عندما نتحدث عن “نار في صهيون: البحث الإسرائيلي الفلسطيني عن السلام”، ندخل إلى عالم مليء بالتحديات والأمل، حيث يروي الصحفي الأمريكي البارز مارك بيري العملية التاريخية المثيرة للتوصل إلى السلام في الشرق الأوسط، بدءًا من عام 1988 حتى اليوم.
إن اللقاء التاريخي على مروج البيت الأبيض في 13 سبتمبر 1993، كان الخطوة الأكثر أهمية نحو حل الحرب الدموية التي استمرت أربعين عامًا بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. كانت المصالحة الرسمية بين ياسر عرفات الخائف وإيتزحاك رابين المتردد نتيجة عملية طويلة وشاقة كانت جذورها في سنوات من الاتصالات التجريبية بين الطرفين.
من تل أبيب والقدس إلى مدريد وأوسلو، يحكي “نار في صهيون” القصة المذهلة للبحث الإسرائيلي الفلسطيني عن السلام – والأحداث الحارقة والمأساوية التي أدت إلى اتفاق السلام. في هذا الكتاب، يوثق الصحفي مارك بيري من واشنطن لأول مرة التاريخ الكامل لاتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. يمتد الكتاب على مدى الفترة من ديسمبر 1987 حتى توقيع الاتفاق النهائي على مروج البيت الأبيض، حيث يرسم صورًا حية لأهم الشخصيات السياسية والدبلوماسية في عصرنا والأشخاص الذين جعلوا السلام ممكنًا: رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، رئيس الوزراء الإسرائيلي يتسحاك رابين، وزير الخارجية السابق جيمس بيكر، وغيرهم من الشخصيات. في كل حالة، تم منح الكاتب وصولًا غير عادي إلى صانعي القرار الذين جلبوا الخصمين إلى طاولة السلام.
“نار في صهيون” يبدأ حيث انتهى “من بيروت إلى القدس” – كاشفًا بتفاصيله الوقتية والمثيرة عن كيفية تسوية الصراع في الشرق الأوسط ببطء الآن. يقدم الكاتب تعليقًا حادًا على الانقسامات بين اليهود الأمريكيين والإسرائيليين، والصراع داخل منظمة التحرير الفلسطينية، والنضال من أجل السلام داخل الحكومة الإسرائيلية، والمعارك العنيفة في إدارتي بوش وكلينتون حول شكل السلام في الشرق الأوسط.
“نار في صهيون” ليس مجرد سرد درامي للمؤامرات الدولية؛ بل هو أيضًا ملحمة لشعبين مختلفين جدًا، وحلمين مختلفين. هنا أصوات الفلسطينيين والإسرائيليين الفردية التي غالبًا ما لم تُسمع، رجالًا ونساءً وأطفالًا، يجدون أنفسهم في بحث يائس عن السلام، يجدون أنفسهم عالقين في صراع مميت ويبدو أنه لا ينتهي.
يأخذ هذا الكتاب القارئ في رحلة من أريحا في الأراضي المحتلة إلى جيريكو، نيويورك، من مخيمات اللاجئين الرثة في قطاع غزة إلى الدرج الصخري في بيت لحم، من مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس إلى قاعات الكنيست.
مع كل صفحة تقرأها من “نار في صهيون”، ستغوص في عمق التاريخ والإنسانية، وستفهم بشكل أكبر التحديات والتضحيات والآمال التي شكلت مسار البحث عن السلام في الشرق الأوسط. إنها قصة لا تُنسى، مليئة بالتأملات والدروس التي لا تزال تعطي إشارات عن الحاضر والمستقبل، تاريخ محمل بالمأساة والتحديات والشجاعة والأمل في قلب الشرق الأوسط.