منصة مدرستي للتعليم الرقمي

مدرستي التعليمية: منصة التعليم الرقمي في السعودية

تُعد منصة “مدرستي” التعليمية واحدة من أبرز إنجازات التحول الرقمي في قطاع التعليم بالمملكة العربية السعودية. وُلدت هذه المنصة كاستجابة مباشرة للتحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19، لكنها تحولت لاحقًا إلى نواة متقدمة للتعليم الإلكتروني المستدام، تجمع بين الأساليب التعليمية الحديثة والتقنيات الرقمية المتطورة، وتوفر بيئة تعليمية مرنة، تفاعلية، وآمنة لجميع أطراف العملية التعليمية.

ما هي منصة مدرستي؟

“مدرستي” هي منصة تعليمية رقمية شاملة أطلقتها وزارة التعليم السعودية بهدف ضمان استمرارية التعليم عن بُعد لكافة المراحل التعليمية من الروضة حتى المرحلة الثانوية. توفر المنصة بيئة تعليمية افتراضية تحاكي التعليم الحضوري من حيث التفاعل، الأنشطة، التقييم، والمحتوى، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة إدارة المحتوى والتعلّم LMS.

تم تصميم مدرستي لتلبي احتياجات أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة، وتضم أكثر من 500 ألف معلم ومعلمة، بالإضافة إلى أولياء الأمور وقادة المدارس ومشرفي التعليم، ما يجعلها من أكبر المنصات التعليمية الإلكترونية في العالم العربي.

الخصائص والمزايا التقنية والتعليمية لمنصة مدرستي

1. تعدد المستخدمين وتكامل الأدوار

توفر المنصة بيئة متعددة المستخدمين تتيح لكل طرف أداء مهامه التعليمية بدقة. من أبرز الأدوار في النظام:

• الطالب: يمكنه تلقي الدروس، تقديم الواجبات، التفاعل مع المعلمين والزملاء، وإجراء الاختبارات.

• المعلم: إعداد الحصص الافتراضية، تصميم الاختبارات، متابعة أداء الطلاب.

• ولي الأمر: متابعة الحضور والغياب، الأداء الأكاديمي، والمشاركة في تقويم سلوك الطالب.

• قائد المدرسة: مراقبة جودة العملية التعليمية، التفاعل مع الهيئة التعليمية، وإدارة الجداول والمصادر.

2. المحتوى الرقمي التفاعلي

تمتلك المنصة مكتبة ضخمة من الموارد التعليمية تشمل:

• فيديوهات تعليمية تفاعلية

• كتب إلكترونية بصيغة PDF

• عروض باوربوينت جاهزة

• تمارين وأسئلة تفاعلية متنوعة (الاختيار من متعدد، السحب والإفلات، إلخ)

• تجارب محاكاة علمية للمواد العلمية

3. أدوات تواصل مدمجة

يتوفر داخل المنصة:

• غرف دردشة تعليمية

• منتديات نقاش بين الطلاب والمعلمين

• رسائل داخلية

• تكامل مع تطبيق Microsoft Teams لعقد الفصول الافتراضية

4. نظام تقييم شامل

يعتمد النظام على أدوات تقييم متنوعة:

• اختبارات دورية

• تقييم مستمر من خلال الأنشطة

• نظام تحليل الأداء الأكاديمي باستخدام الذكاء الاصطناعي

• تقارير تفصيلية للطالب والمعلم والإدارة

5. دعم فني وتدريبي مستمر

توفر وزارة التعليم برامج تدريب إلكترونية لمستخدمي المنصة، مع أدلة إرشادية ومقاطع فيديو تعليمية، بالإضافة إلى مركز دعم فني يعمل على مدار الساعة لحل المشكلات التقنية.

طرق التسجيل في منصة مدرستي

لضمان وصول سلس وآمن للمستخدمين، ترتبط المنصة بشكل مباشر بمنصة “توكلنا” الحكومية، حيث يتم استخراج بيانات الدخول منها. وفيما يلي خطوات التسجيل بالتفصيل:

أولًا: للطلاب والمعلمين

1. الدخول إلى منصة “توكلنا” (https://ta.sdaia.gov.sa)

2. تسجيل الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

3. الانتقال إلى خيار “بيانات منصة مدرستي”

4. اختيار اسم المستخدم ونسخ كلمة المرور

5. التوجه إلى منصة مدرستي (https://schools.madrasati.sa)

6. اختيار “تسجيل دخول” عبر “حساب مايكروسوفت”

7. إدخال بيانات الدخول المستخرجة من “توكلنا”

ثانيًا: لأولياء الأمور

1. زيارة الموقع الرسمي لمنصة مدرستي

2. النقر على “تسجيل الدخول عبر نظام نور”

3. إدخال بيانات حساب نور (رقم الهوية وكلمة المرور)

4. بعد الدخول يمكن متابعة تقارير الأبناء، النتائج، الجدول الزمني، وغيرها

روابط الدخول الرسمية لمنصة مدرستي

تكامل مدرستي مع الأنظمة الأخرى

تم تصميم منصة مدرستي لتتكامل مع عدد من الأنظمة الإلكترونية الحكومية والخاصة لتقديم تجربة تعليمية سلسة، ومن أبرزها:

• نظام نور: لإدارة المعلومات التعليمية والبيانات الإدارية.

• منصة توكلنا: لاستخراج بيانات الدخول الآمنة.

• Microsoft Teams: لإجراء الفصول الافتراضية المباشرة.

• منصة “عين” التعليمية: لتوفير دروس مسجلة لجميع المراحل الدراسية.

• منصة “روّاد المستقبل”: لدعم المهارات الرقمية، والابتكار، والتفكير النقدي.

تأثير منصة مدرستي على العملية التعليمية

من خلال تتبع بيانات الأداء والتفاعل على مدار السنوات منذ انطلاقها، يمكن رصد مجموعة من الآثار الإيجابية التي أحدثتها المنصة:

• رفع نسبة الحضور والانضباط، حيث تم تسجيل معدلات انضباط مرتفعة بين الطلاب مقارنة بالتعليم الحضوري.

• تعزيز استقلالية الطالب في إدارة وقته ومسؤولياته الدراسية.

• تمكين المعلمين من تطوير أدواتهم التدريسية باستخدام التكنولوجيا.

• توسيع فرص التعلم الذاتي من خلال الموارد المتاحة على مدار الساعة.

• إتاحة فرص أكبر لأولياء الأمور للمشاركة في التعليم ومتابعة الأداء بشكل مباشر.

التحديات التي واجهتها المنصة وكيف تم التغلب عليها

رغم النجاح الكبير، واجهت منصة مدرستي تحديات متعددة في بداياتها، منها:

مدرستي والتحول نحو التعليم المدمج

مع استقرار العملية التعليمية بعد الجائحة، أصبحت “مدرستي” أساسًا استراتيجيًا في تنفيذ التعليم المدمج، الذي يجمع بين التعليم الحضوري والتعليم الرقمي. حيث تُستخدم المنصة الآن لتقديم:

• الواجبات المنزلية الإلكترونية

• الاختبارات الإلكترونية

• المحتوى الداعم الإثرائي

• خطط الدعم الفردي للطلبة المتعثرين

كما أصبح بإمكان المعلمين إعداد خطط دراسية تكاملية بين الحصص الفعلية والمصادر الرقمية داخل المنصة.

أهمية منصة مدرستي في رؤية 2030

تتماشى “مدرستي” مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي تسعى إلى بناء مجتمع معرفي واقتصاد رقمي، من خلال:

• تطوير مهارات القرن 21 لدى الطلاب (البرمجة، التفكير الناقد، التواصل الرقمي).

• تحقيق العدالة التعليمية وتوفير فرص متساوية لجميع الطلاب في المملكة.

• تعزيز جودة التعليم عبر تتبع الأداء والتحليل الذكي للبيانات.

• تمكين المعلم السعودي من خلال أدوات متقدمة للتحضير والتدريس.

خاتمة تحليلية

منصة مدرستي لم تعد مجرد حل مؤقت فرضته الظروف، بل تحولت إلى نموذج رائد في المنطقة للتعليم الذكي المتكامل، يعتمد على التحول الرقمي، ويخدم رؤية طموحة لبناء أجيال أكثر كفاءة ومعرفة. إن استمرارية تطوير المنصة، وتوسيع خدماتها، وربطها بأنظمة أكثر تطورًا، يُعدّ عاملًا حاسمًا في تطوير مستقبل التعليم في المملكة، وهو ما يجعل “مدرستي” مثالًا حيًا على النجاح الرقمي في القطاعات الحيوية.

المراجع:

1. وزارة التعليم السعودية – madrasati.sa

2. المركز الوطني للتعليم الإلكتروني – nec.gov.sa