مقال عن جهاز ميرينا (Mirena) كوسيلة لمنع الحمل
يُعد جهاز “ميرينا” (Mirena) أحد الوسائل الحديثة والفعالة في مجال منع الحمل، ويعمل على توفير راحة طويلة الأمد للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة فعالة وآمنة لتحديد النسل. تمثل ميرينا نوعًا من أجهزة اللولب الهرموني الذي يتم زرعه داخل الرحم ليقوم بإطلاق هرمون البروجستين ببطء طوال فترة استخدامه. هذا الجهاز، الذي تم اعتماده في العديد من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل خيارًا مثاليًا للعديد من النساء، لكن قد تظهر بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على تجربة البعض مع هذا الجهاز. في هذا المقال، سوف نتناول تأثير جهاز ميرينا، مميزاته، بعض التجارب الشخصية، وفترة الموافقة عليه من قبل الهيئات الصحية.
ما هو جهاز ميرينا وكيف يعمل؟
يعد جهاز ميرينا أحد أنواع اللولب الهرموني الذي يتم زرعه داخل الرحم بواسطة الطبيب. يُفرز الجهاز هرمون البروجستين بشكل مستمر إلى داخل الرحم، وهو ما يؤدي إلى منع الحمل بعدة طرق. من أبرز هذه الطرق:
- زيادة سماكة المخاط في عنق الرحم، مما يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة.
- تغيير في بطانة الرحم بحيث لا تصبح مواتية لزرع البويضة.
- تقليل فرص التبويض بشكل عام.
ويستمر تأثير جهاز ميرينا لمدة تصل إلى خمس سنوات، لكن يمكن إزالته في أي وقت في حال رغبت المرأة في الحمل أو في حال حدوث أي مشكلة صحية تتعلق بالجهاز.
فعالية جهاز ميرينا
تتمثل إحدى أكبر مزايا جهاز ميرينا في فعاليته العالية في منع الحمل. بحسب الدراسات السريرية، يقدر معدل فعالية ميرينا بحوالي 99.8%، مما يجعله من الخيارات الأكثر أمانًا وكفاءة لمنع الحمل. هذا يعني أن فرص حدوث حمل مع استخدام جهاز ميرينا بشكل صحيح تكاد تكون معدومة. على الرغم من فعاليته العالية، إلا أن بعض النساء قد يعانين من مشاكل صحية أو آثار جانبية مرتبطة باستخدامه، مما يستدعي اتخاذ الحذر واتباع التعليمات الطبية بعناية.
تقييم فاعلية جهاز ميرينا من قبل المرضى
رغم فعاليته العالية، إلا أن بعض المرضى قد يعانون من آثار جانبية غير مرغوب فيها، والتي قد تؤثر على تجربتهم مع جهاز ميرينا. من بين التقييمات التي تم جمعها من بعض المرضى، يمكننا أن نلاحظ تفاوتًا في التجربة بين المستخدمين. أحد المراجعات الشخصية لجهاز ميرينا وردت من امرأة قالت إنها جربت الجهاز مرتين. في البداية، لم تواجه أي مشاكل، وكانت الدورة الشهرية قد توقفت تمامًا بعد تركيب الجهاز الأول، كما لم تواجه أي حالات حمل غير مرغوب فيها. ومع ذلك، كانت تجربتها الثانية مع الجهاز مختلفة تمامًا. حيث قالت في تقييمها: “الجهاز الثاني لم ينجح لي على الإطلاق! شعرت كما لو أنني أفقد السيطرة على حياتي تمامًا، وقد اكتشفت في النهاية أن القلق كان مرتبطًا به! بعد أن تمت إزالة الجهاز، خضعت لمدة 12 شهرًا من العلاج النفسي. كنت دائمًا شخصًا قلقًا، لكن جهاز ميرينا دفع ذلك إلى مستويات غير مسبوقة”. هذه التجربة تشير إلى أن تأثيرات الجهاز قد تختلف بشكل كبير بين الأفراد، حيث يمكن لبعض النساء أن يعانين من قلق مفرط أو مشاكل نفسية أخرى عند استخدامه.
في تقييم آخر، تم إعطاء جهاز ميرينا تقييمًا متوسطًا من قبل مراجع، حيث أشارت إلى أنه جهاز فعال في منع الحمل ولكن يسبب بعض الآثار الجانبية التي تؤثر على الصحة النفسية لبعض النساء، مما يساهم في انخفاض فعاليته في أعين هؤلاء المرضى. التقييم العام للفعالية بلغ 3 من 5، مما يعكس بعض التحديات التي قد تواجه بعض المستخدمين.
الآثار الجانبية المحتملة لجهاز ميرينا
على الرغم من أن جهاز ميرينا يُعتبر آمنًا لمعظم النساء، إلا أن هناك مجموعة من الآثار الجانبية التي قد تظهر عند بعض المستخدمين. من بين هذه الآثار:
- التقلبات المزاجية: قد تشعر بعض النساء بتغيرات في المزاج أو زيادة في القلق أو الاكتئاب، وهو ما قد يؤثر على تجربتهن مع الجهاز.
- الدورة الشهرية: قد تتوقف الدورة الشهرية بشكل كامل أو قد تصبح غير منتظمة، مما يسبب بعض الانزعاج للنساء.
- الألم أو الانزعاج في منطقة الحوض: بعض النساء قد يشعرن بعدم الراحة أو الألم بعد تركيب الجهاز، وهو أمر قد يستمر لفترة قصيرة.
- النزيف غير الطبيعي: قد يحدث نزيف بين الدورات الشهرية في البداية، وهو ما يمكن أن يسبب قلقًا لبعض المستخدمين.
- التهاب الحوض أو العدوى: في بعض الحالات النادرة، قد يتعرض المستخدمون لعدوى في منطقة الرحم بعد تركيب الجهاز.
تاريخ الموافقة على جهاز ميرينا
تمت الموافقة على جهاز ميرينا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في العاشر من مايو لعام 2017، وقد تم اعتماده بعد العديد من التجارب السريرية والدراسات التي أثبتت فعاليته العالية في منع الحمل. منذ ذلك الوقت، أصبح ميرينا أحد الخيارات الأكثر شيوعًا بين النساء اللواتي يرغبن في وسيلة منع حمل فعالة وطويلة الأمد.
عدد مرات وصف جهاز ميرينا
منذ طرح جهاز ميرينا في الأسواق، أصبح من الخيارات المفضلة للعديد من النساء. يتم وصف جهاز ميرينا بشكل متكرر من قبل الأطباء في حالات متعددة، حيث بلغ عدد مرات وصفه حتى الآن حوالي 8 مرات وفقًا لبعض التقارير الطبية. يتزايد استخدام جهاز ميرينا عامًا بعد عام بفضل فعاليته وسهولة استخدامه مقارنةً مع بعض وسائل منع الحمل الأخرى.
الخلاصة
جهاز ميرينا يُعتبر واحدًا من أبرز وسائل منع الحمل المتوفرة حاليًا بفضل فعاليته العالية ومدى استمراريته. وعلى الرغم من كفاءته العالية في منع الحمل، إلا أن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية نفسية أو جسدية تؤثر على تجربتهن مع هذا الجهاز. يجب على النساء اللواتي يفكرن في استخدام جهاز ميرينا استشارة الطبيب بشكل دقيق لمعرفة مدى ملاءمته لاحتياجاتهن الشخصية، وكذلك لمتابعة الحالة الصحية أثناء فترة استخدامه.