يعتبر كتاب “منطق الحوار بين الأنا والآخر” للمؤلف عقيل حسين عقيل من الأعمال الفلسفية البارزة التي تثير الفضول والاهتمام بين القرّاء والمثقفين، حيث يتناول قضايا مركزية تتعلق بالتواصل الإنساني والفهم المتبادل بين الأفراد والشعوب.
تأخذنا صفحات هذا الكتاب في رحلة عبر التاريخ والحضارات، حيث يتبيّن لنا المؤلف كيف تعددت اللغات وتنوعت، وكيف ازدهرت الحضارات واختفت، وكيف سادت الشعوب وبادت، لكن في النهاية، بقيت الكلمة هي العامل المشترك الذي بدأ به الخلق.
ومع كل هذا التنوع والتعدد، لم يتمّ التفاهم بين الشعوب، مما يطرح تساؤلات عديدة حول أسباب هذا العجز في التواصل والتفاهم. هل هو بسبب الكلمات الدافئة التي تجتمع بجانب الكلمات الساخنة؟ هل هو نتيجة لتجدد اللقاءات والملتقيات التي تشهد طوابير الشرف وطلقات المدفعية الواحدة والعشرون، دون أن يتم التفاهم؟ أم أن هناك عوامل أخرى تتداخل لتعيق التواصل الفعّال بين الأفراد والمجتمعات؟
وبينما يتقاطع الزمن وتتطوّر التكنولوجيا والعولمة، يظل التفاهم والتواصل يشكلان تحديات كبيرة، حتى في عصر الكوننة والكوكبة والعولمة والأمركة. فلماذا لم يتم التفاهم ولم يحلّ المشكل بعد؟ هذا ما يحاول المؤلف إجابته عبر كتابه، الذي يسعى من خلاله إلى طرح مساهمة بمشروع حضاري لطي الهوّة بين الأنا والآخر.
في ضوء هذه الرحلة الفلسفية، يتخذ المؤلف من النقد والتحليل وسيلة لفهم الظواهر الاجتماعية والثقافية التي تؤثر في التواصل البشري، مسلّطاً الضوء على مكامن العلل والمبررات الموضوعية ومحاولاً إظهار ما تمّ إغفاله أو إخفاؤه في هذا السياق.
“منطق الحوار بين الأنا والآخر”، بغلافه الورقي وصفحاته الـ 222، ينضم إلى رفوف الكتب الفلسفية كمساهمة مهمة في فهم تفاعلات الأفراد والمجتمعات والتحديات التي تواجه عملية التواصل والتفاهم في عصرنا الحالي.