نكسبلانون (Nexplanon) لتنظيم النسل: الفعالية، الآثار الجانبية، والتجارب الشخصية
يعتبر نكسبلانون (Nexplanon) من وسائل تنظيم النسل الحديثة التي حظيت بانتشار واسع في العديد من الدول منذ موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدامه. يتميز نكسبلانون بكونه عبارة عن جهاز صغير يتم زراعته تحت الجلد في منطقة الذراع، ويعمل على إطلاق هرمونات تمنع الحمل لفترة طويلة تصل إلى ثلاث سنوات. ومنذ أن تم اعتماده في 23 نوفمبر 2015، شهد نكسبلانون إقبالاً كبيراً من النساء اللواتي يبحثن عن وسائل منع الحمل طويلة المدى.
كيفية عمل نكسبلانون:
نكسبلانون هو عبارة عن قضيب صغير يبلغ طوله حوالي 4 سنتيمترات، يحتوي على هرمون “إيتونوجستريل”، وهو نوع من البروجستين الذي يطلق بشكل بطيء داخل الجسم لمنع الحمل. يقوم نكسبلانون بعدة وظائف لضمان عدم حدوث الحمل:
- منع الإباضة: حيث يمنع المبيض من إطلاق البويضات.
- زيادة لزوجة المخاط في عنق الرحم: مما يصعب وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم.
- تغيير بطانة الرحم: مما يمنع انغراس البويضة الملقحة في الرحم.
الفعالية:
تُعتبر فعالية نكسبلانون من بين أعلى وسائل منع الحمل المتاحة. وفقاً للبيانات، فإن نسبة فعاليته تتجاوز 99% في منع الحمل، وهذا يجعلها واحدة من أكثر الخيارات موثوقية لتحديد النسل. على الرغم من فعاليته العالية، إلا أن بعض النساء قد يواجهن آثاراً جانبية غير مرغوب فيها، مما يؤثر على تجربتهن مع هذه الوسيلة.
تقييم التجارب الشخصية:
من المهم أخذ تجارب المستخدمين في عين الاعتبار عند تقييم أي دواء أو وسيلة منع حمل. وفي حالة نكسبلانون، تتنوع التجارب الشخصية بشكل كبير بين النساء، حيث يشير بعضهن إلى فعاليته وراحة استخدامه، بينما يواجه البعض الآخر آثاراً جانبية غير مرغوب فيها قد تؤثر على حياتهن اليومية.
على سبيل المثال، هناك تجربة لمريضة بدأت باستخدام نكسبلانون في فبراير 2015، حيث تقول:
“في البداية لم أواجه أي مشاكل، وكان هناك بعض النزيف الخفيف بشكل غير متوقع، لكنني لم أعتبر ذلك مشكلة كبيرة. ولكن بعد 9 أشهر، تغيرت الأمور تماماً. بدأت أشعر دائمًا بالغضب، والاكتئاب، والتعب المستمر. شعرت أنني أصبحت غير سعيدة أو غير قادرة على الاستمتاع بالحياة كما كنت سابقًا. كان أسوأ أثر جانبي هو فقدان الرغبة الجنسية، مما أدى إلى تدهور علاقتي العاطفية. لا أستطيع أن أصف ما مررت به، كان نكسبلانون بالنسبة لي أشبه بالشيطان.”
هذه الشهادة تبرز بعض الآثار الجانبية النفسية والجسدية التي قد يواجهها بعض النساء مع نكسبلانون. من الجدير بالذكر أن هذا النوع من التجارب يختلف من شخص لآخر، وقد تكون بعض النساء قد استفدن من استخدام نكسبلانون ولم يواجهن هذه الآثار السلبية.
الآثار الجانبية:
مثل أي وسيلة طبية، يمكن أن يسبب نكسبلانون بعض الآثار الجانبية التي تؤثر على بعض النساء بشكل ملحوظ. الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً تشمل:
- التغيرات في الدورة الشهرية: قد تعاني بعض النساء من نزيف غير منتظم أو غزارة الدورة الشهرية أو حتى غياب الدورة.
- الآلام في الثدي: قد يشعر البعض بألم في الثدي أو تورم.
- زيادة الوزن: بعض النساء أشرن إلى اكتسابهن لبعض الوزن بعد استخدام نكسبلانون.
- التعب المستمر: شعور دائم بالإرهاق على الرغم من الراحة الجيدة.
- التقلبات المزاجية: تشمل الاكتئاب، والغضب، والقلق.
- تأثيرات على الرغبة الجنسية: انخفاض أو فقدان الرغبة الجنسية، كما في تجربة المريضة التي ذكرتها سابقاً.
هذه الآثار قد تكون مؤقتة لبعض النساء، بينما قد تكون دائمة أو شديدة لدى أخريات.
الموافقة والانتشار:
تمت الموافقة على نكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 23 نوفمبر 2015، وبدأ توافره في الأسواق بعد ذلك. ومنذ اعتماده، أصبح نكسبلانون وسيلة شائعة في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية والعربية.
يعتبر نكسبلانون من الوسائل طويلة المدى التي توفر حماية مستمرة ضد الحمل دون الحاجة إلى تذكر تناول حبوب يومية أو استخدام وسائل منع حمل أخرى بشكل مستمر. ومع ذلك، قد لا يكون الخيار الأمثل لجميع النساء، نظراً للآثار الجانبية المحتملة.
عدد الوصفات والاستخدام:
حتى اليوم، تم وصف نكسبلانون ما يصل إلى 19 مرة، وفقاً لبيانات مبدئية، مما يعكس تزايد الإقبال على هذه الوسيلة من وسائل تنظيم النسل. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه في بعض الحالات قد يقرر الأطباء تغيير وسيلة منع الحمل في حال حدوث آثار جانبية غير محتملة أو إذا كانت المريضة لا تشعر بالراحة معها.
كيف يمكن التعامل مع الآثار الجانبية؟
من المهم استشارة الطبيب في حال ظهور أي آثار جانبية غير مرغوب فيها عند استخدام نكسبلانون. يمكن أن يقيم الطبيب الحالة ويقرر إذا كانت الآثار الجانبية ستتحسن مع مرور الوقت، أو إذا كان من الأفضل تغيير الوسيلة إلى طريقة أخرى. في حالات معينة قد يوصي الطبيب بإزالة نكسبلانون في حال كانت الآثار الجانبية تؤثر على جودة حياة المريضة بشكل كبير.
الخلاصة:
يعد نكسبلانون خياراً فعالاً وآمناً للعديد من النساء اللواتي يرغبن في منع الحمل بطريقة طويلة المدى، ولكن كما هو الحال مع أي وسيلة طبية، فإن تأثيراته الجانبية قد تكون مشكلة للبعض. من المهم أن تكون النساء على دراية بكل الفوائد والمخاطر المحتملة قبل اتخاذ قرار باستخدام هذه الوسيلة. على الرغم من فعاليته العالية، إلا أن التجارب الشخصية قد تختلف، وبالتالي يُنصح باستشارة الطبيب لتقييم الخيار الأنسب بناءً على الحالة الصحية الفردية.
في النهاية، يظل التقييم الشخصي ووعي المريضة تجاه التأثيرات المحتملة على حياتها اليومية هما العاملين الأساسيين في اختيار الطريقة الأمثل لتنظيم النسل.