اضطراب ضغط الدم وأهم النصائح للوقاية منه
يعد اضطراب ضغط الدم من الأمراض المزمنة التي تمثل تهديدًا لصحة الإنسان في العصر الحديث، وهو يشير إلى حالة يكون فيها ضغط الدم مرتفعًا بشكل غير طبيعي، مما قد يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية المعقدة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والفشل الكلوي. تعتبر هذه المشكلة الصحية من أكثر الأمراض شيوعًا في العالم، حيث يُصاب بها عدد كبير من الأشخاص في مختلف الأعمار، لكن بشكل خاص في كبار السن. وفي هذا المقال، سنتناول موضوع اضطراب ضغط الدم بتفصيل، بدءًا من تعريفه وأسبابه، وصولاً إلى العوامل الوقائية والنصائح التي تساعد في تجنب الإصابة بهذا المرض.
ما هو اضطراب ضغط الدم؟
ضغط الدم هو القوة التي يُمارسها الدم على جدران الأوعية الدموية عندما يضخ القلب الدم فيها. يُقاس ضغط الدم بوحدتين: الضغط الانقباضي، والذي يحدث عندما ينقبض القلب ويدفع الدم إلى الأوعية الدموية، والضغط الانبساطي، الذي يحدث عندما يسترخي القلب بين النبضات. تُقاس هذه القيم بوحدات “ملم من الزئبق” (mmHg).
في الحالة الطبيعية، يتراوح ضغط الدم السليم لدى البالغين بين 90/60 و 120/80 ملم زئبقي. أما إذا ارتفعت القراءة إلى 130/80 ملم زئبقي أو أكثر، فيعتبر ذلك علامة على اضطراب ضغط الدم، أي ارتفاعه عن المستوى الطبيعي. يُعرَف ارتفاع ضغط الدم أيضًا بالضغط الدموي المرتفع، ويشمل مرحلتين رئيسيتين:
-
ارتفاع ضغط الدم من المرحلة 1: حيث تتراوح القراءة بين 130/80 و 139/89.
-
ارتفاع ضغط الدم من المرحلة 2: حيث تتجاوز القراءة 140/90 ملم زئبقي.
أسباب اضطراب ضغط الدم
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب ضغط الدم، بعضها يعود إلى عوامل وراثية أو بيئية، في حين أن بعضها الآخر يمكن الوقاية منه. من بين هذه الأسباب:
-
العوامل الوراثية: يمكن أن يكون التاريخ العائلي للمرض أحد العوامل المؤثرة في ارتفاع ضغط الدم. إذا كان أحد الوالدين يعاني من اضطراب في ضغط الدم، فإن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة به.
-
التغذية غير السليمة: يتسبب تناول الطعام الغني بالصوديوم (الملح)، الدهون المشبعة، والسكريات المضافة في زيادة احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم. يساهم الصوديوم في احتباس السوائل في الجسم، مما يزيد من الضغط على الأوعية الدموية.
-
قلة النشاط البدني: عدم ممارسة الرياضة بانتظام يزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم. الرياضة تساهم في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وبالتالي تحافظ على ضغط الدم في المستوى الطبيعي.
-
التوتر والضغوط النفسية: يؤدي التوتر المزمن إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، وقد يساهم مع مرور الوقت في زيادة احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم إذا لم يتم التحكم فيه.
-
التدخين والكحول: التدخين يزيد من تصلب الشرايين، مما يرفع من ضغط الدم. كما أن استهلاك الكحول بكميات كبيرة يؤدي إلى زيادة في ضغط الدم ويؤثر سلبًا على صحة الأوعية الدموية.
-
السمنة: الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم. الدهون الزائدة في الجسم تزيد من مقاومة الأوعية الدموية، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم.
-
العمر: مع تقدم العمر، يصبح الأفراد أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بسبب التغيرات الطبيعية في الأوعية الدموية وعضلة القلب.
-
المشاكل الصحية المزمنة: الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض الكلى تزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم، حيث تؤثر هذه الحالات على قدرة الجسم في تنظيم ضغط الدم بشكل صحيح.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
غالبًا ما يُطلق على ارتفاع ضغط الدم “القاتل الصامت”، لأنه لا يظهر له أعراض واضحة في المراحل المبكرة. قد لا يشعر الشخص بأي ألم أو عدم راحة رغم أن ضغط دمه مرتفع. ومع مرور الوقت، يمكن أن تظهر بعض الأعراض التي قد تشير إلى ارتفاع ضغط الدم، مثل:
-
صداع شديد.
-
دوار أو شعور بعدم التوازن.
-
نزيف في الأنف.
-
صعوبة في التنفس.
-
آلام في الصدر.
-
تغيرات في الرؤية.
إذا تم تجاهل هذه الأعراض أو عدم معالجتها، فإن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل النوبات القلبية، السكتات الدماغية، الفشل الكلوي، وأمراض الأوعية الدموية.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
إذا لم يتم التحكم في ارتفاع ضغط الدم بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات صحية متعددة تهدد الحياة. من بين هذه المضاعفات:
-
أمراض القلب: يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة سمك جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.
-
السكتة الدماغية: ارتفاع ضغط الدم هو أحد الأسباب الرئيسية للسكتات الدماغية، حيث قد يؤدي إلى انفجار أو انسداد الأوعية الدموية في الدماغ.
-
فشل الكلى: ارتفاع ضغط الدم المزمن يمكن أن يضر بالأوعية الدموية في الكلى، مما يؤدي إلى الفشل الكلوي.
-
تلف الأوعية الدموية في العين: يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تضرر الأوعية الدموية في العين، مما يؤثر على الرؤية وقد يسبب العمى.
-
أمراض الشرايين الطرفية: يمكن أن يساهم ارتفاع ضغط الدم في تدهور صحة الأوعية الدموية في الأطراف، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الشرايين الطرفية.
نصائح للوقاية من ارتفاع ضغط الدم
لحسن الحظ، يمكن الوقاية من ارتفاع ضغط الدم أو تقليص خطر الإصابة به باتباع بعض العادات الصحية التي تؤثر بشكل إيجابي على ضغط الدم. إليك بعض النصائح الفعالة:
1. اتباع نظام غذائي صحي
تناول الطعام الصحي يلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على ضغط الدم في المستوى الطبيعي. من أهم النقاط التي يجب مراعاتها في النظام الغذائي:
-
تقليل تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم (الملح) والحد من الأطعمة المصنعة.
-
زيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
-
تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم، مثل الموز، البطاطا، السبانخ، والفاصوليا.
-
تجنب الأطعمة الدهنية والمقلية، والتركيز على الأطعمة الغنية بالدهون الصحية مثل الأسماك الدهنية، والمكسرات، وزيت الزيتون.
2. ممارسة الرياضة بانتظام
التمارين الرياضية تساهم في تقوية القلب والأوعية الدموية، مما يحسن القدرة على ضخ الدم بشكل أكثر كفاءة. يُنصح بممارسة تمارين متوسطة مثل المشي السريع، السباحة، أو ركوب الدراجة لمدة 30 دقيقة على الأقل خمس مرات في الأسبوع.
3. الابتعاد عن التدخين والكحول
التدخين يسبب تضيق الأوعية الدموية مما يزيد من ضغط الدم. كذلك، يجب الحد من تناول الكحول لأنه يرفع ضغط الدم ويساهم في تلف الأوعية الدموية.
4. إدارة التوتر
التوتر والضغوط النفسية تؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم. لذلك، من المهم تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، التأمل، واليوغا لتقليل مستويات التوتر.
5. الحفاظ على وزن صحي
يعد الحفاظ على وزن صحي أحد العوامل المهمة في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم. الأشخاص الذين يعانون من السمنة يجب عليهم اتباع خطة غذائية متوازنة وبرنامج رياضي لفقدان الوزن.
6. الفحوصات المنتظمة
يجب على الأشخاص الذين يعانون من عوامل الخطر أو الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 40 عامًا أن يقوموا بفحص ضغط الدم بشكل دوري. الفحص المبكر يساعد في اكتشاف أي تغيرات قد تحدث في ضغط الدم وبالتالي اتخاذ الإجراءات الوقائية في وقت مبكر.
7. الحد من تناول الكافيين
الكافيين قد يسبب ارتفاعًا مؤقتًا في ضغط الدم لدى بعض الأشخاص. من الأفضل الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي.
خاتمة
إن الوقاية من اضطراب ضغط الدم تبدأ بتبني نمط حياة صحي يتضمن التغذية السليمة، ممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب العوامل المسببة مثل التدخين والكحول. علاوة على ذلك، من المهم الحفاظ على متابعة ضغط الدم بانتظام للكشف المبكر عن أي ارتفاع قد يحدث.
