“نقرات الظباء” هو عمل أدبي فريد من نوعه يأخذ القارئ في رحلة فنية متميزة، يتناولها الكاتبة ميرال الطحاوي بأسلوبها الراقي والمميز. إن اللحظات الأولى التي تفتح فيها صفحات هذا الكتاب تستقبلك بشعور من الفضول والترقب، حيث يتجلى جمال اللغة وقوة التعبير في وصف شعر البطلة وجسدها النحول، مما يضفي على الرواية طابعًا فنيًا خاصًا.
تقدم الكاتبة لنا صورة واضحة ومدهشة للمشهد الذي تجسدت فيه لحظات الوداع والتحضير للرحيل. لاحظت البطلة كيف يسكبون الماء على جسدها بلطف، كما لو كانوا يودعونها بأمانة ورقة. وما يميز هذا الوصف هو الابتعاد عن التفاصيل الدموية أو الصراخ العابر، بل تركيز الكاتبة على السلام والكرامة الذي يحيط بلحظات الوداع.
فيما بعد، تتناول الكاتبة لحظات التكفين والتطييب، حيث يرصد القارئ كيف يُغلف جسم البطلة بالكفن بعد أن يتأكدوا من رحيلها. وهنا يظهر التفرد في سرد الأحداث، حيث تمتزج مشاعر الحزن بالرقة والرعاية.
ملفت أيضًا هو اللحظات التي تلي هذه الفاجعة، حيث ينثرون العطور ويغادرون بصمت دون صراخ أو بكاء. إن هذا التصوير يضفي على القصة بُعدًا فلسفيًا، حيث يُظهر الكاتبة ردود فعل الشخصيات بطريقة ملتزمة بالكرامة والهدوء.
وفيما يتعلق بتوقيت إعلان الوفاة، يبرز الكتاب تقديم مقدمة زمنية تعزز الغموض والتشويق، فمنذ أن دخلت البطلة هذا البيت وأُغلقت الأبواب، كانت قد أعلنوا عن وفاتها مُسبقًا بفترة كبيرة. هذا اللمسة تضفي على الرواية جاذبية إضافية، حيث يبدو أن هناك أحداثًا وخفايا تنتظر القارئ في كل زاوية.
“نقرات الظباء”، التي نشرتها دار الآداب في عام 2003، تأتي بغلاف ورقي يلائم طابع العمل، مما يعزز الجو الأدبي الذي تحمله الرواية. يُصنف الكتاب ضمن فئة الأدب والخيال، تحت فئة الروايات، ويتألق بعدد صفحات يبلغ 120 صفحة.
بهذا الكلام، يظهر أن “نقرات الظباء” لميرال الطحاوي ليست مجرد رواية، بل هي تحفة أدبية تتسم بالفرادة والروعة، حيث تنسج الكاتبة خيوط الحكاية بأناقة فائقة، وترسم لوحة جمالية تستحق الاكتشاف.