفضلن إزالته بعد فترة من الاستخدام بسبب الأعراض الجانبية أو لاحتياجات شخصية. عملية إزالة نكسبلانون ليست معقدة، ولكنها تتطلب زيارة طبية، حيث يتم استخراج الشريحة بسهولة بواسطة طبيب متخصص في عملية قصيرة ودقيقة.

الآراء الطبية حول نكسبلانون

وفقاً للعديد من الأطباء والمتخصصين في مجال الصحة النسائية، يعتبر نكسبلانون من الوسائل الفعالة والآمنة لمنع الحمل في معظم الحالات، ولكنه قد لا يكون مناسباً لجميع النساء. يوصي الأطباء عادة بمراجعة التاريخ الطبي الشخصي قبل اتخاذ قرار استخدامه، خصوصاً إذا كانت هناك مشاكل هرمونية سابقة أو حساسية تجاه مكونات الشريحة.

التوصيات

من خلال التجارب والآراء المختلفة للمستخدمين، يمكن القول أن نكسبلانون يعد خياراً ممتازاً لبعض النساء، ولكنه ليس خالياً من العيوب. قد يكون من الأفضل التفكير في البدائل الأخرى مثل حبوب منع الحمل أو الواقيات الذكرية إذا كانت هناك مخاوف من الأعراض الجانبية أو إذا كانت النساء بحاجة إلى خيارات أكثر مرونة.

معدل الوصفات الطبية لنكسبلانون

وفقاً للبيانات المتوفرة، فقد تم وصف نكسبلانون حوالي 9 مرات في فترة معينة، مما يشير إلى أنه يتم استخدامه بشكل منتظم من قبل مجموعة معينة من النساء، رغم أن تكرار هذه الوصفات يظل أقل بكثير مقارنة ببعض وسائل منع الحمل الأخرى الأكثر شيوعاً مثل الحبوب أو الحقن.

الخلاصة

نكسبلانون هو جهاز فعال وطويل الأمد لمنع الحمل، يتمتع بمعدل فعالية مرتفع تصل نسبته إلى 99%، وهو خيار مناسب للعديد من النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة منع حمل غير يومية. إلا أن استخدامه قد لا يكون خاليًا من المشاكل الجانبية مثل اضطرابات الدورة الشهرية، حب الشباب، والتقلبات المزاجية. بناءً على التجارب الشخصية، يتعين على النساء التفكير بعناية في جميع العوامل قبل اتخاذ القرار باستخدامه، والتشاور مع الطبيب المختص لتحديد الوسيلة الأنسب.