أفضل النصائح للعمل من المنزل في ظل انتشار فيروس كورونا
لقد أحدث انتشار فيروس كورونا تغيرات جذرية في طريقة حياتنا اليومية، وأدى إلى فرض إجراءات التباعد الاجتماعي في جميع أنحاء العالم. واحدة من أبرز هذه التغييرات كانت التحول المفاجئ للعمل عن بُعد، حيث اضطُر العديد من الموظفين في مختلف القطاعات إلى التكيف مع بيئة العمل المنزلية. ومع مرور الوقت، أصبح العمل من المنزل خيارًا شائعًا للكثيرين، بل وأصبح ضروريًا في بعض الحالات، مما دفعنا للبحث في أفضل الطرق لتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية وتحقيق الإنتاجية العالية في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
أهمية العمل عن بُعد في ظل جائحة كورونا
في بداية الجائحة، كان العمل من المنزل بمثابة تدبير مؤقت، لكن مع مرور الوقت أصبح أكثر استدامة. اتجهت العديد من الشركات إلى توفير بيئة العمل الرقمية التي تدعم التواصل عن بُعد، مما جعل العمل من المنزل خيارًا مستدامًا للكثير من الموظفين في القطاعات المختلفة مثل التقنية، التسويق، التعليم، وغيرها. على الرغم من مزايا العمل عن بُعد مثل توفير الوقت وتقليل التكاليف، إلا أنه يعرض الموظفين لتحديات متعددة تتطلب القدرة على التكيف وتنظيم الوقت بشكل فعال.
أهمية التنظيم الشخصي
أحد أكبر التحديات التي يواجهها الأشخاص العاملون من المنزل هو التوفيق بين الحياة المهنية والشخصية. يمكن أن تصبح حدود العمل غير واضحة، مما يؤدي إلى مشاكل تتعلق بالتأخير في إنجاز المهام أو الانشغال بالأنشطة المنزلية. لذلك، يُعد التنظيم الشخصي أمرًا حاسمًا لتحقيق النجاح في بيئة العمل عن بُعد.
1. تحديد روتين يومي
من الضروري أن يبدأ العامل يومه بروتين محدد يتضمن وقتًا للاستيقاظ، وتناول الفطور، والتحضير للعمل، ثم البدء في المهام. تحديد أوقات ثابتة للعمل والراحة يساهم في بناء بيئة عمل من المنزل تشبه بيئة المكتب التقليدي.
2. تخصيص مكان مخصص للعمل
على الرغم من أنه قد يكون من المغري العمل من السرير أو الأريكة، فإن تخصيص مساحة محددة للعمل يمكن أن يساعد في فصل الحياة الشخصية عن الحياة المهنية. يمكن أن يكون مكتبًا صغيرًا أو زاوية هادئة في المنزل، المهم أن تكون مريحة وتعزز من التركيز.
3. تحديد ساعات العمل بوضوح
من المهم تحديد ساعات عمل ثابتة تلتزم بها خلال اليوم، مع الحرص على عدم العمل بعد ساعات العمل المعتادة لتجنب الانهاك العقلي والجسدي. إذا كنت تعمل في فرق متعددة المواقع أو مناطق زمنية مختلفة، فحاول تنسيق ساعات عملك مع فريقك لتفادي التداخل.
تقنيات تعزيز الإنتاجية
إحدى أكبر مخاوف العمل عن بُعد هي فقدان الإنتاجية بسبب قلة التركيز. بينما يعاني البعض من التشتت بسبب وجود أفراد العائلة أو المهام المنزلية، يعاني آخرون من قلة التفاعل الاجتماعي المباشر مع الزملاء. وفيما يلي بعض التقنيات التي يمكن أن تساعد في تعزيز الإنتاجية عند العمل من المنزل:
1. استخدام أدوات إدارة الوقت
تُعد أدوات إدارة الوقت مثل “Trello” و “Asana” من أهم الأدوات التي تساهم في تنظيم المهام والأنشطة اليومية. هذه الأدوات تساعد في تقسيم العمل إلى مهام صغيرة، وتوفر ميزة المتابعة الفعالة لإنجاز المهام وفقًا للمواعيد المحددة.
2. تقنيات “Pomodoro”
تقنية “Pomodoro” هي طريقة فعالة لزيادة الإنتاجية وتقليل التشتت. تقوم هذه التقنية على العمل لمدة 25 دقيقة متواصلة، تليها 5 دقائق من الراحة. بعد أربع دورات، تأخذ استراحة أطول. تساعد هذه الطريقة في الحفاظ على التركيز وتقليل الشعور بالتعب.
3. الحد من التشتت
يُعد التشتت من أكبر العوائق أمام العمل من المنزل، حيث يمكن أن تكون المهام المنزلية أو الإشعارات الهاتفية سببًا في تراجع الإنتاجية. من الأفضل إيقاف الإشعارات غير المهمة أثناء ساعات العمل، كما يُنصح باستخدام سماعات الأذن لمنع أي أصوات مزعجة قد تؤثر على التركيز.
الحفاظ على التواصل الاجتماعي
بينما يوفر العمل من المنزل المرونة والراحة، فإنه قد يؤدي أيضًا إلى الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية. من المهم أن تتواصل بشكل دوري مع زملائك في العمل لتبقى على اتصال وتعزز من روح الفريق.
1. استخدام أدوات التواصل عن بُعد
تُعد منصات مثل “Zoom”، “Microsoft Teams”، و “Slack” من الأدوات الأساسية التي تساهم في الحفاظ على تواصل فعال مع الزملاء والعملاء. من خلال هذه المنصات، يمكنك عقد اجتماعات دورية، والتفاعل مع فريقك، وتبادل الأفكار والملاحظات.
2. تخصيص وقت للتفاعل غير الرسمي
لا ينبغي أن تقتصر الاجتماعات على المهام المهنية فقط، بل يجب تخصيص وقت للتفاعل غير الرسمي مع الزملاء. يمكن أن تتضمن هذه الفترات المحادثات القصيرة عبر الفيديو أو حتى إقامة جلسات افتراضية اجتماعية لتعزيز التفاعل الإنساني.
3. تقديم الدعم والتشجيع
يعتبر تقديم الدعم المتبادل بين الزملاء في العمل من العوامل التي تساهم في تحسين الأداء وتعزيز الرفاهية النفسية. من خلال إرسال رسائل تشجيعية، أو مشاركة النجاحات الصغيرة، يُمكنك تعزيز شعور التقدير والإيجابية في فريق العمل.
العناية بالصحة النفسية والجسدية
العمل من المنزل قد يؤدي إلى تحديات تتعلق بالصحة النفسية والجسدية بسبب قلة الحركة أو التوتر الناتج عن ضغوط العمل. من المهم تخصيص وقت للاعتناء بالصحة والرفاهية الشخصية.
1. ممارسة الرياضة
من الضروري تخصيص وقت يومي لممارسة الرياضة، حتى لو كانت تمارين بسيطة في المنزل. يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تقليل التوتر، وزيادة التركيز، وتحسين الصحة العامة.
2. أخذ فترات راحة منتظمة
من المهم أن تأخذ فترات راحة منتظمة خلال يوم العمل. فترات الراحة القصيرة تُساعد في تجديد النشاط وزيادة الإنتاجية. حاول الابتعاد عن الكمبيوتر أو الهاتف لبضع دقائق، أو التوجه إلى الحديقة للحصول على هواء نقي.
3. إدارة التوتر
العمل من المنزل قد يسبب زيادة في مستويات التوتر بسبب ضغوط العمل المستمرة. لذا من الضروري تبني تقنيات لإدارة التوتر مثل التأمل، أو القراءة، أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة. كما أن أخذ قسط كافٍ من النوم يعد من أهم العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على الأداء العقلي والجسدي.
التعامل مع العائلة والمسؤوليات المنزلية
يواجه العديد من الموظفين تحديات إضافية عند العمل من المنزل بسبب المسؤوليات العائلية. التوازن بين العمل والمنزل يمكن أن يكون صعبًا في بعض الأحيان، ولكن هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في إدارة هذه المسؤوليات بشكل أفضل.
1. التواصل مع أفراد العائلة
من المهم أن يكون هناك اتفاق واضح مع أفراد العائلة بشأن ساعات العمل والالتزامات المنزلية. توضيح حدود العمل وتخصيص وقت خاص للعمل ووقت آخر للعائلة يساعد في تجنب التداخل بين المهام.
2. تحديد المهام المنزلية
توزيع المهام المنزلية بشكل عادل بين أفراد الأسرة يمكن أن يساعد في تقليل العبء عليك. من خلال تنظيم جدول أسبوعي للمهام المنزلية، يُمكن تجنب الشعور بالإرهاق الناتج عن الجمع بين العمل والمسؤوليات العائلية.
3. الاستفادة من التكنولوجيا في تنظيم المنزل
استخدام التطبيقات والمنصات الرقمية لتنظيم العمل المنزلي مثل “Google Calendar” أو “Cozi” يمكن أن يسهم في ترتيب المهام المنزلية وتحديد الأوقات المناسبة للقيام بها.
الخاتمة
العمل من المنزل في ظل انتشار فيروس كورونا يتطلب مزيجًا من التنظيم الشخصي، وإدارة الوقت بفعالية، والتواصل المستمر مع الزملاء، والعناية بالصحة الجسدية والنفسية. من خلال تبني أساليب العمل هذه، يمكن للفرد أن يحقق نجاحًا في بيئة العمل عن بُعد، ويحافظ على توازن جيد بين العمل والحياة الشخصية، بل ويستفيد من المرونة التي يوفرها العمل من المنزل في تحسين جودة الحياة بشكل عام.
