نكسبلانون لمنع الحمل: الفعالية والآثار

نكسبلانون (Nexplanon): تفاصيل عن استخدامه كوسيلة لمنع الحمل

يُعد نكسبلانون (Nexplanon) أحد وسائل منع الحمل الهرمونية التي يعتمد عليها العديد من النساء حول العالم كخيار طويل الأمد، ويمثل بديلاً عن بعض الطرق التقليدية مثل الأقراص أو الواقيات الذكرية. يتمثل الشكل الصيدلي لهذا الدواء في قضيب رقيق يُزرع تحت الجلد، حيث يقوم بإفراز هرمون الإيتونوجيستريل، وهو نوع من البروجيستيرون الصناعي الذي يساهم في منع الحمل. يُعتبر نكسبلانون من الخيارات المفضلة للكثير من النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة فعالة ودائمة نسبيًا لمنع الحمل، حيث يستمر تأثيره لمدة ثلاث سنوات، ما يوفر لهن حرية أكبر دون الحاجة للتذكير المستمر بضرورة استخدام وسائل أخرى لمنع الحمل.

آلية عمل نكسبلانون

يعمل نكسبلانون عن طريق إطلاق هرمون إيتونوجيستريل الذي يُحدث عدة تغييرات في الجسم، مما يساهم في منع الحمل. أولاً، يعمل هذا الهرمون على زيادة كثافة المخاط في عنق الرحم، مما يعيق حركة الحيوانات المنوية ويمنعها من الوصول إلى البويضة. كما أنه يثبط عملية الإباضة، وهي العملية التي خلالها يتم تحرير البويضة من المبيض. بالإضافة إلى ذلك، يعزز نكسبلانون تغيرات في بطانة الرحم، مما يجعلها أقل استعدادًا لاستقبال البويضة المخصبة.

تاريخ الموافقة والاعتماد

تمت الموافقة على نكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في تاريخ 22 يناير 2016. منذ ذلك الحين، أصبح هذا النوع من وسائل منع الحمل شائعًا بين النساء في مختلف أنحاء العالم بسبب سهولة استخدامه، وطول مدة فعاليته، والراحة التي يوفرها مقارنة ببعض الوسائل الأخرى مثل الحبوب أو الحقن.

استخدام نكسبلانون وعدد مرات الوصف

يُستخدم نكسبلانون بشكل رئيسي لمنع الحمل لدى النساء في سن الإنجاب. وفي كثير من الحالات، يتم وصفه من قبل الأطباء للنساء اللواتي يفضلن استخدام وسيلة لا تتطلب تذكيرًا يوميًا مثل الحبوب. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُوصف للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في تحمل وسائل منع الحمل الأخرى، مثل النساء اللواتي يواجهن صعوبة في تناول الأدوية أو الذين يعانون من مشاكل صحية معينة قد تحد من استخدام وسائل معينة مثل الحبوب.

على الرغم من أن هذا النوع من وسائل منع الحمل يستخدم على نطاق واسع، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد يتطلب فيها الأمر إزالة الجهاز أو استبداله بأداة أخرى بعد فترة من الاستخدام. بحسب السجلات الطبية، فإن عدد مرات وصف نكسبلانون لا يتجاوز عادةً مرتين، وذلك وفقًا للعديد من التقارير الطبية التي تشير إلى أن بعض النساء قد يواجهن بعض التحديات أو المضاعفات مع هذه الوسيلة.

تقييم الفعالية

يعتبر نكسبلانون من الوسائل الفعالة لمنع الحمل، حيث يبلغ معدل فعاليته أكثر من 99% عندما يتم استخدامه بشكل صحيح. هذا يعني أن النساء اللواتي يستخدمن نكسبلانون يواجهن احتمالًا ضئيلًا جدًا لحدوث الحمل. ومع ذلك، فإن الفعالية لا تقتصر فقط على الجسم الفردي، بل تتأثر أيضًا بالعوامل الصحية العامة للمستخدم، مثل وجود حالات صحية قد تؤثر على استجابة الجسم للأدوية الهرمونية.

ملاحظات وتجارب المرضى

فيما يتعلق بتجارب المرضى، يُلاحظ أن هناك مجموعة متنوعة من ردود الفعل على استخدام نكسبلانون، حيث يُشيد بعض النساء بفعاليته وسهولة استخدامه، بينما يشكو آخرون من بعض الأعراض الجانبية المزعجة التي قد تؤثر على حياتهن اليومية. على سبيل المثال، تُشير بعض التقارير إلى حدوث نزيف غير منتظم أو طويل الأمد كأحد الآثار الجانبية الشائعة التي قد تواجه بعض المستخدمين.

إحدى المراجعات التي تم نشرها على الإنترنت لأحد المرضى تقول: “لقد كانت هذه أسوأ تجربة لي. لقد كنت أعاني من قلق شديد وسرعة الغضب، وكان لدي نزيف مستمر دون توقف لمدة 7 أشهر. أنا في طريق إزالة الجهاز والانتقال إلى اللولب النحاسي (باراجارد)، حيث أحب فكرة عدم وجود هرمونات وأيضًا أن هذه الوسيلة تدوم 10 سنوات (بالإضافة إلى أنها موجودة منذ عام 1985). آمل أن تكون فعالة”. هذه الشهادة تسلط الضوء على بعض المخاوف التي قد تواجه النساء اللواتي يعانين من الآثار الجانبية مثل القلق والنزيف المستمر، وهو أمر يمكن أن يؤثر على قرارهن في الاستمرار باستخدام هذه الوسيلة.

الأعراض الجانبية المحتملة

مثل معظم وسائل منع الحمل الهرمونية، قد يسبب نكسبلانون بعض الآثار الجانبية لدى المستخدمين. تتراوح هذه الأعراض من خفيفة إلى شديدة وتشمل:

1. النزيف غير المنتظم: قد يعاني بعض المستخدمين من نزيف مستمر أو غير منتظم، وهو أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا.
2. الصداع: تعاني بعض النساء من صداع مزمن أو مؤقت بعد بدء استخدام نكسبلانون.
3. تغيرات في المزاج: يمكن أن يُؤثر على مزاج بعض النساء، مما يؤدي إلى شعور بالقلق أو الاكتئاب.
4. زيادة الوزن: يمكن أن تحدث زيادة طفيفة في الوزن لدى بعض المستخدمين.
5. ألم في الصدر: يمكن أن يعاني بعض النساء من ألم في الثدي.

النصائح للمستخدمات

من الضروري أن تتحدث النساء مع أطبائهن قبل اتخاذ قرار استخدام نكسبلانون كوسيلة لمنع الحمل، خاصةً إذا كانت لديهن أي حالات صحية قد تتأثر باستخدام هذه الوسيلة. يجب أيضًا مراجعة الطبيب إذا واجهن أي أعراض غير معتادة أو إذا كانت هناك أي مخاوف بشأن الآثار الجانبية.

الخلاصة

في النهاية، يعد نكسبلانون وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل، حيث توفر الراحة والفعالية للمستخدمين لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. ومع ذلك، من المهم أن تكون النساء على دراية بالتحديات المحتملة والآثار الجانبية التي قد يواجهنها، مثل النزيف المستمر أو التغيرات في المزاج. وبناءً على التجارب الشخصية للعديد من المستخدمين، قد يكون من الأفضل دائمًا التشاور مع الطبيب المختص قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن استخدام هذه الوسيلة.