نجم ميرا: العملاق الأحمر

نجم ميرا (Mira)

يعتبر نجم ميرا، المعروف أيضاً باسم Omicron Ceti، من النجوم المميزة في سماء الليل. يقع هذا النجم في كوكبة الحوت، ويعد من النجوم العملاقة المثيرة للاهتمام، خاصةً بسبب تباين سطوعه وخصائصه الفريدة.

المسافة والبعد

يبعد نجم ميرا عن الأرض حوالي 418.47 سنة ضوئية. هذا البعد الكبير يجعل من الصعب رؤيته بالعين المجردة، إلا أنه يتمتع بسطوع ملحوظ عندما يصل إلى ذروته. يعكس هذا البعد الواسع مكانته في الفضاء ويدل على مقياس الحجم الفلكي الذي يتمتع به.

الخصائص الفيزيائية

يتميز نجم ميرا بعدة خصائص فيزيائية تجعل منه موضوعاً مثيراً للاهتمام في علم الفلك:

• السطوع: يمتلك ميرا سطوعًا يعادل 8702.9 ضعف سطوع الشمس. يجعل هذا السطوع العالي ميرا واحدًا من أكثر النجوم لمعانًا في كوكبة الحوت، مما يسهل التعرف عليه في السماء.

• القطر: يتمتع ميرا بنصف قطر يعادل حوالي 370.08 ضعف قطر الشمس. هذا الحجم الضخم يشير إلى أن النجم قد انتفخ بسبب استنفاذ وقوده النووي، مما يجعله في مرحلة متقدمة من تطوره.

• درجة الحرارة: تبلغ درجة حرارة ميرا حوالي 2943.15 كلفن. تعتبر هذه الدرجة منخفضة نسبياً مقارنة بالنجوم الأكثر حرارة، مما يضع ميرا في فئة النجوم الحمراء العملاقة، حيث تتصف هذه النجوم بلونها الأحمر بسبب درجات حرارتها المنخفضة.

• الطيف: يتم تصنيف ميرا ضمن النجوم من النوع الطيفي M7IIIe. يشير هذا التصنيف إلى أنه نجم عملاق (III) ومن النوع M، مما يعني أنه يشع الضوء في نطاق الأطوال الموجية الحمراء. الحرف “e” في تصنيفه يشير إلى وجود خطوط انبعاث، مما يدل على وجود نشاطات غازية نشطة حوله.

التطور والنهاية

يمر نجم ميرا بمراحل مختلفة من التطور، حيث ينفد وقوده النووي تدريجياً ويبدأ في الانتفاخ. ومن المتوقع أن ينتهي هذا النجم بموته كقزم أبيض بعد أن يفقد طبقاته الخارجية نتيجة لعمليات التفاعل والضغط في قلبه.

الخاتمة

نجم ميرا هو مثال رائع على التنوع الموجود في الكون، حيث يجمع بين الجمال والغرابة. يجذب الباحثين وعشاق الفلك بخصائصه الفريدة وتاريخه الغني. يعتبر دراسة هذا النجم فرصة لفهم أعمق لتطور النجوم العملاقة وكيفية تأثيرها على المحيطات الكونية. مع مرور الوقت، يظل ميرا واحداً من أبرز النجوم في سماء الليل، مما يتيح للناس استكشاف عجائب الكون.