مُركب “ميرينا” (Mirena) هو جهاز داخل الرحم (IUD) يُستخدم بشكل رئيسي كوسيلة لمنع الحمل. يتميز هذا الجهاز بفعاليته في تنظيم الحمل حيث يُفرز هرمون اللويستريدستريل، وهو نوع من هرمونات البروجيستيرون، والذي يساعد في منع الحمل عبر التأثير على عنق الرحم ومخاطه وتغيير البيئة في الرحم نفسه مما يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة. إضافة إلى ذلك، يعمل على منع التبويض بشكل جزئي مما يقلل من فرص الحمل بشكل فعال. يعُتبر هذا الجهاز أحد الخيارات الشائعة في وسائل منع الحمل طويلة الأمد، حيث يمكن أن يستمر تأثيره لمدة خمس سنوات بمجرد أن يتم تركيب الجهاز.
الموافقة والتاريخ الطبي:
تمت الموافقة على جهاز ميرينا من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في السادس من ديسمبر لعام 2016، مما جعله متاحًا بشكل قانوني للمراجعين الطبيين في العديد من البلدان. يُعتبر ميرينا من الخيارات الشائعة لمنع الحمل في العديد من العيادات الطبية، وخاصة لدى النساء اللواتي يبحثن عن حل طويل الأمد ولا يرغبن في الاعتماد على طرق منع الحمل المؤقتة مثل الحبوب أو الواقيات.
تجربة المرضى مع جهاز ميرينا:
تختلف تجارب المرضى مع جهاز ميرينا بشكل كبير، إذ أنه على الرغم من فعاليته الكبيرة في منع الحمل، فإن بعض المرضى قد يعانون من آثار جانبية غير متوقعة قد تؤثر على جودة حياتهم. من بين هذه التجارب السلبية، نجد مراجعة مريضة تروي قصة مؤلمة لقرارها باستخدام جهاز ميرينا:
“بالنسبة لي، كان هذا أسوأ قرار اتخذته في حياتي. أعاني من الانتباذ البطاني الرحمي المزمن، مما يعني أنني في ألم دائم على مدار اليوم. اقترح علي الطبيب هذا الجهاز باعتباره “علاجًا” لهذا الألم. لقد أقسم لي الطبيب بكل تأكيد أنه سيساهم في التخفيف من معاناتي. لكن منذ اليوم الذي تم فيه تركيب الجهاز، بدأت أواجه نزيفًا غزيرًا لدرجة أنني كنت بحاجة لتغيير الفوطة كل 40 إلى 90 دقيقة. لم أتعرض لمثل هذه الآلام في حياتي. لقد استشرت العديد من الأطباء والطوارئ، لكن لا أحد يبدو أنه يعرف كيف يعالج المشكلة، ولا أحد يوافق على إزالة هذا الجهاز اللعين. كن حذرًا جدًا في اتخاذ هذا القرار!”
تُظهر هذه التجربة مدى المعاناة التي قد يعاني منها بعض المرضى عند استخدام جهاز ميرينا. وعلى الرغم من أن هذا الجهاز يعد فعالًا في العديد من الحالات، إلا أن تأثيره الجانبي قد يكون غير متوقع لبعض الأفراد الذين يعانون من حالات صحية خاصة مثل الانتباذ البطاني الرحمي.
فعالية جهاز ميرينا:
تتفاوت تقييمات فعالية جهاز ميرينا بناءً على تجارب المرضى، حيث تشير دراسة فاعليته إلى أن جهاز ميرينا يمنع الحمل بنسبة فعالية تصل إلى 99%، مما يجعله من أكثر وسائل منع الحمل أمانًا وكفاءة. ولكن، على الرغم من هذه الفعالية العالية، فإن بعض المرضى مثل المراجعة السابقة قد لا يحصلون على الفوائد المرجوة، بل قد يتعرضون لآثار جانبية شديدة قد تؤثر على حياتهم اليومية.
من أبرز الآثار الجانبية التي قد يعاني منها المرضى عند استخدام جهاز ميرينا:
- النزيف الغزير أو غير المنتظم.
- الألم أو الانزعاج في منطقة الحوض.
- تغيرات في المزاج.
- الصداع.
- آلام في الثدي.
ورغم أن هذه الآثار الجانبية قد تكون مؤقتة وتخف مع مرور الوقت، إلا أن البعض قد يعاني منها لفترات أطول مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم الشخصية والصحية.
الموافقة الطبية والتوصيات:
على الرغم من فعالية جهاز ميرينا، إلا أنه من الضروري أن يكون قرار استخدامه مستندًا إلى استشارة طبية شاملة. يتعين على النساء اللواتي يعانين من حالات صحية خاصة مثل الانتباذ البطاني الرحمي أو أي مشكلات صحية متعلقة بالحوض أو الرحم، أن يتحدثن مع الطبيب بشكل دقيق حول الآثار الجانبية المحتملة ومدى ملاءمة هذا الجهاز لهن. لا ينبغي أن يُعتمد جهاز ميرينا إلا بعد تقييم دقيق من الطبيب المعالج لضمان أنه الحل الأنسب للحالة الصحية الخاصة بالمرأة.
من المهم أيضًا أن يُشار إلى أن جهاز ميرينا يتطلب متابعة دورية مع الطبيب للتأكد من أنه لا يسبب أي مشاكل صحية على المدى الطويل. في حال ظهور أي أعراض غير مريحة أو آثار جانبية خطيرة، يجب على المريض مراجعة الطبيب فورًا لتحديد ما إذا كان من الضروري إزالة الجهاز أو استبداله بخيار آخر.
استخدام جهاز ميرينا في منع الحمل:
من المزايا المهمة لجهاز ميرينا أنه لا يحتاج إلى عناية يومية كما في حالة الحبوب أو الطرق المؤقتة الأخرى. بمجرد أن يتم تركيبه، يظل فعالًا لعدة سنوات، مما يجعله خيارًا مريحًا للعديد من النساء اللواتي لا يرغبن في التفكير المستمر في وسائل منع الحمل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون جهاز ميرينا خيارًا مثاليًا للنساء اللواتي لا يمكنهن أو لا يرغبن في استخدام وسائل منع حمل هرمونية فموية.
ومع ذلك، يجب أن يتم تركيب جهاز ميرينا بواسطة طبيب متخصص فقط، حيث يتطلب الأمر فحصًا دقيقًا للتأكد من ملاءمته لصحة الرحم وعدم وجود أي موانع صحية قد تؤثر على سلامة المرأة. بعد تركيب الجهاز، يُنصح بمراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة الحالة الصحية والتأكد من عدم وجود أي مشاكل ناتجة عن استخدامه.
الخلاصة:
جهاز ميرينا يعتبر من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، لكنه ليس خاليًا من المخاطر. تجارب المرضى قد تكون متنوعة، ففي حين أن بعض النساء قد يجدن فيه الحل الأمثل، قد يعاني آخرون من آثار جانبية غير متوقعة قد تؤثر سلبًا على حياتهن اليومية. من المهم أن تتخذ النساء قرار استخدامه بناءً على استشارة طبية شاملة، ومتابعة دقيقة مع الطبيب لضمان سلامته وفعاليته على المدى الطويل.