ناجي وحيد في كولومبيا

في الثالث من أكتوبر عام 1934، وقع حادث طائرة مأساوي في جنوب أمريكا، تحديدًا في كولومبيا، على يد شركة بان أميريكان إير وشركة سكادتا التابعة لها. كانت الطائرة المتورطة في هذا الحادث رحلة داخلية، حيث كانت متجهة من كويدو إلى كارتاجو، وكانت من طراز سيكورسكي إس-38 المائية. رقم التسجيل للطائرة كان NC-9107. كان على متن الطائرة 6 أشخاص، ومن بينهم 5 لقوا حتفهم، فيما لم يتأثر الأرض بالحادث.

تدور قصة هذا الحادث الفظيع حول نيوتن سي. مارشال، مدير عام شركة جنوب أمريكا للذهب والبلاتين، الذي كان الناجي الوحيد من الحادث المروع. بعد تحطم الطائرة في الغابة الكولومبية المعروفة بلقب “الجحيم الأخضر”، عثر خمسة من قبيلة جويجيرا الأصلية، والذين كانوا يتجولون على قواربهم في نهر أوريبي، على بقايا ملابس وجثث الضحايا، وأجزاء من حطام الطائرة. وجدوا أيضًا رجلاً كان على قيد الحياة، لكنه كان يعاني من الإرهاق والذهول وكان في حالة نصف جنونية وغير قادر على التحدث. قاموا بنقله عبر الغابة لمسافة تصل إلى سبعة أيام حتى وصلوا به إلى المدينة. تماثل للشفاء لاحقًا، وأظهرت التحقيقات أنه نيوتن سي. مارشال، الناجي الشجاع الذي تغلب على مأساة الطائرة.

يعد هذا الحادث مثالًا بارزًا على البقاء والصمود في ظل الظروف القاسية، حيث استطاع مارشال بمثابة عزيمة وإصرار، البقاء على قيد الحياة والتغلب على مخاطر البرية الكولومبية الخطيرة. كما أنه يسلط الضوء على قوة الإرادة البشرية وقدرتها على التكيف في وجه المصاعب الشديدة، ويظهر الشجاعة الفائقة التي قد يبديها الإنسان في لحظات الأزمات القصوى.