في أعقاب النزاع العالمي الثاني، حيث كانت الحرب تلوح في الأفق وتسود الظروف الاستثنائية، تناولت الكاتبة البارعة جين سلون في كتابها “She Flew Bombers: From the Factories to the Bases During World War II” قصة ملهمة ترسم صورة تاريخية حية للنساء اللواتي شاركن في الحرب على الجبهات البعيدة.
يتأمل القارئ في صفحات هذا الكتاب الذي يعتبر مصدرًا غنيًا بالمعلومات في تجربة النساء اللواتي أسهمن في جهد الحرب بطريقة لم تكن تلك الفترة الزمنية تعتبر فيها مكانًا مناسبًا لمشاركة النساء في مثل هذه الدور البطولية.
تركز الكاتبة بمهارة فائقة على تسليط الضوء على دور المرأة في إنتاج الطائرات القتالية في المصانع، حيث تخطو النساء على خطى الرجال في عالم الصناعة الثقيلة، وتضع بصمتها الفعّالة في تحقيق التقدم الصناعي الحيوي للجبهة العسكرية. يتخلل الكتاب قصصاً شخصية لنساء شجاعات عملن على تجميع القطع وتجميع الطائرات، مما يجسد بشكل واقعي الروح القتالية والإصرار اللامتناهي الذي أظهرنه في وجه التحديات الضخمة التي واجهنها.
من ثم، يقوم المراجع ديفيد ستابلباين بمراجعة موثقة للكتاب، حيث يستعرض الجوانب التاريخية بدقة ويبرز الجهود الاستثنائية للنساء في هذا السياق. يعكس تاريخ الاستعراض الذي يعود إلى 6 يناير 2017 تقديرًا كبيرًا للكتاب ويؤكد على أهميته في تسليط الضوء على فترة تاريخية غنية بالأحداث والتحولات.
من خلال تقديم هذا الكتاب المميز، تكمن أهميته في إلقاء الضوء على جوانب قليلة معروفة من تاريخ الحرب العالمية الثانية، والتي تبرز الدور المهم والحيوي الذي لعبته المرأة في سياق الإنتاج الحربي. يشكل الكتاب مساهمة قيمة ومفيدة لمن يسعى لفهم أبعاد وتفاصيل هذه الحقبة الزمنية المحورية، ويعد قطعة أدبية تاريخية غنية تستحق القراءة.